رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حارس سابق لمبارك يكشف تفاصيل محاولة الاغتيال في أديس أبابا

الحجيري
الحجيري

ظل اللواء رأفت محمد الحجيري، ابن مركز دشنا شمالي محافظة قنا، حارسا شخصيا وسكرتيرا للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، داخل القصر الجمهوري، لمدة 17 عامًا، منذ عام 1991 حتى عام 2008، والذي أنقذ الرئيس من الموت في حادث محاولة اغتيال بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وأعطاه وسام الشجاعة العسكرية.

قال الحجيري في حديثه لـ"الدستور" إنه كان ضابطا بالقوات المسلحة، تخرج في الكلية الحربية عام 1984، بتقدير جيد جدا، والتحق بالعمل في قوات الصاعقة، ثم تعين ضمن فريق حراسة وتأمين السد العالى بأسوان لمدة سنة، واشترك في أحداث الأمن المركزي عام 86.

وتابع إنه التحق بفرقة مكافحة الإرهاب وحراسة الشخصيات الهامة، وتم اختياره بعدها ضمن القوة الخاصة بتأمين رئيس الجمهورية، واستمر ضمن الحرس الشخصي لمبارك، من عام 1991 وحتى عام 2008، قائلا "كنت حاميه وسكرتيره الشخصي وكنت بقعد معاه أكثر الأوقات".

وكشف "الحجيري" تفاصيل محاولة اغتيال مبارك في إثيوبيا، بعد أن تم إرسال دعوة إلى مصر لحضور القمة الإفريقية التي كانت ستُقام في أديس أبابا في 26 يونيو عام 1995، وعرض وزير الخارجية سفره إلى هناك لحضور القمة.

ذكر "الحجيري": "الرئيس رفض وأصر على الحضور بنفسه، فأرسلت الخارجية المصرية طلبا لدولة إثيوبيا بتوفير مدرعة لحماية الرئيس خوفًا من المشكلات الأمنية التي كانت تشهدها إثيوبيا في ذلك الوقت، لكن إثيوبيا ردت بعدم قدرتها على توفير مدرعة للرئيس لأنها دولة فقيرة، ووافق الرئيس على السفر رغم عدم توفير المدرعة، واصطحب معه الحرس الشخصي وسيارة وسائقًا مصريًا".

أوضح أنه عقب خروج الرئيس من صالة المطار، وانتهاء مراسم الترحيب، ركبنا السيارة الخاصة بنا وفي الطريق فوجئنا بسيارة محملة بمتفجرات "T.N.T"، وأشخاص يقومون بدفعها لسد الطريق أمام السيارات المارة، وعندما قام أحد رجال الأمن الإثيوبي بالنزول لاستطلاع الأمر أطلقوا الرصاص عليه.

وأشار حارس مبارك إلى أنه وجد أحدهم يحاول إطلاق النار على سيارة الرئيس، قائلا: "كانت المسافة بيني وبينه حوالي 15 مترًا، وفي لحظة تغيير خزنة الرصاص أطلقت عليه من 30 إلى 40 طلقة فلقى مصرعه في الحال، وقام زملائي بضرب أشخاص آخرين على الناحية اليسرى من السيارة".

وأفاد "الحجيري" إنه عندما فوجئ الرئيس بإطلاق النار على السيارة طلب من السائق العودة إلى المطار، وقام الرئيس بتكريمنا، ومنحني وسام الشجاعة العسكرية، وأهدى طاقم الحراسة الخاصة رحلات حج.

وأورد أن الرئيس الراحل مبارك كان يحب لعب الاسكواش، وكانت الطاولة أيضًا من أكثر الألعاب المحببة إلى قلبه، وكان يلعبها كثيرًا جدًا، وكان يحب تناول الفول والطعمية، وفى العشاء كان يتناول الفول والجبنة.

وأكد "الحجيري" أن مبارك كان رئيسا وطنيا، وتاريخه يشهد بذلك، وخلال 30 عامًا من الحكم كان يحارب الإرهاب بكل قوة، ولكن تكالب المنظمات والمخابرات الأمريكية والتركية والقطرية، وحالات البطالة، ساعد في إحداث مؤامرة يناير وركوب واستيلاء جماعة الإخوان على الحكم، وعندما فاز مرسي علمت من زملائي بالحرس أن أبناءه طلبوا الاستيلاء علي سيارات أبناء مبارك.

وتابع الحارس أن الرئيس مبارك لم يكن مُجبرًا على التنحي في أثناء ثورة يناير، ولكن اللواء عمر سليمان والمشير طنطاوي تحدثا معه حول التنحي فوافق مبارك خوفًا على البلاد من الفوضى وإسالة الدماء، وقرر التنحي موافقةً على مطلب المتظاهرين وخوفا من حدوث أعمال العنف والشغب.

اختتم الحجيري، إنه طيلة 17 عامًا عملهم مع رئيس الجمهورية، لم يجد الرئيس ينعت او يتلفظ بأي ألفاظ خارجة، إنما كان طبعه هاديا، وكان محبا لمصر ولشعبه، وكان يطلب من جميع العاملين في القصر الجمهوري، أن يسردوا له حكايات وردود أفعال الشعب المصري في كل محافظات الجمهورية.