رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أندريه جيد.. عاش طفولة قاسية وعرفه العرب بترجماته

أندريه جيد
أندريه جيد

يعتبر أحد القطبين البارزين للقصة النفسية، اشتهر بكتاباته الروائية، وعرفه العرب في زمنه، نال جائزة نوبل في الآداب عام ١٩٤٧م، هو الكاتب الفرنسي أندريه جيد، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.

وُلِد أندريه جيد عام ١٨٦٩م ﺑباريس لعائلة مسيحية بروتستانتية، عانى أثناء فترة طفولته من المعاملة القاسية من أسرته؛ مما أثر عليه بالسلب وترتب على ذلك عدم انتظامه في السلك التعليمي.

وفي بدايات الشباب استهوت "جيد" جلسات المثقفين وندواتهم، فحرص على ارتياد الأندية الشعرية والصالونات الأدبية، وبرغم هذا التعسر الدراسي فإنه نجح في الحصول على الدكتوراه الفخرية من جامعة «أكسفورد».

وبالرغم من الطفولة القاسية التي عاشها إلا أنه لم يستسلم، وبدأت رحلته مع الكتابة مبكرًا وذلك نظرا لتحسين ظروفه المادية والتي مكنته من الاطلاع علي كل النتاج الأدبي في زمنه.

أنجز جيد عام ١٨٩١م كتابة دفاتره الشخصية على شكل رواية بأسماء مستعارة، احتوت على تعبيراته النفسية وما يعانيه من اكتئاب، وكذلك أعرب من خلالها عما يطمح إليه مستقبلًا، كما صرَّح فيها بحبه لابنة عمه «مادلين». كما ترجم جيد عدة كتب من الإنجليزية للفرنسية، وله عدة دراسات نقدية حديثة للأدب الفرنسي.

عرف العرب جيد عن طريق ترجماته التي أبرزها: "الباب الضيق"، و"المزيفون" التي نقلها عميد الأدب العربي طه حسين.

ربط جيد صداقة قوية بأهل الريف البسطاء وهو مما يتجلى بوضوح في روايته "اللا أخلاقي".

ويري "جيد" أن حقيقتنا تكمن في الغرائز التي تكبحها التربية وعندما لا تجد لها متنفسا فإنها تسمم عقولنا وتحول الأخلاقيات الظاهرة إلي مجرد نفاق ورياء.

كان جيد ممن تيسرت لهم مباهج الحياة المادية، فلم يكن يفتقر لعمل نظرًا لما يملكه من ثروة، وقد أتاح له ذلك التفرغ للقراءة والاطلاع على منابع الأدب الفرنسي وما استُحدِث منه.

اكتشف جيد أثناء زيارته لشمال أفريقيا عام ١٩٤٢م أنه ينتمي لطائفة «المثليين»؛ وذلك لإقامته علاقة مع بعض الشباب المراهقين الجزائريين، ودافع عن هويَّته تلك وكتب عنها مشيدًا بحبه للغلمان الصغار، وهذا لم يمنعه من الزواج فقد تزوج من ابنة عمه «مادلين» التي أحبها.

ناصَرَ جيد الشيوعية ودافع عنها واعتبرها ملاذَ العالم للنجاة، لكنه وأثناء زيارته ﻟ «الاتحاد السوفييتي» عام ١٩٣٦م وقف على وحشية نظام «ستالين» مؤسس الاتحاد السوفييتي وأحد أبرز قاداته، فرجع يدافع عن الشعوب المستعبدة، وظل يكتب ويُنَظِّر ضد السياسة الاستعمارية.

توفى جيد ﺑ «باريس» 19 فبراير عام ١٩٥١م.