رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أى بيضة فى رغيف».. من مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

منذ خمس سنوات تقريبا كنت وصديق فى طريقنا إلى زيارة صديق مشترك بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، فاستوقفنا شاب لم يتجاوز الثلاثين، وسيم وأنيق وفى كامل عنفوانه، ظننا أنا أراد أن يسألنا عن أحد الشوارع، لكنه فاجأنا بقوله " محفظتى ضاعت وعاوز أرجع إسكندرية، فقلت له: تعالى إلى محطة القطار ونحجز لك تذكرة، فقال: لا متتعبش نفسك هات الفلوس وأنا أحجز، فعلمت أنه متسول مودرن على غرار عادل إمام فى فيلم المتسول.
 فقلت أنا عاوز أتعب، فنظر إلى نظرة الغاضب ومط شفتية وكأننى مدين له، فقال له صديقى وهو يستخرج سيجارة ليشعلها: اتكل على الله، فقال الشاب بتنطع: ياعم الأرزاق بالله، مش عاوز فلوس بس هات سيجارة. فقال صديقى بعد أن نفد صبره من هذا الشاب اللزج: والله ولا سيجارة، هو أى بيضة فى رغيف ولا إيه ؟.
 انتهى الحوار وانصرف المتسول.. ولكن علقت هذه العبارة فى أذنى، ذلك لأنى لم أسمعها من قبل. ولكنى فهمت منها أنها عبارة توبيخية كان صديقى يقصد منها أن الشحاذ الشاب لا يريد أن يتركنا هو خالى الوفاض، وبعد أيام أو شهور تكررت هذه العبارة على مسامعى كثيرا، وهذا ليس معناه أن صديقى هو صاحب العبارة بل معناه أنها كانت مازالت وليدة، ثم كبرت على أفواه الشباب فى الحارة المصرية، وهى عبارة تقال دوما للشخص النفعى الذى يريد أن يحصل على مكسب صغير، بعد فشله فى الحصول على مكسب كبير.
 ويكون فى الغالب هذا الشخص لا يستحق الحصول على المكسب الكبير أو الصغير لأنه شخص متطفل وانتهازى. وبعد فترة اكتشفت أن للعبارة معنى آخر وهو " أى كلام فارغ " فحين يتحدث شخص عن شىء ما بطريقة تضفى اهتماما على الموضوع يقول له شخص آخر: ياعم ده أى بيضة فى رغيف. أى أن هذا الأمر برمته لا يساوى شيئا وأن ما تقوله كذبا ولا يستحق الاهتمام. نلاحظ أن العبارة الأولى جاءت استفهامية " هو أى بيضة فى رغيف ؟" أما العبارة الثانية جاءت تقريرية " ده أى بيضة فى رغيف ".