رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«دواء قاتل».. مصانع تتداول المغشوش وتبيعه على أنه علامة أصلية

ضبط مصنع
ضبط مصنع

مخزن كبير يغطي أرضيته كراتين كثيرة مليئة بالأدوية ذات العلب المغلفة، مطبوع عليها الاسم الطبي، وتبدو كالأدوية التي تشتريها من الصيدليات، إلا أنها ملقية في الأرض دون تخزين جيد، أو ثلاجات لحفظ البعض منها وعدم فساده، ذلك الوصف ليس من نسج الخيال بل أعلنت عنه قبل أيام مباحث التموين والتفتيش الصيدلي، عن ضبط مصنع أدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية بالعبور، ويتم تعبئتها في عبوات تخص شركات أخرى مسجلة لدى وزارة الصحة وهي لم تكن المرة الأولى.
ففي 23 فبراير الجاري، تم ضبط مصنع بإحدى مناطق القاهرة الكبرى، لتدوير أدوية منتهية الصلاحية، بداخله ماكينات لإعادة التدوير وأخرى للتعبئة وثالثة للتغليف، أيضًا مواد كيماوية لإعادة التدوير.في 20 أغسطس 2018 تم ضبط مصنع بدون ترخيص بمدينة بدر، يقوم بتصنيع أدوية مجهولة المصدر، ويتم توريدها للبيع في بعض الصيدليات وتحقيق أرباح منها.
وفي 14 ديسمبر 2018، نجحت إدارة التفتيش الصيدلى بضبط مصنع أدوية غير مرخص بالإسكندرية يقوم بتصنيع أدوية مغشوشة، يقوم بتصنيع نوعيات مختلفة من ملطفات التهاب الحلق لنوعيات وماركات مختلفة مستخدمًا خامات مجهولة المصدر ومبيضات محظور استخدامها، لافتًا إلى أن المصنع يفتقر إلى الحد الأدنى للاشتراطات الصحية الواجب توافرها، طبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن 11% من الأدوية المباعة تعتبر مغشوشة.
في مغامرة لـ«الدستور» مع إحدى الصفحات المروجة للأدوية غير المرخصة، تواصلنا مع المسئول عن الصفحة ليخبرنا أنه تابع للشركة المستوردة، حين سألناه عن إحدى أنواع الحقن للسرطان، فقال: "أنا أقدر أبيعه أعلى بـ200 جنيه للواحدة"
.بحسب تصريحات لـ "جوفروا بوسوخ" نائب رئيس مجلس إدارة شركة "سانوفى" العالمية للأدوية، في تصريحات سابقة له، قد يموت ما بين 72 ألفًا و169 ألف طفل من الالتهاب الرئوي كل عام بعد تلقيهم عقاقير مغشوشة.

وتعليقًا على ذلك، أكد الدكتور عصام القاضي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه يجب مواجهة فوضى الدواء المغشوش، فمصانع بير السلم المصنعة له، تتبع طرقًا غير مشروعة، ويتم تجهيزها في معامل غير مؤهلة طبيًا.
ودعا القاضي إلى ضرورة تطبيق نظام الباركود، وهو نظام يعتمد على أن يكون لكل شركة شكل مميز وموحد لمستحضراتها، إضافة إلى أنه ميزان على خط الإنتاج لضمان التأكد من وجود مكونات المستحضر كاملة داخل العلبة، إضافة إلى عمل استيكر لاصق ذاتي لجانبى العلبة لضمان التأكد من عدم الغش لمكونات المستحضر- للرقابة على سوق الدواء.

أعلن محى عبيد، نقيب الصيادلة، في تصريحات سابقة، أن مصر ليس لديها إحصاءات مدققة عن حجم الأدوية المهربة مجهولة المصدر إلا أن نسبتها بين 5 و%7.العقوبة لا تقل عن حبس سنة ولا تتجاوز 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تتجاوز 30 ألف جنيه، تلك الكلمات التي أوضحها لنا عامر كمال، محامي، بأن تلك العقوبة هي من نصيب كل من باع أدوية مغشوشة أو فاسدة أو انتهت فترة صلاحيتها.
أما بالنسبة للأدوية الأدوية المغشوشة أو الفاسدة أو التى انتهى تاريخ صلاحيتها أو كانت المواد التى تستعمل فى الغش ضارة بصحة الإنسان أو الحيوان، فعقوبتها الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تتجاوز 40 ألف جنيه.
بالأمس، تقدم محمود حمدي أبو الخير، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة، بشأن بيع بعض الأدوية على الأرصفة في الشوارع ببعض المناطق خاصة العشوائية، وتداول بعض المنتجات الطبية غير المطابقة للمواصفات والمصنعة تحت بير السلم، والتي تفتقد لمعايير الجودة والسلامة، ورغم تقدمه بأكثر من طلب في هذا الشأن إلا أنه لم يتم البت فيها.
طالب أبو الخير بتشديد الرقابة والتفتيش لمنع تداول هذه المنتجات، من خلال القضاء على ظاهرة مصانع بير السلم، وزيادة وعي المواطنين حول خطورة استعمال أدوية مجهولة المصدر.