رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

6 أعوام مرت.. والحاجة ألطاف تنتظر قبول تبرعها بـ16 قيراطا للدولة

الحاجة ألطاف
الحاجة ألطاف

حكاية لها العجب كوكتيل من المفارقات العجيبة والدرامية، وقعت أحداثها داخل قرية الهياتم التابعة لمركز المحلة بمحافظة الغربية، حيث وهبت الحاجة ألطاف درويش أرضها التي اشترتها بعد أن باعت ذهب زواجها؛ لبناء مدرسة نموذجية فنية ومعهد للأورام بالقرية، لأنها رأت أن مثل هذه المدارس غير متوفر بقريتها.



وبالرغم من أنها تعيش وحيدة في غرفة من بيت والدها، يكسو جدرانها طبقة أسمنتية خشنة، تملؤها ذكريات الماضي وبقايا أثاث لوالدتها، بعد أن احترق عفشها في الحريق الهائل، الذي وقع عام ١٩٧٧ بالقرية، فلم تفكر في تجديد أو حتى طلاء غرفتها، بل كان هدفها أسمى من ذلك وهو السير على خطى أبيها الشيخ محمد مصطفى درويش، أحد علماء ومشايخ القرية وصديق الشيخ شلتوت - رحمة الله عليهما - والذي نفذ العديد من المشروعات لخدمة أهالي القرية، هذا علاوة على المداومة على آداء فريضة الحج والعمرة كل عام ومساعدة المحتاجين من أهالي القرية.

تقول الحاجة ألطاف محمد مصطفى درويش: "أنا أبلغ من العمر ٨٠ سنة ونفسيتي تأثرت كثيرا لعدم قدرة أى مسئول على أخذ قرار بقبول تبرع بـ١٦ قيراط"، مشيرة إلى أنها حاولت مرارا وتكرارا على مدار ٦ سنوات أن تقابل إلى اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية الأسبق، ولكن دون جدوى؛ لذا سئمت من كثرة التنقل بين المسئولين والتنفيذيين، وأجرت الأرض، حتى تصل إلى مسئول يهتم بتنفيذ رغبتها ويتخذ إجراء على أرض الواقع تجاه ما تطمح إليه.

وأوضحت درويش، أنها قد تعرضت في طفولتها للعقر من كلب مسعور، أصيبت على إثرها بحساسية ظلت تعالج منها سنوات طوال، وعندما سيطر عليها اليأس والحزن بسبب طول فترة العلاج من هذا المرض، فكرت أن توهب ١٦ قيراطا للدولة، من إجمالي ١٧ قيراطا ملكها اشترتها عام ١٩٧٥، بعد أن باعت ذهب زواجها، حيث كان يبلغ سعر قيراط الأرض وقتها ٣٥ جنيها.

أضافت، أنها أبلغت بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لها ٣ مرات، منها دعوة في شهر رمضان لتناول إفطار الأسرة المصرية، لكن حال المرض دون تلبيتها لهذه الدعوات، حيث كان غير مسموحا لها بالسفر لمسافات طويلة، لافتة إلى أنها اشترت هدية للرئيس وزوجته من آخر عمره أدتها عام ٢٠١٦، وطالبت مرارا وتكرارا أن تسلمها له يدا بيد، لكن لم تتمكن من ذلك، ومازالت محتفظة بها، ولا تسمح لأى شخص أن يراها؛ أملا أن تقابله وتعطه إياها.

ولفتت إلى أنها لا ترغب في مقابلة أي محافظ بل الرئيس وفقط، قبل أن يأخذ رب العالمين أمانته، لثقتها في تنفيذه رغبتها في هذا المشروع".

وأكدت أنها اتفقت مع أخواتها على تحويل منزل والدها إلى مركز لتحفيظ القرآن الكريم بعد وفاتها، متمنية أن تقابل الرئيس السيسي وتسلم له الأرض، وترى المعدات بها لتنفيذ المشروع قبل أن يتوفاها الله.