رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بتكليفات السيسي.. مصر تستزرع أكبر «غابات المانجروف» بالبحر الأحمر

غابات المانجروف
غابات المانجروف


قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين ومدير مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر، والذي تموله أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بالتعاون مع وزارتي الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء، والبيئة، ومحافظة البحر الأحمر، إن مصر لديها خطة طموحة للتوسع في غابات المانجروف بإطلاق أكبر مشروعاتها على سواحل البحر الأحمر للمساهمة في تحقيق قيمة اقتصادية تجنيها الدولة من هذه الغابات وتحسين الأوضاع البيئية في المنطقة لصالح السكان المحليين ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية.

وأضاف خليفة، في تصريحات صحفية الخميس، إنه يجرى تنفيذ مشروع الإكثار والتوسع في مساحات المانجروف بساحل البحر الأحمر، كأحد تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكثيف مشروعات السياحة البيئية، والاستفادة من المحميات الطبيعية في تحقيق هذه الأهداف، موضحا إنه تم إقامة 4 مشاتل لإكثار غابات المانجروف بمناطق سفاجا-حماطة- شلاتين بمحافظة البحر الأحمر، ومحمية "نبق" بمحافظة جنوب سيناء لإنتاج حوالي 25 ألف شتلة مانجروف في العروة الواحدة بمعدل عروتين سنويا، بإجمالي 300 ألف شتلة خلال فترة المشروع، بإجمالي مساحة مستهدفة تصل إلي 500 فدان.
وأوضح، أن التوسع في زراعة أشجار المانجروف على ساحل البحر الأحمر يهدف لتعظيم إمكاناتها الاقتصادية والبيئية والسياحية التي تنعكس علي الاقتصاد القومي وتشكل أحد أركان تطبيق البحوث العلمية في هذا المجال الواعد الذي يشكل أيضا أحد الخطط الطموحة للدولة لتنمية شواطئها والاستفادة من الميزة النسبية للبحوث في تحقيق التنمية المستدامة.

وشدد مدير مشروع استزراع غابات المانجروف، على أنه يأتي كأحد أدوات التنسيق بين العديد من الوزارات ومنها وزارت الزراعة والبيئة والبحث العملي للمساهمة في تحقيق خطط الدولة في التنمية المستدامة والحد من مخاطر التغيرات المناخية علي مصر وخاصة في المناطق الواعدة سياحيا بالبحر الأحمر.

وأوضح خليفة، أنه يمكن الاستفادة من مشروع تنمية غابات المانجروف لأنها تعد أحد المراعي المتميزة لتغذية النحل، لإنتاج أفخر أنواع عسل النحل في العالم والأغلي من ناحية القيمة الغذائية فضلا عن إنه الأعلى سعرا في الأسواق الدولية، موضحا أن إقامة مناحل في هذه الغابات يوفر فرص عمل جديدة وتسويق منتجات المشروع وإنتاج عسل ذات مواصفات قياسية من غابات المانجروف بعيدا عن الملوثات والمبيدات ويساهم في الحصول علي منتجات عالية القيمة مثل حبوب اللقاح وانتاج الغذاء الملكي وانتاج طرود النحل وإنتاج الملكات العذارى من ذوي الأسعار المميزة.

ولفت نقيب الزراعيين، إلى أنه رغم الاستخدام المباشر لأشجار "المانجروف" في مصر لايزال محدودا حاليا، لكن الاستخدام غير المباشر مثل الخدمات البيئية والسياحة البيئية موجود بشكل واضح نسبيًا، مشددا على أن المنطقة تحتوي على أهم الأنظمة البيئة التي يمكنها تغيير خريطة البيئة إيجابيا في حالة مواصلة التوسع في إقامة غابات المانجروف.

وقال خليفة، ان التوسع في المشروع يساهم في الحد من مخاطر التغيرات المناخية، ويحول منطقة سواحل البحر الاحمر إلى أحد أهم الوجهات السياحية والبيئة، خاصة مع ارتباط المشروع بتحسين الأوضاع البيئة لأحد القرى الريفية للصيادين والعاملين بمشروع زراعات المانجروف.

وأضاف، أن المشروع يعمل كمنطقة عازلة بين المنظومات الأرضية والبحرية ويحافظ على الشاطئ ويحميه من التآكل، بالإضافة للحماية من الغمر الناتج من ارتفاع مستوى سطح البحر وعن طريق ارتباط المانجروف بكائنات أخري مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية، ويلعب المانجروف دورًا هامًا في الحفاظ على الاستقرار والاتزان البيئي، موضحا أن الميزة النسبية لزراعة أشجار المانجروف تكمن في أنه ينمو على الصخور المرجانية الساحلية وأيضًا في الشقوق والفجوات الموجودة بالصخر ويحتل المانجروف ايضًا دلتاوات الوديان، حيث تتراكم الرواسب المحمولة بمياه الأمطار.
وأوضح خليفة، أن بيئة المانجروف ترتبط بوجود الكائنات الحية من النباتات والحيوانات المصاحبة، وبالتالي تعتبر مخزون للمادة الوراثية، إذ تعد أشجاره مأوى للطيور وللعديد من الحيوانات البحرية والأرضية، كما أنه يحمي الشواطئ من التآكل ومن ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، مشيرا إلى أن وجود المانجروف يؤدي إلى الحد من الملوحة الزائدة وتصل درجة الملوحة للأراضي التي ينمو فوقها المانجروف لحوالي 50 جزء في الألف، بينما تزداد بشكل مفاجئ في الأراضي المجاورة مباشرة لحوالي أربعة أمثال هذه القيمة، وتتخلص أشجار المانجروف من الملوحة عن طريق الإفرازات والتخلص من الأوراق المسنة والأعضاء المشبعة بالإصلاح.