رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي عبدالخالق: الزعيم لم يُكتشف حتى الآن.. نور الشريف كان متأثرًا بالأمريكان

علي عبدالخالق
علي عبدالخالق

على عبدالخالق اسم صعب فى عالم الإخراج.. فالكاميرا لديه تتحرك بطريقة مختلفة تمامًا، وتسلط الضوء على مناطق عميقة فى الذات الإنسانية، فالإخراج لديه ليس استعراضيًّا بالمرة، إنما يشبه عملية تشكيل أو رسم دقيقة وبسيطة فى نفس اللحظة، وهو ما جعل أعماله الأقرب إلى الوجدان الجمعى للجمهور، وجعل حواراتها هى الأكثر تداولًا على الألسنة.
ولم يتمتع «عبدالخالق» بقيمة فنية عالية وفقط، بل حظى كذلك بقيمتين وطنية واجتماعية شديدتى الخصوصية، نظرًا لما قدمه من أعمال، كان لها دور رئيسى فى تعزيز الانتماء القومى لهذا البلد، وكان لها أيضًا حضور كبير فى تدعيم جوانب الوعى الثقافى والأخلاقى فى فترة من الفترات، إذ قدمها فى صبغة إبداعية راقية واحترافية، كان لها بالغ الأثر فى عقول وقلوب المشاهدين.
فى حواره مع «الدستور»، استعاد المخرج الكبير شريط ذكرياته، ساردًا الكثير من أحداث مشواره الفنى الملىء بالدهشة، وكذلك كواليس مراحل دقيقة من حياته الإنسانية، وكيف تلقى ثقافته وتعليمه وكيف تعلق بالفن، كما روى جوانب من تجربته مع عدد من نجوم التمثيل الذين عمل معهم، وغيرها من التفاصيل. فإلى نص الحوار:

■ عشت داخل عائلة محبة للفن ووالدك كان ممثلًا.. حدثنا عن هذه الأجواء؟
- والدى الممثل عبدالخالق صالح بدأ حياته ضابط شرطة، لكنه كان فنانًا، وقصته مع الفن بدأت بعد حصوله على الثانوية العامة، إذ أراد أن يدخل معهد الموسيقى، لكن جدى رفض ذلك وطرده من المنزل، لأنه رغب فى أن يلحقه بكلية الشرطة.
ورغم ذلك لم تخمد جذوة الفن فى داخله، إذ تم ترشيحه وهو فى الخدمة لأداء دور فى فيلم «الناصر صلاح الدين»، وكان الدور لائقًا عليه تمامًا، إذ كان يحتاج لفارس يستطيع ركوب الخيل، لكن لم يستطع المشاركة بسبب ظروف عمله، إلا أنه شارك فى فيلم «الرجل الثانى» وهو فى الخدمة، وشارك أيضا فى أفلام أخرى. وبعد تدرجه فى العمل، ووصوله إلى منصب مدير أمن سوهاج، قدم التماسًا بأن يخرج من الخدمة بعد فترة قريبة، ليستطيع أن يحقق حلمه فى التمثيل وتمت الاستجابة لرغبته. وعندما خرج على المعاش، كنت لا أزال صغيرًا فى السن، فكان يتعامل معى كأننى صديقه، ولم يتعامل معى بالحزم العسكرى، الذى اكتسبه من مهنته، أما والدتى فكانت منبع الحنان بالنسبة لى، فتربيت داخل هذه الأسرة على المحبة والاحترام، فرغم اكتسابى عادة التدخين، لم يحدث أبدًا أن دخنت أمام والدى سيجارة.
■ هل كان لوالدك تأثير على اتجاهك الفنى؟
- لا.. والدى لم يكن له تأثير علىّ، أنا ثقفت نفسى بشكل ذاتى، فى مرحلة الإعدادية كنت أشاهد الأفلام بنهم، وبدأت تعجبنى شخصية المخرج عز الدين ذوالفقار، وبدأت أشاهد أفلامه، كل فيلم كنت أراه أكثر من ٢٠ مرة، حتى إننى كنت أحفظ جميع المشاهد، ومن هنا قررت أن أكون مخرجًا.
وبعد حصولى على الثانوية العامة، قررت أن ألتحق بمعهد السينما قسم الإخراج، وقتها طلب منى والدى أن أقدم فى كلية الشرطة، لأنى كنت رياضيًا جدًا، لكن ذلك المجال لم يغرنى، مع أننى كنت متأكدًا من نجاحى، ورفضت التقديم فى التنسيق، حينها كان التقديم لمعهد السينما يأتى عن طريق الاختبارات، وكان ردى وقتها: «لو اترفضت سأقدم فى كلية الشرطة، العام المقبل»، لكن تم قبولى فى المعهد. وكنت أيضًا معجبًا بفكرة الإخراج، هذه المَلكة التى تجعلك تُضحك وتُبكى الناس فى آن واحد، فالمخرج لديه القدرة على تحريك مشاعر المشاهدين، المخرج يحول الورق إلى صورة، وهو الذى يؤثر فى الجمهور. وأنا طالب فى معهد السينما، كنت أقرأ كثيرًا، وكان لذلك فائدة كبيرة علىّ، وكنت أقرأ فى الأدب المصرى لنجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس، وفى الأدب العالمى، خاصة الروسى، لنيكولايافيتش تولستوى ودوستويفسكى، والأدب ساعدنى كثيرًا ومنحنى القدرة على الخيال، وكان أخى الأكبر قارئًا نهمًا، وكانت لديه مكتبة كبيرة جدًا، وهذا حببنى فى القراءة، إذ كان يناقشنى فى الروايات والمسرحيات التى أقرأها.. ويمكن أن أقول إن القراءة كانت جزءًا رئيسيًا فى تكوينى.

■ فيلم «أغنية على الممر» كان محطة فارقة فى مشوارك.. ما ذكرياتك مع هذا العمل؟
- «أغنية على الممر» كان بعد النكسة، واعتمد على جانب مختلف، إذ يتناول تجربة جنود علقوا فى موقع عسكرى، وظلوا يؤدون دورهم إلى أن استشهدوا دون ادعاء للبطولة أو شعارات كبيرة. والفيلم كان له حضوره الكبير فى المحافل الفنية، وكان يحصل على الكثير من الجوائز فى كل مهرجان، ومع ذلك كنت أرى حينها أنه فيلم عادى، ومن الذكريات المؤثرة أنه حينما كان يعرض فى سينما «ديانا»، حدثت حالات إغماء كثيرة عندما استشهدت الشخصية، التى أداها الفنان صلاح السعدنى، وكانت هناك عربة إسعاف موجودة دائمًا أمام صالات العرض، لأن الفيلم كان يؤثر فى الجمهور بشكل كبير، فكل زوجة ضابط أو خطيبته كانت تحضر، كانت ترى نفسها فى العمل، وهذا العمق الإنسانى هو ما ميز الفيلم.
■ هل واجهتك مشكلات فى أثناء التصوير؟
- المشكلة الوحيدة كانت فى التصوير الخارجى، لأننا كنا نصور ٣ أيام فى الاستديو و٣ أخرى فى صحراء دهشور، وهناك كنا نبدأ التصوير بعد الفجر، وكان الفريق يلتقى فى الساعة الثانية صباحًا أمام معهد الموسيقى العربية، ونصل إلى منطقة دهشور فى الثالثة والنصف، ونبدأ التجهيز وتحضير المكياج الذى كان يتم على ضوء «الكلوبات»، وكنا ننهى العمل مع الغروب. وخلال العمل، واجهت مشكلة صحية طارئة، إذ أصبت بسعال شديد، ونزفت دمًا، النزيف حدث معى قبل تلك الواقعة مرتين، لأن الشعيرات الدموية كانت ضعيفة، لكن عندما حدثت لى الأزمة أثناء التصوير طلب منى الطبيب أن أجرى أشعة، وبعدها قال لى لا بد أن نجرى لك عملية قلب مفتوح، ووقتها لم تكن هناك تكنولوجيا كما هى موجودة الآن، رفضت الجراحة، وبدأت أبحث عن استشارى قلب غير ذلك الطبيب، وساعتها فقد أهلى الأمل فى شفائى، وظنوا أننى سأموت قريبًا وتوقف تصوير الفيلم تمامًا، إذ رفض الطبيب أن أذهب إلى الصحراء للعمل. بعد ذلك ذهبت لطبيب آخر كبير، وقال لى أنت سليم ١٠٠٪، ولست فى حاجة إلى الأدوية.
■ بمناسبة الحديث عن صلاح السعدنى.. كيف تقيم تجربته؟
- بداية تعرفى على صلاح السعدنى كانت فى «أغنية على الممر»، وكانت العلاقة بيننا تتميز بتلقائية شديدة، كما أن أداء السعدنى أيضا كان تلقائيًا، وهذا هو نوع التمثيل الذى أحبه، لأنه يشبه الحياة، والسعدنى كان يؤدى بشكل يجعلك لا تشك فى أنه يمثل. وأذكر حينما أحضرته للعمل فى الفيلم، قلت له: «إنت معاك ناس فى التمثيل كل واحد منهم غول.. محمود مرسى مثلًا، وصلاح قابيل دا أسطى تمثيل.. ومحمود ياسين وأحمد مرعى.. فأنا مشفق عليك»، حينها قال لى: «بعون الله هتلاقينى معدى»، والحقيقة أن شخصيته كانت بسيطة، وكانت مرسومة داخل عقلى، فهو يؤدى دور إنسان كل أمنيته فى الحياة أن يخوض تجربة «ليلة الدخلة»، وهو لا يدرى كيف يتصرف، وكان شخصًا ذا أحلام بسيطة، وليست له تجارب حياتية، وكان «دمه خفيف وبيقول إفيهات كتير».
■ انقطعت فترة بعد فيلم «يوم الكرامة».. لماذا؟
- شعرت بأن الجمهور خذلنى فى فيلم «يوم الكرامة»، كنت أتصور أن العمل سيحقق نجاحًا غير مسبوق، لأنه يقدم لأول مرة «أكشن» مختلفًا، وليس بشكل نمطى من نوعية الـ«عربيات اللى بتتكسر والضرب»، هذا العمل احتوى على مدار ساعة و١٠ دقائق معارك خطيرة تضم دراما جادة، وكل أحداثه واشتباكاته كانت حقيقية، وأخذناها من بعض المذكرات الحقيقية، وعندما لم ينجح الفيلم قررت ترك العمل السينمائى، وقلت: «الجمهور دا أنا معرفوش.. ده جمهور اتعود على سينما تيك أواى».
■ لكنك رجعت بفيلم «ظاظا» بعد ذلك؟
- حينها هاتفنى المنتج والمخرج هانى جرجس فوزى وطلب منى إخراج هذا الفيلم، وبعدها حدثنى الممثل هانى رمزى، وطلب منى قراءة العمل أولًا، ثم أعجبنى.
هذا العمل هرب منه الكثير من المنتجين والمخرجين، لأنه كان يتحدث لأول مرة عن الرئيس، وظل نحو ٦ سنوات فى هيئة الرقابة مرفوضًا بالإجماع، ولم يكن ليُعرض لولا تدخل رجل الأعمال نجيب ساويرس، إذ تحدث مع فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، وشكل لجنة لمشاهدته، وكان من ضمن أعضاء اللجنة الدكتور جابر عصفور والناقد السينمائى سمير فريد، وحينما شاهدت اللجنة الفيلم، قال الدكتور جابر عصفور لهانى رمزى: «يا هانى أنا عارف إن أنا وإنت هنتحبس».
والفيلم تم تصويره تقريبًا فى السر، وكتبنا فى مقدمة العمل أن هذه الأحداث وقعت فى مدينة ما وليس فى مصر.
■ هل اعترض الرئيس الأسبق حسنى مبارك عليه؟
- ما سمعته هو أن قرينته سوزان مبارك طلبت أن تشاهد الفيلم، لكى تعرف من أدت دور زوجة الرئيس، ويمكن أن أعتبر أن هذا الفيلم إحدى العلامات على أن النظام حينها قد شاخ، لكنه لم يكن سببًا فى حدوث ثورة ٢٥ يناير، لأن عليها علامات استفهام كثيرة، وهناك حقائق كثيرة بعد اندلاعها، وهناك من خُدع بها.
■ من وجهة نظرك.. ما أفضل أعمالك؟
- أنا أحب جميع أعمالى، وكل فيلم هو جزء من تاريخى، وجزء من ذكريات عمرى، وبالنسبة لى كل أعمالى جزء منى.
■ هل هناك أعمال ندمت عليها؟
- بالفعل.. هناك ٣ أفلام، لن أذكر أسماءها، أخرجتها تحت بند «أكل عيش»، ومع ذلك بذلت فى سيناريو كل فيلم فيها مجهودًا كبيرًا، وجميع الأفلام تحمل قضايا، لكننى لست من النوع الذى يخرج «حدوتة وفلان حب فلانة فتجوزوا فخلفوا».
■ هل هناك أفلام كنت تتمنى أن تخرجها؟
- نعم.. أثناء دراستى قرأت روايتى «الأرض» لعبدالرحمن الشرقاوى، التى أخرجها يوسف شاهين، و«الشوارع الخلفية»، وكنت معجبًا جدًا بهذين العملين، وطمحت أن أخرجهما فيما بعد، لكن حين تم إخراجهما شاهدتهما فى بداية عرضهما، والحقيقة صُدمت لأننى كنت أرسم فى خيالى للعملين أشياء أخرى غير التى تم تقديمها، لكن بعد فترة وجدت أن «الأرض» عمل «كويس».
■ على ذكر يوسف شاهين.. ما رأيك فى تجربته؟
- هناك ناقد أمريكى مهم، منذ سنوات كتب مقالة قال فيها إن المخرجين ٣ أنواع، الجماهيرى الذى يجيد اختيار النص الذى يعجب الناس، وفى نفس الوقت يجيد توجيه الممثل، لكن اهتمامه بالكادر وحركة الكاميرا ليس جيدًا. وهناك المخرج الفنى وهو من يجيد توجيه الممثل ويجيد عمل تكنيك وأشكال جيدة و«فورمات» وصورة، لكنه لا يجيد اختيار الموضوعات، ويوسف شاهين من هذه النوعية. لكن المخرج الكامل هو من يجيد توجيه الممثل ويجيد التعامل مع الكاميرا ويجيد عمل الصورة ويجيد اختيار النص، ولذلك لا أعتبر يوسف شاهين مخرجًا كاملًا، لكنه كان متميزًا وكان يريد أن ينقل السينما، وأعتقد أنه لو كان موجودًا حاليًا ويعمل، لكان حصد الكثير من الجوائز.
والبساطة فى الإخراج أمر مهم، وأفضل مثال على ذلك فيلم «الطفيلى»، الذى حصد ٤ جوائز أوسكار مؤخرًا، وهو عمل ليست به إبداعات فى الكاميرا، تميزه كان فى بساطته، وموضوعه مهم جدًا وعميق، وهذا ما تفتقده السينما المصرية حاليًا.
■ هل يمكن اعتبار الجوائز شهادة على القيمة الفنية؟
- الأفلام العظيمة لا تحصل على جوائز، لذلك لم أهتم بالمهرجانات، وكنت دائمًا أقول إنها ليست تعبيرًا عن قيمة الأفلام الحقيقية، وطوال حياتى لم أسعَ للذهاب إلى محافل فنية دولية، وكنت دائمًا أعتبر أن السينما للناس، وكلما شاهد الفيلم عدد كبير من الجمهور وصلت رسالة العمل إليهم، وأنا وضعت اهتمامى كله ناحية السينما التى أقتنع بها، ورغم حصولى على العديد من الجوائز لم أضع فى مخيلتى أن أنفذ فيلمًا من أجل مهرجان أو جائزة، وكان كل ما يهمنى أن يصل إلى الناس.
■ من أفضل ممثل عملت معه؟
- سعدت بكل من عملت معهم، وكل واحد فيهم له ذكرى معى، وجميعهم نشأت بينى وبينهم صداقة، فمثلا أحمد زكى من الفنانين الذين ارتحت فى التعامل معهم كثيرًا، مع أنه كان صعبًا مزاجيًا، وعصبيًا جدًا وقلقًا للغاية، فهو وتر مشدود دائمًا، وكان يحترم مواعيده جدًا، فى فيلم «البيضة والحجر» كان يستيقظ فى الـ٦ صباحًا، حتى لو كان نائمًا فى الساعة الـ٥، مع أنه كان يتناول منومًا ومهدئات، والتعامل مع أحمد زكى كان سهلًا لمن يعرف مفاتيح شخصيته، فدائمًا ما كان يحدث صدام بينه وبين الكثيرين، لكن لم يحدث بيننا أى شىء من ذلك. كذلك نور الشريف، كنا نفهم بعضنا جيدًا، وكان ممثلًا محترفًا بمعنى كلمة محترف، وهو كان متأثرًا فى بدايته بالممثلين الأمريكان، الذين يمثلون «بالشعرة»، لكنه كان يفهم جيدًا قواعد فن التمثيل، وكان التعامل معه سهلًا، لأنه كان يعمل من زاوية «الاحتراف» وليس من زاوية «الاندماج»، التى كان يتبناها أحمد زكى، الذى كان يندمج فى المشهد تمامًا، ويضع كل طاقته فيه، ومحمود عبدالعزيز كان ممثلًا قويًا جدًا، ومن الممثلين الذين يمتعون المخرج الذى يعمل معهم.
■ بمناسبة محمود عبدالعزيز.. كيف أقنعته بدور «مزاجنجى» فى فيلم «الكيف»؟
- هو كان مرشحًا للدور من الأول، لكن لما انتهت كتابة السيناريو، طلب محمود أن يؤدى دور الطبيب، وكان يحيى الفخرانى قد وقَّع عقدًا لأداء دور الطبيب، محمود اعتبر أن الدور الذى به تمثيل هو دور «الدكتور»، لكنه سألنى: «إنت شايفنى فى إيه؟»، قلت له دور «مزاجنجى»، وأداه ونجح فيه للغاية. وذات مرة، قال لى الكاتب القصصى الكبير يوسف إدريس: «إنت أذيت محمود عبدالعزيز، لإنه اتأثر بدور مزاجنجى، وبقى يمثل كل الأدوار بعد كده بنفس الشخصية اللى لبسته ولم يستطع الخروج منها بسهولة». وهذا الجيل الذى يضم محمود عبدالعزيز ونور الشريف وأحمد زكى وعادل إمام، حافظ على نجوميته على مدار ٣٠ عامًا، والحقيقة أن الجيل الحالى عانى وما زال من أزمة الكُتاب، لأنهم يختارون مواضيع بعيدة عن الناس.
■ ماذا عن عادل إمام؟
- عرضت علىّ مشروعات للعمل معه لكنها لم تكتمل بعد، وعادل إمام فنان كبير لم يُكتشف إلى الآن كما يجب، و«محدش عنده إمكانيات زيه».

أىٌّ من ممثلى الجيل الحالى تفضل؟
- هذا الجيل يضم عددًا كبيرًا من الممثلين الجيدين، لكن ينقصه الفكر، والفرق بينه وبين جيلنا أو الجيل الذى سبقنا، أن موضوعاتنا كانت مرتبطة بالناس، وتناقش قضاياهم، وكانت تركز أكثر على الجوانب الإنسانية، لكن الجيل الموجود حاليًا بعيد تمامًا عن حياة الناس، ومعظم الأفلام الحالية تنجح وتحقق أرباحًا، لكنها بعيدة عن الجمهور، مع أن هذا الجيل محظوظ، لأنه يعيش واقعًا متنوعًا، فنحن عشنا فى عصر الرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك حياة سياسية واحدة وقضايا اجتماعية واحدة أيضًا، وكانت الحياة ساكنة بشكل كبير، لكن بعد ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو حدث تغيير فى شكل المجتمع بما يثرى العمل الفنى.