رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضائح تميم.. زوجة الشيخ طلال تروي مأساة أطفال العائلة الحاكمة

تميم
تميم

وثقت أسماء أريان (ألمانية الجنسية وتزوجت من الشيخ طلال بن عبد العزيز آل ثاني، عضو العائلة الأميرية في قطر، عام 2007، وهو الابن الأكبر لأحد الآباء المؤسسين لقطر والذي توفي بالمنفى في السعودية عام 2008) شهادتها عن مأساة أطفال العائلة الحاكمة مع نظام الحمدين أمام نادي الصحافة السويسرية في جنيف.

وروت «أريان» قصتها وأبنائها وأبناء زوجها الشيخ طلال بن عبد العزيز آل ثاني، مشيرة إلى الانتهاكات التي تمارسها السلطات القطرية على مدار اليوم ضد حقوق الإنسان والعدالة، حيث يُسجن ويعذب أبناء العائلة الحاكمة بعد سجن الأب وتجميد ممتلكاته.

وأوضحت أن نظام الحمدين يستخدم الانتقام وسيلة للتشفي من خلال حرمان أبناء العائلة الحاكمة من أبسط حقوق الإنسان الأساسية من تعليم وصحة ومسكن.

وقالت زوجة الشيخ طلال بن عبد العزيز، إن معاناة أسرتها المكونة من 4 أبناء، بدأت بعد وفاة والد زوجها الذي شغل منصب وزير الصحة في قطر، مشيرة إلى وجود «عداء قديم» للشيخ عبد العزيز بن حمد، نقله حمد ومن بعده تميم إلى الابن الشيخ طلال.

وأكدت أن السلطات القطرية في فترة الأميرين، أدخلت زوجها السجن، وهو الآن مسجون بعد أن حكم عليه في عام 2013 بالسجن لمدة 22 عاما، ولا يزال حبيسا منذ 6 سنوات.

وأوضحت أن السلطات القطرية حاولت إغراء زوجها للعودة للدوحة، حيث أوهمته بأنه سيتسلّم إرث والده، فعادت معه إلى لتبدأ المأساة التي لم تنتهِ بعد.

وقالت زوجة الشيخ طلال، أمام الحضور في «نادي الصحافة السويسري» إن الانتقام من أبناء الشيخ طلال بدأ مباشرةً عقب إدخاله السجن بتهمة توقيع شيكات دون رصيد ومطالبته بسداد الديون.

وأشارت إلى أن الانتقام لم يقتصر على إدخال والد أطفالها الصغار السجن فقط، بل امتد إلى فرض ضغوط هائلة عليهم وعليها معنويًا ووصولًا إلى إجبارهم على مغادرة منزلهم ونقلهم إلى منزل غير مؤهل للسكن بمنطقة مهجورة في «الصبخة» حيث تحاصر المياه الراكدة والحشرات المنزل، في ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، موضحة أن هذا الأمر عرّض الأطفال الصغار للأمراض واضطرهم بعد ذلك إلى الحصول على علاجات الكورتيزون لفترات طويلة.

وأكدت أنها وثقت ذلك كله بالصور والفيديوهات، وكانت تطلب من نظام الحمدين بناء على ذلك نقلها وأبناء الشيخ طلال إلى منزل آخر، وكانت السلطات ترد بأنها لا تجد سببًا للنقل، في حين كانت الأسرة لا تملك مالًا لإيجاد بديل بعد أن تركت السلطات الأم وأبناءها الأربعة معدمين دون أية مساعدة تقدم لهم.

كما أكدت زوجة الشيخ طلال أن أولادهما (العنود والجوهرة وعبد الله وأحمد) عانوا بعد أن تركوا في هذا الوضع وأضيف إليه عدم قدرة الأسرة على دفع مصاريف مدارسهم، فظلوا في هذا الوضع المذري دون الحصول على أية حقوق وأبسطها، وحاولت السلطات إجبار الزوج الشيخ طلال على توقيع أوراق لحرمانه من أي حق مستقبلي في أن يكون أحد أعضاء الحكومة.

وأكدت أسماء أريان أنه «لا أحد في قطر يُسمح له بأخذ القرار سوى شخص واحد وهو تميم، وإن أهدر حقوق أحد، بمن في ذلك أعضاء العائلة المالكة، فلا محاكم تنصفه أو غيرها».

وقالت إن السلطات حاولت تعذيب الشيخ طلال معنويا واستخدم إلى أقصى حد الضغط عليه من خلال وضع أبنائه في معاناة لا تنتهي وبشكل ممنهج، مشيرةً إلى أنه سُمح لهم بزيارته مرة واحدة، كما استغلت هذه المناسبة لتخويف الأبناء ما جعل من رؤيتهم لأبيهم غاية في الصعوبة، مشيرة إلى أن ابنها الأصغر لا يعرف والده ولم يره مطلقًا.

كما لفتت إلى أنها وجّهت العديد من الأسئلة في قطر عن أسباب ما قامت به السلطات مع زوجها، ولم تكن تحصل سوى على رد واحد وهو أن "القرار من أعلى سلطة في البلاد".

وأشارت إلى أنها حاولت أن تكتب خطابات إلى أفراد العائلة الحاكمة ومنهم موزة المسند، للإفراج عن زوجها أو على الأقل وضعه في الإقامة الجبرية.

وذكرت زوجة الشيخ طلال في سياق حديثها أن زوجها الآن هو في الـ49، وإن قضى كل فترة محكوميته، فهدا يعني أن أبناءه "لن يتمكنوا من رؤية والدهم مرة أخرى على الإطلاق".

وأكدت زوجة الشيخ طلال أنه وضِع في السجن "ودُبرت له هذه المؤامرة فقط لأنه طالب بحقوق في قطر"، كما قالت إن على الشيخ تميم أن "يقول للرأي العام وللمجتمع الدولي والعالم أين هي الدولة التي أقامها وهو ينتقم من أطفال صغار بعد سجن والدهم انتقامًا منه ومن أبيه؟".

وأكدت أسماء أريان أنها وبعد فشل كل محاولاتها قررت أن تتحدث للرأي العام عن مأساة الأسرة، وذكرت أنه بعد حبس الشيخ طلال، كان المسؤولون يقولون للأسرة إنهم سيدفعون لهم مخصصاتهم على دفعات متتالية، لكنهم لم يفعلوا ذلك ولم يحصل أبناء الشيخ طلال على أية مخصصات من أي نوع، رغم أن كل أبناء العائلة الحاكمة الآخرين يحصلون على هذه المخصصات.

وأكدت زوجة الشيخ طلال أنه، بعد أن مُنعت من ممارسة أية مهنة في قطر من أجل الضغط على زوجها وبرغم ما تسبب فيه ذلك من معاناة لها ولأبنائها، فإن السلطات القطرية حاولت بعد ذلك التواصل معها خشية مغادرتها الدوحة.

وشددت زوجة الشيخ طلال على أن زوجها «لن يقدم الهدية التي ينتظرها تميم ولن يفرط في حقوقه كعضو بالعائلة الحاكمة مهما كانت الضغوط عليه وعلى أبنائه الصغار».