رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جولة الجرافة"... ثلاثة مشاهد "جديدة" فى التصعيد بين إسرائيل والجهاد الإسلامى

الأحتلال
الأحتلال

نشبت جولة تصعيد خلال اليومين الماضيين بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، وأوشكت الأوضاع أن تتدهور إلى معركة عسكرية واسعة، إلا أنه بدأ تنفيذ وقف إطلاق النار مساء أمس، فيما ما زالت الأجواء متوترة.

عدة مشاهد تعتبر "جديدة" على شكل الجولات المُعتادة بين إسرائيل وحماس والجهاد، وهو ما يعد تغييرًا في قواعد اللعب.

المشهد الأول: كان بسبب اشتباك وقع على طول الحدود مع غزة يوم الأحد الماضى، حيث قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص "محمد الناعم"، وهو عضو في حركة الجهاد الإسلامية أثناء قيامه بزرع عبوة ناسفة على طول الحدود. ثم استعاد الجيش الإسرائيلي جثة المقاتل الفلسطينى باستخدام جرافة في مشهد عنيف.

ويبدو أن استرجاع الجثة كان جزءًا من خطة وزير الدفاع نفتالى بينيت "لتخزين" جثث عناصر المقاومة الفلسطينية من أجل استخدامها كـ"أوراق مساومة" في محاولة لضمان الإفراج عن مواطنيّن إسرائيلييّن ورفاة جنديين إسرائيليين تحتجزهما حركة "حماس" في قطاع غزة، وهو ما يعد تصرفًا "جديدًا" من قبل القيادة الإسرائيلية، في الوقت الذي أثار مشهد الجرافة حفيظة الكثيرين في كل أنحاء العالم، فكما يبدو أن نفتالي بينيت أراد أن يكسب أصوات اليمين بالمزيد من القوة والقسوة خلال المواجهة.

المشهد الثاني: قيام الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ نحو مستوطنات غلاف غزة، حيث أطلق قرابة 20 صاروخًا، وقامت القبة الحديدة بصد 10 صواريخ منها، فيما سقطت باقي الصواريخ في مناطق مفتوحة ودون إصابات، فيما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، عن مسئوليتها عن قصف مستوطنات غلاف غزة وعسقلان، موضحة في بيان لها أنها "تأتى ردًا على اغتيال الشهيد المجاهد محمد الناعم والتنكيل بجسده".

المشهد الثالث: قامت طائرات سلاح الجو بسلسلة غارات ضد أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني جنوبي مدينة دمشق، بالإضافة إلى شن غارات ضد عشرات الأهداف التابعة لهذه الحركة في قطاع غزة، قتل فيها مقاتلون من الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى أربعة مقاتلين آخرين موالين لإيران حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كذلك أصيب عدد من عناصر الجهاد الإسلامي في غارة جوية إسرائيلية على غزة، فيما تم قصف الجيش الإسرائيلي قاعدة عسكرية للجهاد الإسلامي في مدينة خانيونس بغزة، بالإضافة إلى منشآت أخرى تابعة للحركة في القطاع.

القاعدة المستهدفة في خان يونس، كانت تحتوي على بنية تحتية، استُخدمت من قبل الجهاد الإسلامي كمستودعات للأسلحة، والمواقع المستهدفة في منطقة عدلية في ريف دمشق كانت موقعًا تابعًا للجهاد الإسلامي، يُعتبر معقلاً مهماً للحركة في سوريا.

وما زالت فكرة الغارات الإسرائيلية على غزة وسوريا في وقت واحد جديدة نسبيًا، في مواجهة نوفمبر الماضي والتي أغتيل فيها بهاء أبوالعطا كانت المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل بهذا الشكل الجديد، وتكراره خلال المواجهة الحالية يوحي بأن ثمة تغيير في نمط العمل والانتقال إلى فكرة الهجوم على عدة جبهات في وقت واحد.