رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

براءة «السوشيال».. دراسة: مواقع التواصل تحمى الأطفال من الأمراض النفسية

السوشيال
السوشيال

أعلن عدد من أولياء أمور الأطفال حول العالم ثورة ضد استخدام أبنائهم الهواتف المحمولة، الذى وصل إلى مرحلة الإدمان، إذ اتهموها بالتأثير على سلامتهم وصحتهم النفسية.
وقالت مجلة «ذا ويك» الأمريكية إن الأطفال حول العالم يتعرضون لخطر كبير، وأغلبهم يعانون من أزمات فى صحتهم النفسية، إذ أظهرت الإحصائيات أن من ١٠٪ إلى ٢٠٪ من الأطفال والمراهقين يعانون اضطرابات مثل الاكتئاب، وأصبح أحد الأسباب الرئيسية وراء انتشار الأمراض النفسية بين الصبية، ويتطور ذلك إلى جرائم مثل الانتحار، فى السن بين ١٥ و١٩ عامًا.
وأضافت المجلة أن المرض النفسى أزمة معقدة للغاية، خاصة فى ظل العديد من الأزمات البيولوجية والبيئية المحتملة، مشيرة إلى أننا أصبحنا نعيش فى عالم ملىء بشاشات الهواتف.
حذرت ورقة بحثية، نشرت عام ٢٠١١، من عواقب إصابة المراهقين بالاكتئاب بسبب قضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعى، على رأسها «فيسبوك»، قائلة: «مع قضاء فترات طويلة مع الهواتف تبدأ الأعراض الكلاسيكية الأولى للاكتئاب فى الظهور».
وقالت المجلة إنه «على الرغم من ذلك، لا تدعم كل البحوث هذه الفرضية، فوفقًا لدراسة حديثة أجراها أستاذان فى علم النفس، هما كانديس إل. أوديجرز، من جامعة كاليفورنيا، وميشيلين ر. جنسن، من جامعة نورث كارولينا، نُشرت فى مجلة علم نفس الطفل والطب النفسى، حللت حوالى ٤٠ دراسة، فحصت العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والقلق والاكتئاب خلال فترة المراهقة- توصلت إلى أن الرابط بينهما ضعيف للغاية».
وقالت ديانا جرابر، الخبيرة النفسية، إن «فيسبوك» قد لا يكون السبب الرئيسى فى اكتئاب المراهقين، لأن هناك الكثير من العوامل الأخرى فى تلك الظاهرة، وعلى رأسها تغيرات المناخ والعنف المدرسى ومعدلات القبول بالجامعات.
وتابعت: «وسائل التواصل الاجتماعى قد تكون مصدرًا أساسيًا للمعلومات التى تعد مصدر قلق كبيرًا للمراهقين، ولكن لا يمكن إلقاء اللوم عليها، فهى مجرد وسيلة، وهذه الوسائل يمكنها إشغال المراهقين عن الموضوعات المقلقة».
وذكرت كاتى لير، معالجة أطفال: «يبدو أن بعض الأنشطة عبر الإنترنت تُعرِّض الأطفال لخطر الاكتئاب، مثل التواصل مع الغرباء وبعض الشخصيات غير السوية».
وواصلت: «لكن هناك أنشطة أخرى إيجابية وداعمه للأطفال، مثل التحدث والتواصل مع الأقارب والأصدقاء بكل سهولة، ما يجعلهم يشعرون بأنهم أكثر اجتماعية وقدرة على التواصل مع الغير، ما يعنى أن الهواتف المحمولة قد تحمى الأطفال من الوقوع فى فخ الاكتئاب إذا ما استخدمت بطريقة صحيحة».
وأضافت: «هذا الاستخدام الصحيح يكون من خلال تنظيم الأوقات والمحتوى الذى يتابعه الأطفال، فالتكنولوجيا جزء لا مفر منه فى الحياة الحديثة، والأطفال بحاجة لأن يشعروا بأنهم على تواصل دائم مع أقرانهم، وبالتالى فإن مراقبة استخدام الطفل للإنترنت يمكن أن تضمن كل الأنشطة التى يشارك فيها، وهل هى أنشطة إيجابية وفعالة أم تعرضه للخطر».
وقالت ليندا شارمارمان، الخبيرة النفسية، إن دراسة «أوديجرز» و«جنسن» لا تخلو من العيوب لأنها لم تعتمد على بيانات دقيقة فى تحديد ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعى تسبب الاكتئاب، أو ما إذا كان أولئك الذين يعانون من الاكتئاب ينجذبون أكثر نحو «السوشيال ميديا»؟
وذكرت المجلة أنه لا يمكن لأى دراسة أن تحدد هذا الدور بدقة، مضيفة: «إذا كنا نريد ذلك، فنحن بحاجة لدراسة توضح العلاقة السببية، وما إذا كانت شاشات الموبايل تسبب اكتئابًا للمراهقين والأطفال، أم أن المكتئبين هم من يتوجهون إليها؟ كما سيتعين دراسة المتغيرات الأخرى المختلفة التى تسبب هذه الأعراض، مثل الصدمات وتاريخ الأسرة فى المرض النفسى». وتابعت: «لحين الحصول على نتائج محددة، على الأسرة أن تراقب تفاعلات الأطفال على الإنترنت، وما يتابعونه، والتأكد من أن كلها أنشطة إيجابية خالية من السلبيات».