رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من طقطق للسلامو عليكو».. من مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

من المعروف أن المصرى حكاء بطبعه، غير أنه لم يُنعت بالثرثرة وهذا يرجع إلى تميزة بخفة الظل يعرفها القاصى والدانى فى انحاء المعمورة. فيقولون المصرى أبو دم خفيف. وبطبيعة الحال فالمرأة المصرية أكثر من الرجل فى اتقان الحكى والسرد، وإذا كنت من بر الصعيد ستعرف أن المرأة إذا زارت قريبتها أو صديقتها، سيأتين بحكايات من فحت البحر كما يقول المثل الشعبى، ويستمر الحكى بينهن بالساعات، ولما تقوم الضيفة لتنصرف تُجلسها المضيفة لمرات ومرات، وبعد حكى وحكى وحكى تقرر الضيفة الإنصراف، ولكن تستمر الوقفة أمام الباب لمدة لا تقل عن ربع الساعة، فيغتاظ منها رجل البيت فيقول لزوجته " خشوا جو كملوا كلامهكم بدال مانتوا واقفين جنب الباب". هذا الأمر لا يختلف كثيرًا عن القاهرة أو محافظات الدلتا إلا أنه لييس بنفس الدرجة.

وإذا كنت موظفًا وفى المكتب الذى تعمل به نسوة لن تتوقف إذنيك عن سماع الحكايات، لدرجة تجرك إلى الانخراط فى هذه الأحاديث الطويلة التى لا تجدى نفعًا، لذا جاء المثل الشعبى "من طقطق للسلاموعليكو" الذى يعد من العبارات الأصيلة داخل الحارة المصرية.

ويأتى غالبًا بعد حديث طويل يشمل تفصيلات كثيرة للراوى أو المتحدث الذى قد يتفوق على ماركيز نفسه. فيقول الشخص: بس يا سيدى أدى الحكاية من طقطق للسلامو عليكو، أى منذ أن طرق الباب هذا الطارق إلى أن نفض ثيابه وهم بالانصراف وهو يقول سلامو عليكو. مرورا بالتفصيلات الصغيرة واضافة الشطشطة على مجريات الأحداث لتكون أكثر إثارة وتشويقًا.

ففى مصر لا يوجد شخص لم تقص عليه والدته القصص الكثيرة التى ورثتها عن أمها التى ورثتها عن جدتها وهكذا دواليك، فالمرآة المصرية ليست فى حاجة لأن تشترى لابنها قصصا عصر المؤلفون أذهانهم فى كتابتها، ذلك لأن قريحتها أكثر نضجًا، فهى جاهزة بقصص من وحى خيالها أو قصص ورثتها عن أمها وأضافت إليها الكثير، لتحكى القصة لطفلها من " طقطق لسلامو عليكو ".