رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريجو الدفعة الأخيرة من البرنامج الرئاسى يتحدثون لـ«الدستور»

خريجو الدفعة الأخيرة
خريجو الدفعة الأخيرة من البرنامج الرئاسى


منذ أن قاد الرئيس عبدالفتاح السيسى الاتحاد الإفريقى، وهو لا يدخر جهدًا فى إطلاق المشروعات والمبادرات التى من شأنها توطيد العلاقات المصرية والإفريقية، لعل من أبرزها مشروع «١٠٠٠ قائد إفريقى»، الذى يُعد الأول من نوعه على المستوى الإقليمى، لبناء القدرات القيادية للشباب فى مصر وإفريقيا.
بدأ المشروع بالتعاون مع جامعة القاهرة خلال العام الماضى، واستطاع تدريب ١٠٠٠ شاب إفريقى على أسس القيادة والعمل الجماعى، على ٥ دفعات متتالية، حيث تقدم ٥ آلاف شاب من ٣٤ دولة إفريقية وعربية، واختير ١٠٠٠ فقط من بينهم، وذلك بالتعاون مع كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة.
وقبل أيام، تخرجت الدفعة الأخيرة من البرنامج، المقرر أن يستمر حتى تدريب ١٠ آلاف إفريقى، وفقًا للمبادرة التى أطلقها الرئيس السيسى. ولم ينته ما استفاده هؤلاء الشباب من البرنامج الرئاسى بمجرد انتهاء فعالياته، بل إن نهايته كانت بمثابة بداية جديدة لحياتهم العملية، وهو ما يكشفونه لـ«الدستور» فى السطور التالية.

سواكن: أقود مجموعة من الشباب لمحاربة الإرهاب


علمت سواكن بابكر حمزة، من شمال السودان، إحدى المشاركات فى مبادرة «١٠٠٠ قائد إفريقى»، بالبرنامج الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال صفحة كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
«سواكن» هى فى الأساس مهندسة زراعية، وناشطة فى مجال العمل الطوعى، وفى مجال محاربة الإرهاب والتطرف وتعزيز ثقافة السلام والتعايش السلمى والأمن المجتمعى، وتقود فى دولتها مجموعة من الشباب فى ذلك الشأن.
اهتمت بالبرنامج الرئاسى بعد دراستها الموارد الطبيعية، وحصلت على جائزة بحثية فى جامعة الدول العربية، وتتطلع إلى تكامل ووحدة القارة الإفريقية، فأرادت من خلال ذلك البرنامج أن تكون مؤهلة للقيادة الشبابية.
قدمت الفتاة الإفريقية فى البرنامج خلال نهاية ٢٠١٨ عبر الرابط والاستمارة الموجودة به، وكانت من المؤهلين للمقابلة الأولى فى الجامعة: «سافرت إلى مصر من السودان، وأجريت المقابلة وكنت من المقبولين للاشتراك فى البرنامج».
وقالت «سواكن» إن البرنامج بدأ فى منتصف عام ٢٠١٩ خلال خمس مراحل انتهت الأخيرة منه خلال أيام ماضية، بتخريج الدفعة الأخيرة، موضحة أن المرحلة الأولى كانت التأسيسية، بمعنى التعارف بين المتقدمين والمدربين حول المشاريع التى سيقومون بها، والمرحلة الثانية هى التأسيسية الخاصة بالتعريف بكل مراحل وبرامج المبادرة، والمرحلة الثالثة هى مناقشة الخطط الخاصة بمشروع كل متقدم، والمرحلة الرابعة كانت نموذج محاكاة الاتحاد الإفريقى والخامسة هى التخصص. وأشارت إلى أن البرنامج هدفه تأهيل الشباب الإفريقى للقيادة الصحيحة فى دولهم، مضيفة: «كل المتقدمين لديهم مشاريع قيادة فى دولهم، والبرنامج يساعد على وضع الخطط الصحيحة للقيادة، مثل ما حدث معى، حيث أقود مجموعة من الشباب فى السودان من أجل محاربة الإرهاب». وبينت أنه فى مرحلة مناقشة المشاريع، يدرسون نبذة عامة عن القيادة والتمهيد للبرامج التى ستتم دراستها، ثم يتم تقسيم الشباب إلى ٥ مجموعات، على حسب تشابه المشروعات بينهم.

محبوب: اكتسبت ثقة.. والهم المصرى والإفريقى واحد


يهتم محبوب الغالى، ٢٦ عامًا، بالمجتمع المدنى والعمل المجتمعى، وجاء إلى مصر خلال عام ٢٠١٨، قادمًا من جنوب السودان، وهو يدرس فى كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، وعلم من خلالها بالبرنامج الرئاسى فتقدم على الفور. يعمل «محبوب» فى أكثر من جمعية خيرية بمصر، ويقود فريقًا يهتم بشئون الأفارقة فى الدول العربية عامة، وتقدم إلى البرنامج الرئاسى من أجل إفادته فى عمله القيادى. قال: «أكثر شىء مفيد كان المرحلة الأولى، فكل واحد من المشاركين يعرض تجربته والمشروع الخاص به وفكرته، والجهات المتبنية له»، موضحًا أن مرحلة البرامج التمهيدية أضافت له معلومات عن القيادة والعمل المجتمعى بشكل كبير. وتابع: «درسنا أسس التخطيط الاستراتيجى والاتصال الفعال والكورسات الأساسية التى تسهل علينا العمل خلال فكرة المشروع. درسناها بصورة أعمق تحقق إفادة فيما بعد لنا». أضاف: «لم يكن مجرد برنامج رئاسى أو كورس تدريبى، لكن كان بمثابة دبلومة بها كورسات شاملة ووافية، فكان برنامجًا أكاديميًّا ومعرفيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا».
وشدد على أنه رغم اختلاف الأفكار والمشاريع فإن الهم كان واحدًا، يجمع مصر والقارة الإفريقية، ويستهدف عودة الريادة لها فى الإعلام والسياسة والاقتصاد وكل شىء، مبينًا أن الهدف العام هو إصلاح القارة الإفريقية، وصناعة القيادة بها.
وأشار إلى أن البرنامج أكسبه ثقة فى نفسه، وقدمه للمجتمع بصورة أوضح، لافتًا إلى أن مشروعه كان يخص التعليم فى القارة الإفريقية وإصلاحه بما يتماشى مع متطلبات الحياة، كالتعليم الفنى والتقنى، بدلًا من التركيز على التعليم الأكاديمى.
محمد أحمد: تعلمت معنى القيادة فى بلدكم

محمد أحمد، من تشاد، تقدم إلى البرنامج الرئاسى خلال العام ٢٠١٩ بعد انطلاقه، بمحض المصادفة، حين رأى الإعلان على صفحة كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، بعد أيام من فتح باب التقديم، وعلى الفور تقدم من خلال لينك التسجيل بالبيانات الخاصة به وتم قبوله. سافر «أحمد» من تشاد إلى مصر، من أجل إجراء المقابلة الأولى فى كلية الدراسات الإفريقية، ثم أصبح من المقبولين بالبرنامج الرئاسى «١٠٠٠ قائد إفريقى»: «شعرت وقتها بأننى على وشك خطوة مهمة فى حياتى العملية، وأنها ستتغير فور الانتهاء من البرنامج، وهو ما حدث بالفعل». وكشف عن أن أكثر ما أفاده هو المراحل الأولى فى البرنامج، من المرحلة الأولى حتى المرحلة الرابعة، لأنها كانت مراحل عامة تشمل كل الجوانب التى تتعلق بالواقع والقيادة المجتمعية. ثم أتت المرحلة الخامسة، التخصص، واختار «محمد» قسم الإدارة، نظرًا لاتساع دائرتها، وإفادتها له فى حياته العملية، مشيرًا إلى أن المشروع الذى عمل عليه هو التعليم، نظرًا لكون العلم أساس كل شىء، ولا تكون النهضة بغيره. وقال: «نحن فى تشاد، بل وفى إفريقيا كلها، لدينا نقص فى جانب التعليم لأسباب يطول شرحها»، مشيرًا إلى أنه استفاد من مفهوم القيادة وما تحويه من معانٍ، وهل هى أمر فطرى أم شىء مكتسب وما موقعى أنا من ذلك؟. وأضاف: «أصبح لدىّ رصيد من المعلومات التى لم أطلع عليها من قبل بحكم اختلاف تخصصى عنها، وعلمت أهمية التعليم عن طريق الابتكارات والتعاون عليها من خلال العمل الجماعى».
أكسب البرنامج مهارة جديدة لـ«محمد»، وهى سهولة التعامل مع التحديات عن طريق التفكير الجماعى، واستغلال الحاجة المشتركة بين أبناء القارة، مبينًا أن الأمر أفاده فى حياته العملية عقب ذلك.
وتابع: «التأثير الذى تركه فىَّ البرنامج هو أن المجتمعات اليقظة على مصالحها تحتاج آذانًا صاغية، ولا يتم بناء بيت فى غياب عقل صاحبه، وهناك أمور ساعدتنى كثيرًا، وقمت بتطبيقها ومعالجة بعض الأمور العملية».
عبدالغنى: أنقل ما تدربت عليه فى القاهرة لطلاب سودانيين فى الصيف

قرر عبدالغنى إسحق، طالب من السودان يدرس بجامعة القاهرة، خلال زيارته المقبلة لبلده فى فترة الإجازة الصيفية، نقل خبراته التى تعلمها فى مجال إدارة الأعمال والاقتصاد خلال مشاركته فى برنامج «١٠٠٠ قائد إفريقى»، إلى بعض طلبة المدارس هناك، بجانب تنظيمه بعض الورش فى القاهرة للطلاب السودانيين، الذين لم يتمكنوا من المشاركة فى البرنامج، وكيف يكون لهم دور فى استفادة السودان من موارده لتحقيق نمو اقتصادى يحسن أحوال المعيشة هناك.
وقال «عبدالغنى»: «أفضل قرار اتخذته منذ قدومى مصر هو المشاركة فى مبادرة ١٠٠٠ قائد إفريقى، فقد تحسنت معلوماتى الجغرافية والاقتصادية كثيرًا، وعلمت عن المبادرة من خلال بعض المنشورات والإعلانات الموجودة فى الجامعة، أن هناك مبادرة أطلقتها الجامعة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، فحرصت على أن أكون أول المشتركين».
وتابع: «رغم أن مواعيد محاضراتى كانت تتعارض مع مواعيد البرنامج التأهيلى، لكن إصرارى على الالتزام بالبرنامج والاستفادة منه مكنانى من التنسيق بينها حتى لا أهمل الدراسة خلال الأسابيع التى سأقضيها داخل البرنامج، وفى الوقت ذاته الاستفادة من البرنامج لأقصى جهد، قضيت أسعد أوقات حياتى خلال فترة التدريب وتعلمت كثيرًا من الأساتذة الذين حاضرونا فى شتى التخصصات». واستطرد: «كنت قائد مجموعتى، فبعد الانتهاء من المرحلة الأولى التى ندرس فيها أساسيات الإعلام والسياسة وإدارة الأعمال والاقتصاد، تتم تصفية بعض المشاركين حسب قواعد ثابتة يضعها القائمون على البرنامج، وبعدها بدأنا المرحلة الثانية، وخلالها يتم تخصيصنا، فتخصصت فى الاقتصاد، وكنت فى مجموعة إدارة الأعمال، ووضعنا خطة لتأسيس البنك الوطنى العربى الإفريقى، ووسعنا الفكرة ووضعنا دولة إريتريا بمواردها كنموذج لتطبيق فكرة البنك، كما وضعنا خطة وأجندة للاتحاد الإفريقى ٢٠٦٣».
وأشار عبدالغنى إلى أنه لم يستفد مما تلقاه من المتخصصين فقط، لكن وجود أفارقة من دول مختلفة فى مكان واحد لعدة أسابيع جعله يتعرف على أجناس وثقافات مختلفة، وفتح بابًا من المودة والصداقة، قائلًا: «العلاقات الإنسانية بين شباب الدول الإفريقية تقرب دائمًا وجهات النظر بيننا».
عبدالوهاب: التفريق بين الشائعة والحقيقة أهم ما اكتسبته من البرنامج


عرفات عبدالوهاب، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة الزقازيق، لكنه قرر تغيير طبيعة عمله من التجارة إلى السياسة، ووضع أمامه هدفًا واحدًا، وهو أن يمثل مصر فى الاتحاد الإفريقى، ولتحقيق الهدف بدأ فى التعمق فى دراسة السياسة من خلال تحضير الدراسات العليا فى معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة.
يقول عرفات: «تغيرت حياتى تمامًا بعد اشتراكى فى برنامج ١٠٠٠ قائد إفريقى، فعلاقتى بالسياسة قبل البرنامج كانت سطحية جدًا، وكنت أتأثر بأى رأى أجده أمامى على منصات السوشيال ميديا، لكن خلال الدورة تعلمت كيف أفرق بين الشائعة والحقيقة، ونقلت هذه الكيفية إلى أقاربى وأصدقائى حتى لا تؤثر فيهم السوشيال ميديا».
وعن كيفية قبوله بالبرنامج، أوضح عرفات: «كنت واحدًا من ضمن ٥٠٠٠ شخص تقدموا للالتحاق به، وتمت تصفيتهم من خلال بعض الاختبارات إلى ١٢٠٠ شخص، ودخلنا المرحلة الأولى للبرنامج ودرسنا فيها مبادئ الاقتصاد والإعلام والسياسة وإدارة الأعمال، وبعد انتهاء المرحلة الأولى فى ٦ أيام تم اختيار ٦٠٠ شخص فقط لدخول المرحلة الثانية، بناءً على عدة اعتبارات، منها الالتزام فى الحضور والمشاركة الإيجابية».
وتابع: «فى المرحلة الثانية كانت الدراسة أكثر تعمقًا بعد أن تم تقسيمنا إلى مجموعات وتخصصات مختلفة، وقررت التعمق فى السياسة، ودرسنا عادات وتقاليد الأفارقة وموقع كل بلد والحدود الرابطة بين الدول الإفريقية، وكيف ننظم مبادرات تجمع الشعوب، وفى المرحلة الثالثة نفذنا مشروعًا اقتصاديًّا ووضعنا ميزانية لمشروعنا وتعلمنا كيف نسوق لها إفريقيًا».
المرحلة الأهم فى البرنامج، حسب وصف عبدالوهاب، كانت فى تكوين صداقات مع شباب من مختلف الدول الإفريقية، حيث شارك فى البرنامج شباب من ٣٥ دولة إفريقية، درسوا على أيدى أساتذة مصريين وأفارقة.

عيسى: تتلمذنا على يد أساتذة كبار.. وهدفى إقامة «المجتمع المنتج»

عيسى حسين، لاجئ سودانى تخرج فى كلية الاقتصاد بجامعة جوبا عام ٢٠٠٦، ومنذ انتقاله للعيش بالقاهرة انصب اهتمامه على العمل فى منظمات المجتمع المدنى المهتمة بشئون اللاجئين، ومع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى وجد الاهتمام الكبير بالأفارقة وبتدريبهم فى مختلف النواحى السياسية والاقتصادية، فقرر المشاركة فى مبادرة «١٠٠٠ قائد إفريقى». وقال «عيسى»: «خضعت للكثير من الاختبارات حتى تم اختيارى من ضمن مجموعة من الشباب للمشاركة فى برنامج ١٠٠٠ قائد إفريقى وتخصصت فى الاقتصاد؛ حتى أثقل معرفتى، التى حصلت عليها من الجامعة بمعارف جديدة من كبار الأساتذة الذين دربونا خلال هذه الفترة». وأضاف: «هذه ليست المرة الأولى، التى أشارك فيها فى مثل هذه الدورات، حيث شاركت فى نماذج محاكاة فى السودان حول صناعة قيادات شبابية للمجتمع، لكن هذه المبادرة كانت استفادتى منها أعظم، لأنها دفعتنى للانصهار فى المجتمع الدولى وتكوين علاقات فى المجالات المختلفة لتعزيز التعاون الثقافى وتنمية الإرث الثقافى لأبناء الدولة الإفريقية». وتابع: «البرنامج جعلنى مؤهلًا أكثر لإفادة السودان وشعبه من خلال نقل تجاربى والخبرات التى حصلت عليها فى بناء أجيال جديدة تملك مهارات علمية فى مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية وإدارة أعمال والإعلام، وأعد حاليًا بحثًا اقتصاديًّا فى كيفية تحويل المجتمعات المستهلكة إلى مجتمعات منتجة، من خلال الاستفادة بما حصلت عليه من معلومات خلال البرنامج». واستطرد: «أنا عضو ببعض المنظمات الخيرية، ومنذ الانتهاء من برنامج ١٠٠٠ قائد إفريقى، قررت تنظيم دورات تدريبية داخل هذه المنظمات، تهتم بتدريب وتأهيل الشباب من الجنسين فى شتى المجالات، وتحضيرهم ليكونوا ملائمين لمتطلبات سوق العمل، خاصة أن بعض اللاجئين لديهم مشكلة فى الانخراط فى المجتمع الجديد الذى يعيشون فيه، وفى البحث عن وظائف تناسب تخصصاتهم». وعن المشروع الذى قدمه خلال فترة تدريبه، قال: «وجهنا من خلال مشروعنا الاقتصادى دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر بجميع أشكاله لضمان تمتع الشعوب الإفريقية بالسلام والازدهار، ويستند المشروع إلى تخفيف معدل وفيات الأطفال وضمان رعاية صحية جيدة لجميع أفراد الأسرة، وتمتع جميع الرجال والنساء لا سيما الفقراء بحقوقهم فى الحصول على الخدمات الأساسية، ونعمل مع المجموعة التى اقترحت المشروع على إكمال العمل عليه وتطبيقه على بعض النماذج فى الدول الإفريقية».