رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تاريخ الأمم الإسلامية» جديد سلسلة كلاسيكيات المصرية اللبنانية

تاريخ الأمم الإسلامية
تاريخ الأمم الإسلامية

صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب «محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية: الدولة الأموية» للشيخ محمد الخضري بك، ويقع في 500 صفحة، ضمن سلسلة الدار المعروفة بالكلاسيكيات، وهي السلسلة المعنية بنشر الدراسات الكلاسيكية الجادة في التاريخ.

الكتاب الجديد حققه الدكتور محمد إبراهيم بإشراف ومراجعة الدكتور أيمن فؤاد سيد، ومحمد الخضري بك هو شقيق الشاعر والأديب عبدالله الباجوري، درس بالأزهر، والتحق بمدرسة دار العلوم عام 1891 وتخرج فيها العام 1895 وعمل بالتدريس، ثم عُين قاضيا بالسودان.

يتناول الكتاب كل أحوال العرب قبل الإسلام وبعده، وأحوال الرسالة، والدعوة والخلافة وعمر بن الخطاب وكيف انتخب، والفتوح في بلاد الروم، ثم مقتل عمر، وعثمان بن عفان، ووقعة الجمل، وأمر صفين، ومقتل علي، والدولة الأموية وطريقة انتخاب معاوية، وحالة الأمة عند استلامه أمرها، ولا غنى عن قراءته ليس فقط عند دارسي التاريخ الإسلامي حتى تلك الحقبة، بل وكل القراء المحبين للاستزادة من تاريخ العرب وأوضاعهم قبل الإسلام وبعده.

كتب «الخضري» هذا الكتاب في شكل سلسلة من المحاضرات، ألقاها بالجامعة المصرية، وهو يدرس التاريخ الإسلامي، وجمعها في هذا الكتاب الذي طُبع لأول مرة عام 1927، ثم توالت طبعاته وإصداراته بعد ذلك وقسمه الخضري بك إلى أربعين محاضرة، تناول من الأولى حتى السابعة جزيرة العرب ووصفها الجغرافي، ومن الثامنة حتى السابعة عشرة العصر النبوي ومن الثانية عشرة حتى الخامسة عشرة موضوع الغزوات الإسلامية وخصص للحديث عن الدولة الأموية المحاضرات من الثانية والثلاثين حتى الأربعين.

يتطرق «الخضري» إلى حال العرب الاجتماعية، في المحاضرة الثانية، ومن ذلك يناقش أنسابهم، فشعب عدنان مهده مكة وما جاورها من أرض الحجاز وتهامة، وعدنان ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم ثم يتطرق المؤلف إلى موضوعات شديدة الأهمية، على رأسها مكانة المرأة العربية في شبه الجزيرة، ويلفت الخضري بك إلى أن العربي لم يكن ينظر إلى المرأة نظرة استخفاف أو إهانة، بل العكس من ذلك، فقد كان الرجل إذا أراد أن يتمدح بما له في نظر العرب لم يكن يخاطب في أكثر أوقاته إلا المرأة، فإن رقى في نظرها رضى الناس عنه، وهو واضح جلي في أشعار حاتم الطائي وعنترة العبسي.

كان هناك تعدد للزوجات في شبه الجزيرة، ولم يكن هناك حد معروف إليه ينتهي الأمر في هذا التعدد، وكانوا يطلقون والطلاق بيد الرجل، إلا أنه كان هناك نساء امتزن بشرف قومهن فكن يشترطن عند التزوج أن تكون الفرقة بأيديهن

وفي محاضرة أخرى من محاضرات الكتاب؛ يتناول «الخضري» مسألة الحكم عند العرب، ويناقش تاريخ من ملكوا الشام والحجاز من القبائل العربية، محللا تاريخ سير قبائل من «قُصاعة» إلى مشارف الشام، واتخاذها سكنا لها لأنها أرض خصبة، وكانت هذه البلاد تحت ملك الرومان بعد غزوات الإسكندر المقدوني فاصطنعهم الرومان ليمنعوا ما يسميه الخضري «عرب البرية» وليكونوا حلفاءهم ضد الفرس.

يحكي الشيخ محمد الخضري قصة توحد قبيلة قريش التي ينحدر أصولها من نسل فهر بن مالك ولم يكن لأولاده من أمر مكة ولا البيت الحرام شيء، حتى جاء قصي بن كلاب وهو الأب الخامس للرسول عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله، فجمع شتاتهم، ووحد كلمتهم، فكانت لهم بذلك قوة أمكنوا بها أن يزاحموا خزاعة ويتغلبوا على أمر مكة. وكانت خزاعة وُليت أمر مكة حينا من الزمن، وفي وقت حكمهم تناسل العدنانيون وكثروا وانتشروا في نجد وأطراف العراق، وبقى بمكة أولاد فهرة بن مالك وهو قريش، وليس لهم من أمر مكة ولا البيت الحرام شيء.

ويتطرق «الخضري» بعد ذلك إلى ما جرى من فرقة بين سادة قريش، إذ كان لقصي بن كلاب ابنان، أحدهما ساد في حياة أبيه وهو عبد مناف، والثاني عبد الدار الذي أراده قصي أن يتولى مصالح قريش، فلم ينازع عبد مناف أخاه، ولما مات، كان له أربعة من الولد، هم هاشم، عبد شمس، المطلب، ونوفل، فنافسوا بني عمهم عبد الدار في هذه المصالح، وافترقت قريش فرقتين.