رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدن الأشباح.. كيف يعيش المصريون فى دول انتشار «كورونا»؟

كورونا
كورونا

ما بين ليلة وضحاها تحولت الأوضاع فى أنحاء العالم، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وتغيرت طبيعة الحياة اليومية فى عدد من الدول، لتصبح أشبه بما تصوره الأفلام الهوليوودية عن حياة «ما بعد الكارثة»، وتتحول بعضها إلى «مدن أشباح»، بعدما أُفرغت الأسواق والشوارع من زحامها وصخبها المعتاد.
ومع الانتشار السريع للفيروس، الذى انتقل من الصين وشرق آسيا إلى أوروبا والشرق الأوسط وحتى أمريكا اللاتينية، اضطرت العديد من الدول لاتخاذ إجراءات احترازية للسيطرة على العدوى، من بينها إغلاق المدارس والجامعات والجهات الحكومية، ومنع الصلوات والتجمعات الدينية، وسط حالة من الذعر التى تزداد يومًا بعد يوم، مع تزايد الإعلان عن ارتفاع أعداد المصابين بفيروس الرعب.
«الدستور» تواصلت مع أبناء الجاليات المصرية فى عدد من الدول العربية والأجنبية، للتعرف على يوميات حياتهم فى المناطق المنكوبة، وتأثير انتشار فيروس «كورونا» على المدن التى يقطنون بها.



الكويت جميع المصابين جاءوا من إيران.. والأوضاع تحت السيطرة حتى الآن

وصف ماهر محفوظ، مدرس فى المرحلة المتوسطة «الإعدادية»، المشهد فى الكويت التى سافر إليها منذ عام ١٩٩٦، قائلًا: «الأوضاع تحت السيطرة حتى الآن، وتم اتخاذ الاحتياطات الوقائية الاحترازية فى كل مكان».
وأضاف: «منذ إعلان الحالات المصابة رسميًا، أصبحت الشوارع شبه خاوية والأسواق هادئة، وهناك حالة قوية من الحذر والترقب تنتاب كل شخص تصادفه فى الشوارع والأسواق، وجميع الوجوه مغطاة بالكمامات الواقية».
وكشف عن أنه لا إصابات إلى الآن بين صفوف المصريين فى الكويت، وكذلك المواطنون الكويتيون المقيمون لم يصابوا بالفيروس، مبينًا أن «الإصابات جميعها كانت بين الكويتيين الذين عادوا من إيران».
وأوضح أن «الفيروس لم يتنشر فى الكويت إلا بعد انتشاره فى إيران بنحو أسبوع، حين بدأت دولة الكويت فى إجلاء مواطنيها من جمهورية إيران، والبالغ عددهم تقريبًا ١٦٠٠ شخص».
وتابع: «فور وصولهم الكويت وُضعوا قيد الحجر الصحى فى أحد الفنادق، التى خصصتها حكومة الكويت لهذا الغرض، وجارٍ فحصهم، مع تجهيز منتزه الخيران المتواجد فى أطراف الدولة لنقل المصابين إليه، وبالفعل تم إخلاؤه وتسلمته وزارة الصحة الكويتية لاستخدامه فى عملية الحجر الصحى للحالات المصابة».
وقال آدم الزغاوى، مصرى يعيش فى الكويت منذ ١٦ عامًا، ويعمل فى شركة أثاث ومفروشات، إن هناك حالة ترقب وتأهب من الحكومة لمحاربة انتشار الفيروس، ومنع وصوله من مواطن إلى آخر.
وأوضح أن «هناك إجراءات مشددة، ومنها تحديد أماكن كثيرة فى الكويت للعزل والحجر الصحى، ومنع بصمة الحضور والانصراف من القطاعين العام والخاص، إلى جانب وقف رحلات الطيران من وإلى الدول التى ظهرت فيها حالات الإصابة بالكورونا».
وتابع: «تم تأجيل الدراسة أسبوعين، والأنشطة الرياضية بجميع النوادى وصالات الجيم، وأصبحت الحكومة الكويتية ووزارة الصحة فى حالة استعداد تام من أجل السيطرة على انتشار الفيروس».
واستقبل المصريون خبر وصول «كورونا» إلى الكويت بحالة من الخوف، وفقًا لـ«آدم»، الذى تابع جيدًا أحداث المرض فى الصين، مبينًا أن أغلب المصريين فى الكويت كان لديهم توقع بوصول المرض إلى البلاد، بمجرد إجلاء الكويت مواطنيها فى إيران وعودتهم مرة أخرى.
وأضاف: «جميع المصابين بالكويت أتوا من إيران وتم عزلهم جميعًا، وهم الآن فى الحجر الصحى تحت إشراف طبى دقيق»، معبرًا عن اطمئنانه لإجراءات الحكومة الكويتية، التى تتسم بالشفافية، مع إبلاغ المواطن بأى تطور.


إيطاليا الحياة متوقفة تمامًا.. لا نغادر المنازل.. ونتمنى العودة للوطن

«لا توجد أى إصابات بين المصريين هنا، لكن حالة الفزع التى انتشرت بين الإيطاليين أجبرت الجميع على ملازمة منازلهم بعد تخزين مواد غذائية تساعدهم على البقاء فى منازلهم لعدة أسابيع».. بهذه الكلمات وصف محمد عزت الحنفى، مصرى مقيم فى مدينة «فينيسيا» الإيطالية الوضع فى الدولة الأوروبية التى أصبحت واحدة من أكبر بؤر انتشار فيروس «كورونا» المستجد فى القارة العجوز، خاصة بعدما تسبب الذعر فى نقص حاد فى المواد الغذائية والكمامات والمطهرات.
وأضاف «محمد»: «الوضع خطير جدًا ومقلق للغاية، وأُغلقت جميع المنشآت العامة فى فينيسيا لمدة ١٠ أيام، سواء كانت مدارس أو جامعات أو صالونات حلاقة أو محلات تجارية أو أسواقًا وغيرها، واضطررت لشراء طعام وشراب بنحو ٤٠٠ يورو، قبل الانعزال فى المنزل كحال سكان المدينة».
وتابع: «ما يحدث هنا جعلنى أشعر بأنها نهاية العالم، وأتمنى من كل قلبى أن أعود إلى مصر، لكن الطيران الداخلى والخارجى تم إيقافه للأسف».
وفى مدينة «تورينو» لم يختلف الوضع كثيرًا، بحسب سامى عباس الذى قال: «تورينو ليست من المناطق الخطرة، لكن الخوف يسيطر على المواطنين، فى ظل انتقال الفيروس بشكل سريع من مدينة إلى أخرى، لذا فضّل كثيرون ملازمة منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى».
وأضاف: «الشوارع شبه خالية من المارّة، والمواصلات العامة خالية من الركاب، والمدارس والجامعات أغلقت أبوابها لأكثر من أسبوع، مع الإعلان عن احتمالات زيادة مدة الإغلاق حال ظهور حالات جديدة».
وتابع: «أعمل فى أحد المطاعم الإيطالية، ولم نعد نستقبل زبائن إلا فيما ندر، لأن أغلب الأسر أصبحت لا تغادر المنازل، لذا فالفيروس أثّر على الحياة العامة، والمطاعم والكافيهات التى كانت لا تخلو من الزبائن أصبحت خالية».
وفى مقاطعة «لودى» التى مثّلت بؤرة لانتشار الفيروس فى إيطاليا، قال شحاتة عبدالسلام، المصرى المقيم فى المنطقة، إن ١٠ مدن تابعة للمقاطعة أعلنت حالة الطوارئ، بعد انتقال الفيروس إلى الشمال الإيطالى، إثر انتشار العدوى من أحد الصينيين الحاملين للفيروس.
وأضاف: «الوضع فى إيطاليا أصبح مقلقًا جدًا، فمقاطعات الشمال، مثل لومبارديا وإيميليا ورومانيا وفينيتو، أصبحت تعانى من شلل تام بعد توقف الأنشطة الحياتية بها، مع إغلاق المدارس والجامعات، وتعليمات الحكومة للموظفين بالعمل من المنازل، كما أن مدينة ميلانو أصبحت مغلقة بالكامل لا يخرج منها ولا يدخلها أحد».
وتابع: «الحكومة تحاول تلبية احتياجات المواطنين، وقررت صرف الرواتب كاملة للعاملين فى القطاعين العام والخاص، وسددت ضرائبهم لمدة عام كامل، كنوع من التعويض عن الأضرار التى يتعرضون لها».
بالإضافة إلى ذلك، منعت الحكومة فى مقاطعة «لودي» المواطنين من الذهاب إلى المستشفيات، وطلبت من الذين يشعرون بالمرض الاتصال بأرقام الطوارئ للوصول إليهم، وعزلهم للعلاج فى منازلهم، أو نقلهم إلى المستشفيات تحت إجراءات مشددة، وفق «عبدالسلام».

اليابان ١٠ آلاف مصرى جميعهم بصحة جيدة.. والضحايا يتركزون بالعاصمة

فى مدينة «يوكوهاما» اليابانية، تقف سفينة «دايموند برنسيس»، التى تحولت إلى سفينة للحجر الصحى بعد انتشار الفيروس بين ركابها.
وبلغ عدد المصابين على متن السفينة ٩٠٠ حالة، من بين ٣٧٠٠ راكب، كما انتقل الفيروس من إحدى راكبات السفينة إلى العاصمة طوكيو، بعد أن سمحت السلطات لها بالعودة إلى منزلها، وثبتت بعد ذلك إصابتها بالفيروس.
وقال محمود إبراهيم، مصرى مقيم فى مدينة «أوساكا» اليابانية: «الوضع فى اليابان آمن والحياة تسير بصورة شبه طبيعية، فأنا أذهب إلى عملى يوميًا وأولادى يتجهون إلى مدارسهم فى أوقاتها الرسمية، لكن القلق من انتشار الفيروس واضح على المواطنين الذين يرتدى غالبيتهم الكمامات، وأصبحت المحلات التجارية شبه خالية من الزبائن».
وأضاف: «هناك ١٠ آلاف مصرى فى اليابان جميعهم بصحة جيدة، ولا توجد أى حالة خوف أو فزع نشعر بها نتيجة لقلة عدد المصابين بالفيروس داخل المدن اليابانية».
وتابع: «تتركز معظم الإصابات فى العاصمة طوكيو، كما توجد حالة واحدة فى أوساكا، وفى مدينتى كيوتو ونارا المجاورتين لنا هناك ٣ حالات فقط».

البحرين اختفاء الخبز والمطهرات.. وخط ساخن لتلقى البلاغات

اتخذت دولة البحرين عددًا من الإجراءات الوقائية بعد زيادة عدد المصابين بفيروس «كورونا»، بدأتها بوقف الرحلات من وإلى دبى، التى انتقلت منها حالات العدوى، بجانب تعليق الدراسة فى المدارس والجامعات لمدة أسبوعين.
وقالت فاطمة إمام، إحدى المصريات المقيمات فى البحرين، إن حالة الفزع التى أصابت المواطنين هناك تسببت فى اختفاء بعض السلع، موضحة أن البحرينيين حاولوا شراء السلع الغذائية وتخزينها فى منازلهم بكميات ضخمة، ما تسبب فى نقص بعض السلع ومنها الخبز، كما اختفت المطهرات من جميع المحال التجارية بسبب ضغط الشراء.
وأضافت: «ذهبت إلى السوبر ماركت منذ يومين، وهذا لا يحدث كثيرًا لأن أغلب الأوقات أظل ملازمة للمنزل كإجراء وقائى، وفوجئت باختفاء بعض السلع وارتفاع أسعار الكمامات بشكل كبير، حتى خرج قرار رسمى بتوحيد الأسعار حتى لا تستغل الصيدليات المواطنين».
وأشارت إلى أن الحكومة ترسل رسائل نصية للمواطنين بشكل دائم، توضح فيها كيفية اتخاذ التدابير الوقائية، ودشنت «خط ساخن» للاتصال حال شعور أى مواطن بأعراض البرد.
واختتمت: «لا توجد حتى الآن أى إصابة بكورونا بين المصريين، والحالات المصابة من الذين عادوا مؤخرًا من إيران التى تعد بؤرة انتشار الفيروس فى الشرق الأوسط».

إيران الشوارع خالية.. وانتشار مكثف للجان الفحص

قال رامى خالد، دكتور فى جامعة «نور» بالعاصمة الإيرانية طهران، إن حالة من الرعب تسيطر على البلاد بعد انتشار فيروس «كورونا». 
وأضاف «خالد»: «جرى حظر جميع رحلات السفر من وإلى الدول التى ظهرت بها حالات مصابة بالفيروس، مع تعطيل الدراسة فى جميع المدارس والجامعات الحكومية والخاصة لمدة أسبوعين».
وكشف عن أن وزارة الصحة نفت منذ فترة أنباءً متداولة عن وفاة سيدة أصيبت بالفيروس، معقبًا: «صدقنا جميعًا نفى الصحة، وظل هناك تعتيم ونفى إعلامى قوى لظهور أى حالات مصابة بالفيروس، وفى يوم وليلة استيقظنا على خبر إصابة ١٠ بالفيروس القاتل». 
وتابع: «عرفنا بعدها أن الحكومة كانت تعلم جيدًا بوجود حالات لكن تكتمت على ذلك إعلاميًا، وانتشرت الإصابات سريعًا حتى أصبحت إيران ثانى دولة مصابة بالفيروس عالميًا». 
وأشار إلى أن حالة الرعب التى تسيطر على إيران جعلت الشوارع خالية، فى ظل غلق المدارس والجامعات، وتعليق العمل فى معظم القطاعات الحكومية، وخوف المواطنين من التجمع فى الكافيهات والنوادى، وتفضيلهم البقاء فى المنازل أو ارتداء الكمامات، مع انتشار مكثف للجان الفحص الطبى فى الشوارع والنقاط الحيوية.