رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مبدعون لكن رقباء».. حكاية 3 فنانين ومثقفين جلسوا على مقعد الرقيب

الفنان هاني شاكر،
الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية

أصدر الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، قرارًا بمنع التعامل مع مطربي المهرجانات نهائيًا؛ وذلك بعد ساعات من الجدل المثار بعد حفل حسن شاكوش وعمر كمال باستاد القاهرة، وغناء أغنية بنت الجيران بنسختها القديمة وما تحتويه من كوبليه «أشرب خمور وحشيش»؛ وهو ما يحيلنا إلى دور الفنان والمثقف عندما يجلس على مقعد الرقيب، وما إذا كانت نظرته للفن تتغير أم لا عندما يصبح رقيبًا.

وتاريخ الرقابة على الأعمال الفنية فى مصر حافل بالمبدعين الذين تولوا هذا المنصب، بداية من محمد يونس القاضى (1969- 1988)، إلى على أبوشادى لمرتين من (1996- 1999) و(2004- 2009).

_ محمد يونس القاضى.. أول رقيب على المصنفات الفنية
تجاوزت أعماله المسرحية 58 عملا مسرحيًا متعدد الأوجه، وكتب من الأغانى الوطنية ما غناه كل من سيد درويش، ومحمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، ويعد أول من تولى الرقابة على المصنفات الفنية، حيث نقى الأغنية المصرية من كثير من الأعمال الرديئة، حتى إنه منع "طقاطيق" كان هو شخصيًا كتبها لمنيرة المهدية وزكريا أحمد.

- نجيب محفوظ.. توقف عن الكتابة للسينما
تولى نجيب محفوظ فى أواخر الستينيات الرقابة الفنية، لكنه بحسب بعض المواقف التى واجهها كرقيب تكشف عن كونه ما زال متمسكًا بحرية الإبداع، وهو ما لم يتخل عنه لصالح الوظيفة، من أبرز هذه المواقف التى تكشف عن ذلك عندما فوجئ بمراقب الأغانى يمنع أغنية «يا مصطفى»، والتى تقول كلماتها «يا مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى سبع سنين فى العطارين»، ويأتى سبب الرفض، كما ذكره محفوظ فى حواره مع الناقد الراحل «رجاء النقاش»، أن المراقب قال إن مؤلف الأغنية يقصد مصطفى النحاس، وإن «سبع سنين» الواردة فى الأغنية تشير إلى مرور سبع سنوات على الثورة، وهنا علق محفوظ موضحًا: «إلى هذا الحد من ضيق الأفق كانت العقليات التى تعمل فى جهاز الرقابة».

نجيب محفوظ درءًا للشبهات، قرر ألا يمرر أعماله للسينما خلال فترة توليه الرقابة الفنية، وكل ما وضع عليه اسمه كان ضمن قائمة بما انتهى منه من أعماله سلمها لوزير الثقافة ثروت أباظة عندما عرض عليه الأخير أن يتولى المنصب.

_ على أبوشادى.. جعل مقص الرقابة فى يد الجمهور
عندما تولى رئاسة الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية، وذلك في دورتين منفصلتين، الأولى بدأت في عام 1996 وانتهت في 1999، بينما بدأت الثانية في 2004 وانتهت في 2009، استطاع الناقد الفنى على أبوشادي أن يمنح عددًا كبيرًا من الأعمال السينمائية مساحة من الحرية منحازًا للمبدع الحقيقى.

"أبوشادى" كان مؤمنًا بأن مقص الرقابة يجب أن يكون فى يد المشاهد للعمل الفنى سواء ( سينمائى - مسرحى - درامي)؛ ويرجع ذلك لثقته فى ذائقة المشاهد المصرى والعربى بوجه عام فى فرز الجيد من الردىء.