رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طماطم الصعيد» تغزو أسواق العالم

طماطم
طماطم

نجحت صادرات مصر من حبات الطماطم المجففة في غزو الأسواق العالمية، وهو الأمر الذي يمثل دفعة قوية للاقتصاد المصري، وفرصة ممتازة لتوفير مئات فرص العمل للشباب في جنوب الصعيد.

وفي هذا الصدد يقول المهندس خالد عبدالراضي، وكيل وزارة الزراعة في الأقصر، إن مشروع تجفيف محاصيل الطماطم بدأ في عام 2013، وذلك بعدما قامت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الزراعية "اليونيدو"، بإنشاء وحدة تجفيف كمنحة لجمعية طفنيس لتنمية المجتمعات الزراعية والتي يمكن استخدامها لتجفيف كل أنواع الخضروات والفاكهة، حيث أسهمت الوحدة في توفير العديد من فرص العمل وجرى تصدير عدة شحنات من الطماطم المجففة للسوق الإيطالي من إنتاج الوحدة.


وأضاف لـ"الدستور"، أنه تم أيضًا تدريب المزارعين وعددهم نحو 40 مزارعا من جانب الخبير الإيطالي بيركل برديليس والمهندس بهاء إسماعيل المدير الفني بالمنظمة، وجرى تعريف المزارعين بأهمية هذه الصناعة كما تم التطرق إلى الجانب الفني عن طريق استخدام طرق زراعية أحدث كالزراعة المحمية وغيرها وبتكاليف أقل لمضاعفة إنتاجية الفدان وزيادة دخل المزارعين.

وأوضح أن نجاح التجربة ساعد على توسعها، حيث أقبل مزارعو الأقصر وخاصةً في مدينة إسنا جنوب المحافظة، على زراعة ذلك المحصول المربح ليصل إجمالي المساحات المزروعة بالطماطم 357 ألفا و627 فدانا، وذلك بمتوسط إنتاجية تصل إلى 40 طنا للفدان، تنتج 14 مليونا و280 ألف طن، منها مساحة 29 ألف فدان يتم زراعتها بالطماطم للعروة النيلي، و141 ألف فدان للعروة الشتوي، و188 ألف فدان للعروة الصيفية.

وذكر أن جودة المنتج النهائي الطماطم المجففة ساهم بشكل كبير في جعل المنتج المصري من الصادرات الأعلى طلبًا، وجاذبة مستوردي الطماطم المجففة في العالم، حيث قام وفد برازيلي أرجنتينى رفيع المستوى من أكبر مستوردي الطماطم المجففة في العالم وهم " الفونسو رويز " و"ماكسيميلانو فاكا" بمتابعة خطوط إنتاج الطماطم المجففة في المحافظة بعد استخدام التقنيات الحديثة والتي تساعد على فتح أسواق جديدة في الدول الكبرى بالتعاون مع شركتي مصر إيطاليا للأعمال الزراعية وأجريتك.



وأشار إلى أن منشر الطماطم يعمل بطاقة 15 إلى 20 طن يوميا والعمل سيستمر فيه حتى منتصف شهر أبريل القادم وهو يوفر من 100 إلى 150 فرصة عمل جديدة للشباب والفتيات، وأن مصر تعتبر الدولة الخامسة في إنتاج الطماطم على مستوى العالم ولكن ما يستغل في الزراعة أقل من 3% وتجفيف الطماطم، حيث إن الصين تعد من من أكبر الدول المنتجة للطماطم ثم الهند ثم الولايات المتحدة وتركيا، وأحدثها مصر في الموقع الخامس من حيث الإنتاج في بما يقرب من 9 ملايين طن، تبلغ 35% فاقد، و3% فقط تصنيع، والتصدير.

وكشف عن آليات تجفيف الطماطم وذلك من خلال استخدام مناشر والاستعانة بأشعة الشمس في الهواء الطلق، حيث يتم تجفيف الطماطم التي تتميز بخفض العصارة وزيادة نسبة اللحم بها في الشمس لمدة 7 أيام أو أكثر، وذلك بعد تقطيعها نصفين وإضافة الملح للتخلص من الرطوبة، ليحدث تركيز للمادة الصلبة فقط، وكل 10 كجم طماطم طازجة تعطي كيلو طماطم جافة.

ويتم التجفيف للطماطم عبر استخدام منشر تم تصنيعه، بعد استلام المنتج يجري عليه عمليات تبخير وتعقيم للتخلص من أي أتربة أو تلوث، وهي طريقة انتشرت على مستوى العالم وخصوصا أوروبا وإيطاليا وإسبانيا تحديدا للاستفادة من الطماطم بصورة جيدة، ومصر بدأت تدخل حديثا في هذا المجال لتقليل الفاقد وتحقيق مكاسب للمزارعين.



- تجفيف الطماطم مستقبل الزراعة في الواحات

ويحتل محصول الطماطم في محافظة الوادي الجديد الثالث في زراعته بعد النخيل والقمح، وهو من المحاصيل الهامة والتي يعتمد عليها بعض المزارعين في الواحات، بعد أن أطلقت الشركات الدولية والجمعيات العاملة في مجالات الزراعة المختلفة، باب العمل في مشروعات تجفيف الطماطم بجنوب الصعيد بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

وقال المهندس محمد صابر، من أبناء مركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، إن هذا المشروع الأول في محافظة الوادي الجديد، حيث يعتمد معظم أهالي الواحات على زراعة النخيل والأعلاف الخضراء.

وأكد المهندس محمد صابر، لـ"الدستور"، أنه بدأ زراعة 5 أفدنة من الطماطم ولقلة تسويقها بدأت فكرة التجفيف للتخلص من المحصول قبل أن تلحقه أي أضرار مادية، مشيرا إلى أن كل 12: 15 كيلو طازجة تعمل كيلو واحد مجفف ويتراوح سعر الكيلوا الواحد من 35 إلى 50 جنيها.



وأوضح صابر، أن قلة العمالة الزراعية في الوادي الجديد هي سبب عدم زراعة الخضراوات بشكل كبير، فالواحات عموما تشتري الخضراوات والفاكهة من أقرب المحافظات المجاورة مثل أسيوط وسوهاج والمنيا وهي الأقرب تحديدا، لقلة العمالة والإمكانيات الموجودة، فضلا عن شرق العوينات التي تصدر البطاطس والفول السوداني لجميع الدول العربية والأجنبية.

وأشار إلى أنه اعتمد في الآونة الأخيرة على العمالة النسائية لقلة العمالة في مركز الداخلة تحديدا، لأن مشروع تجفيف الطماطم وتحويلها إلى "بودر" الذي يدخل في بعض الصناعات مثل أطعم الشيبسيهات والمنتجات المصنعة في المصانع الكبرى في مصر وخارجها لما يحتاجه السوق من هذا المنتج تحديدا.

وكان وفد منظمة الأغذية العالمية، قد أبدت إعجابها بهذا المشروع والمنتج منذ فترة زمنية قصيرة، أثناء زيارتها لواحة الداخلة مع وفد المحافظة والزراعة لزيارة المزرعة القائمة بمدينة موط من ناحية القلمون، وهي المزرعة الأولي في إنتاج البودر.

ومن جهته قال المهندس محمد عبد المنعم، المهندس بالإدارة الزراعية بالداخلة، ومشرف على مزرعة تجفيف الطماطم، إنه يتم التجفيف للطماطم عبر استخدام منشر تم تصنيعه، بعد استلام المنتج يجري عليه عمليات تبخير وتعقيم للتخلص من أي أتربة أو تلوث، وهي طريقة انتشرت على مستوى العالم وخصوصا أوروبا وإيطاليا وإسبانيا تحديدا للاستفادة من الطماطم بصورة جيدة، ومصر بدأت تدخل حديثا في هذا المجال لتقليل الفاقد وتحقيق مكاسب للمزارعين.

ولفت لـ"الدستور"، إلى أن عملية التصدير تتم بالاتفاق مع تجار الجملة بالقاهرة، ويتولون عملية التجميع من المزارعين ومن بعدها يتم التصدير خارج البلاد.