رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

25 ألف أصبحت 3.5 مليون جنيه.. مصري يصبح مليونيرا بأسهم بورصة «منسية»

رجل
رجل

سلط الفيلم السهير "the pursuit of happiness"، الطريق إلى السعادة، الضوء على قصة عاشها الكثيرين وكتبت كروايات وأنتجت كأفلام، عن تحول عالم البعض من حياة اقتصادية صعبة، إلى أصحاب الملايين، من خلال مشاريع خاصة أو المضاربة في البورصة، والتي تعد واحدة من أسرع الطرق لتحقيق الثراء، وتناول قصة المليونير الأمريكي كريس جاردنر، والذي أدى دوره ويل سميث ورشح عنه للأوسكار، وكيف تحدى الفقر ليصبح مالكا لشركة أوراق مالية برأس مال ملايين الدولارات، مع المعالجة الدرامية بالطبع، والتي أصبح منها هناك نسخة عربية، في مصر بالتحديد.

مدرس مصري يدعى "ح- أ"، مع التحفظ على ذكر اسمه كاملا لأسباب تتعلق به، كان يعمل بمدرسة ابتدائية راضيا بما يتقاضاه من راتب وإن كان زهيدا، حاول تضميد جراح أسرته وتحمل كل مسؤولياته عنهم بالبحث عن أي عمل إضافي لتوفير حياه معقولة، فيما أشبه برواية الفيلم أعلاه، إذ عانى "سميث"، الممثل الرئيسي، بطرده ونجله من شقته نتيجة فشله في توفير الإيجار، فضلا عن رحيل زوجته بسبب الأوضاع المالية السيئة، ما اضطره إلى النوم في أي مكان وتلقي إعانات الكنائس، وفجأة وجد نفسه مضطرا للاشتراك في مسابقة بإحدى الشركات العاملة في مجال الأوراق المالية "سوق الأسهم"، دون راتب شهري لمدة 6 أشهر، وهو ما ينجح فيه ويتحول نجما في سوق المال.

على خلاف بطل قصة الفيلم كريس غاردنر، والذي بحث عن الفرصة في الولايات المتحدة الأمريكية دون مغادرتها، بحث "ح. أ" عن فرصة عمل
بدولة خليجية للخروج من عثرته، حتى وجد الفرصة المناسبة، اقترض من الأهل والأصدقاء لاستكمال مصاريف السفر وتأشيرته، مع وعد بإعادتها مع أول راتب يتقاضاه.

مع دين السفر، ناهيك عن الظروفه الصعبة والحياة المأساوية، نسي "المدرس المصري" أنه كان قد اشترى 5 ألاف سهم في إحدى شركات الاتصالات بداية الألفية الثانية بـ25 ألف جنيه، وفقا لمنفذ عمليات بالبورصة المصرية، ويستطرد في التفاصيل راويا، أن مالك الأسهم اختفى وانقطعت أخباره عن شركة "السمسرة" التي يتعامل معها لمدة قاربت الـ5 سنوات، قبل أن يفاجئ "سمسارها" بمكالمة هاتفية منه، يخبره فيها أن أحواله في الغربة لم تختلف عنها في مصر، وساءت لأقصى درجة بعد تراجع راتبه، وبحث عن عمل إضافي لتدبير نفقاته، لكنه فشل بسبب قوانين الإقامة.

"ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج"، أبيات شعر وجدها المدرس المصري بعد حديث مع سمسار الشركة المتعامل معها في فترات سابقة، إذ فوجئ به يطالبه بضرورة الحضور إلى مقر الشركة، لعدم إجراء أي عمليات على حسابه الذي كان قد سجله في الشركة، وبالفعل توجه على الفور في اليوم التالي، وهنا كانت المفاجأة، إذ بعد سؤاله عند مصير أسهمه التي اشتراها قبل سنوات، جاءت الإجابة بأن سعر السهم الواحد وصل إلى 700 جنيه، مع حساب عددها فأنت تملك 3.5 مليون جنيه، بعد تمالك نفسه من الصدمة، قرار بيع أسهمه فورا وسداد ما عليه من مستحقات، وقطع تعاقده بالدولة الخليجية، وأسس مشروعه الخاص، مع ترك جزء للاستثمار في البورصة من باب التفاؤل، وفقا لرواية منفذ عمليات بالبورصة المصرية لـ"الدستور".