رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قذاف الدم ناعيًا مبارك: «كان بسيطًا وليس بفاسد»

مبارك
مبارك

نعى أحمد قذاف الدم، المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبية، منسق العلاقات المصرية الليبية إبان عهد "مبارك - القذافي"، الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي وافته المنية صباح الثلاثاء عن عمر ناهز 92 عامًا.

ووصف قذاف الدم، في بيان مساء الثلاثاء، مبارك قائلًا: الرجل النبيل، الجندي الشجاع.. التقيته أول مرة في مطلع السبعينيات، وكنت مرافقًا للقذافي في "قاعدة عقبه بن نافع"، وكان مبارك قائدًا للقوات الجوية ومعه مجموعه من الطيارين الذين يستعدون للسفر لفرنسا للتدريب على طائرات الميراج بجوازات سفر ليبية، ومعهم طياران ليبيان، وتحدث إليهم القذافي يومها ورد اللواء حسني مبارك قائلًا "أخ معمر سوف لن نخذلكم ولن نخذل الأمة العربية، وهذا عهد مني ومن زملائي ثم التقينا بعدها عندما كان يزور مبارك "قاعدة جمال عبدالناصر" بطبرق، والتي تحولت تحت تصرف مصر هي وبعض القواعد البحرية، وقد كان مبارك جادًا ومنضبطًا، ومحل احترام من الجميع، وجاءت الحرب وكان مبارك عند عهده وفي الموعد هو وإخوتنا الطيارين السوريين، الذين أطلقوا صواريخهم في لحظةً واحده أعادت الاعتبار للجندي العربي وعززت ثقة جماهير الأمة بأننا إذا ما تجمعنا نستطيع أن نعبر عنها.
وتطورت الأحداث وأصبح مبارك نائبًا للسادات فعمل بثقة وإخلاص وثبات وتواضع، ولقد سمعت هذا الإطراء من السادات نفسه، وجاء به القدر إلى كرسي الرئاسة، ووجد نفسه في دولة مقاطعه من العرب، وتبتز من إسرائيل وأمريكا، وخزينة خاوية على عروشها ثم أوفدني القذافي بعد أسبوع في زيارة سريه للالتقاء به، وبدأنا مرحله جديدة مع الرئيس مبارك، سيأتي يومًا أتحدث عنها بما فيها من عثرات وإيجابيات، وهذا حقه وحقنا.

أضاف: «لقد أعاد مبارك مصر إلى حضن العرب وخلق توازن في الاندفاع للعلاقة مع العدو الصهيوني واستقبل القادة الفلسطينيين ولم يزر إسرائيل ولم يسمح لأمريكا أن تستخدم مصر ضد إرادتها، وأهمها عندما طلبوا منه العدوان على ليبيا أو السماح بضربها من الأراضي المصرية ولن ينسى شعبنا له ذلك، وفي عهده وقعنا الاتفاقيات العشر، وأهمها حرية العمل، التنقل، والإقامة دون قيود، وقد واصلت في عهده تحمل مسئولية العلاقات بيننا، ومن طرف مصر اللواء عمر سليمان فكان هناك تعاون عسكري واقتصادي وأمني وفي كل المجالات.

وذكر قذاف الدم في بيانه: "عندما جاءت 25 يناير وأنسحب الرئيس مبارك تاركًا للشعب ما يريد، وفي اليوم التالي أوفدني "القذافي" لالتقي "بالمشير طنطاوي" حاملًا رسائل يوصيه فيها خيرًا بمبارك واحترام تاريخه، والثانية يبلغه بأننا نستشعر بأن الأوضاع المصرية ووجود الجيش في الشوارع قد تغري الصهاينة بالعودة إلى سيناء، والثالثة أبلغته بأن القوات المسلحة الليبية جاهزة، وتحت تصرف مصر إذا ما دعت الضرورة. وأريد أن أشير إلى أن مبارك كان إنسانًا بسيطًا، ولم يكن فاسدًا أو سارقًا أو مخادعًا كما روج له أعدائه، لقد زاد عدد المصريين في عهده 30 مليونًا، ولولا ما قام به من جهد اقتصادي وإداري وفي ظروف صعبه ما وجد لهم رغيف العيش الشريف، ومشروعات اقتصادية، ومدارس، ومستشفيات، ومليارات من الاستثمارات، والمشروعات الزراعية، والمدن الجديدة، والاستقرار، ولولا سياسته المتوازنة لما وجدوا سوقًا لهم من بغداد إلي طرابلس.

أضاف البيان:"أكيد جل من لا يخطئ"، وهو كما قال بقصد مبارك لم يكن ناصر، ولم يكن السادات، لقد زرته منذُ بضعة أشهر فوجدته هو ذلك الجندي النبيل، الذي التقيته منذ عقود لم ينكسر، وبنفس الروح، ندعو له بالرحمة، والمغفرة.. والبقاء لله.