رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيمان الشقيري تكتب: أفرجوا عن معرض «أمشق 48» للفنان مصطفى الحسيني

إيمان الشقيري
إيمان الشقيري


في تجربة ذاتية تتميز بالخصوصية عند صاحبها الفنان الشاب مصطفي الحسيني، أقيم معرضًا فنيًا تحت عنوان "أمشق 48"، و"أمشق" مصطلح ظهر بعد الثورة الصناعية ويعني النماذج الأولية التي ينتجها الفنان، و48 دالة علي سنة ميلاد والد الفنان مصطفى الحسيني.

بدأت قصة ومشوار هذا العرض - الاستثنائي في ملابساته - بزيارة مصطفي لمدفن والده بمقابر الإمام الشافعي عند سفح جبل المقطم، حيث أثار فضوله الكثير من الأمور وسعي وراء تفاصيلها ليخرج بمجموعة من الأعمال الفنية المختلفة التي تدور حول أعمال السحر والرموز والطلاسم، والتي تم تناولها منذ أمد بعيد عبر التاريخ وربما منذ الآف السنين عند قدماء المصريين والسومريين والحضارات القديمة بوجه عام، وصولا إلى ارتباط الفن الشعبي في مصر بالكثير من الرمزية السحرية والماورائيات في شكلها المجرد في رموز كتابية ورسوم حيوانية ونباتية ذات دلالات عدة، ونرى أن الفنان قام بترجمتها بشكل ذاتي وشخصي معاصر.

يقول الحسيني " جاءت فكرة المعرض مصادفة بعدما ذهبت لزيارة مدفن والدي ووجدت أن الطريق اختلف عما كان عليه في الماضي، وللأسف نسيت مكان المقبرة، بحثت كثيرًا ولكني لم أجدها "
ويستكمل قائلًا "لمحت حائطًا مشروخًا في إحدى المقابر ورأيت أوراقًا كثيرة داخل الشرخ، أعجبني المنظر ودفعني الفضول إلي أن اكتشفت أصل هذه الأوراق، وقمت بعدها علي مدار عدة أشهر بجمع العديد من الأوراق السحرية والبحث ورائها" - والمثير للتأمل إستخدام أوراق سحرية حقيقية بالفعل في وسط لوحاته - ومن هنا جاء معرضه الفني والذي تم عرضه بجاليري المشربية في أكتوبر 2018.

عادة ما تنتهي الفعاليات الفنية والمعارض كما بدأت بحماس، لنجاح العرض ومتابعة النقد والآراء واحتفاء الفنانين ببعضهم، والتجهيز للعمل الذي يليه، وما إلي ذلك من أمور يعلمها من يعمل بممارسة الفنون في مصر وفي العالم، ولكن هذا ما لم يحدث مع مصطفى الحسيني، حيث تعرض "أمشق" بالكامل للحجز بداخل مقر جاليري المشربية وذلك منذ شهر 22019، وحتى الآن.

وفي حوار طويل بيني وبين الحسيني - أرجو أن تتابعوه دون سأم -قام بسرد تفصيلي قائلًا: بدأت الأزمة بعد قرار قضائي بالحجز علي الجاليري وذلك بعد نزاع دام عشرين عامًا بين ورثة الفنان سعد كامل و(إستفانيا انجرانو) صاحبة المكان حتى تاريخ الحجز، والذي ترتب عليه أمر بالطرد من المحكمة وذلك حتي يتسني إخلاء الجاليري، وذلك في مدة زمنية قدرها عشرة أيام كاملة، وعليه قامت صاحبة الجاليري بأخذ شغل زوجها (الفنان عادل السيوي ) فقط لا غير، وذلك لاستعدادها أن تماطل للاستحواذ علي المكان أطول فترة ممكنة من خلال شغل معرضي "أمشق" وشغل فنانين آخرين.

ويستكمل: بالفعل طردتهم الشرطة من المكان ومازالت أعمالي في جاليري المشربية حتي الآن، وعلي الرغم من محاولات (إستفانيا) رفع دعوات قضائية لاسترداد الأعمال مع محاميها أشرف عوني، إلا أنها خسرت جميع تلك الدعاوى، وتوالت الوعود التي لا تمت للحقيقة بصلة بإني سأسترد أعمالي في شهر 4 ثم شهر 7 و9 و11 من نفس السنة 2018.


وفي شهر 12 طلبت رقم القضية من أجل إرسال المحامي الخاص بي لمتابعتها، فقاموا بإعطائي رقم غير صحيح وخسرت الكثير من الأموال التي ذهبت للمحامي لمدة 5 أشهر، حينها قررت الذهاب لأسمع من الطرف الأخر في محاولة مني لحل المشكلة، تواصلت مع محامي ورثة الفنان سعد كامل في حوار دام بيننا ثلاث ساعات تفهمت خلالها حقيقة الخلاف بينهم وبين (إستفانيا)، والذي حكم القضاء فيه ضدها وتغريمها تعويضات ومستحقات مالية تصل قرابة 6 مليون جنيه مصري، وأنه يتمنى إستثنائي من المشاكل، لكن ليس بإمكانه ذلك قانونيًا بسبب الحجز القضائي على المكان بمحتوياته، وفي محاولة إنسانية منه لمساعدتي عرض رفع دعوي أخري لصالحي ضدها والتي ستقتضي تغريمها بتعويض أيضا عن أعمالي المحجوزة، ولكني رفضت ذلك لبطء الإجراءات وكذلك لإني لم أحبذ ان تصل الأمور للمحكمة.

ويضيف: عند رجوعي لـ (إستفانيا) وسرد ما حدث بيني وبين المحامي الخاص بورثة الفنان سعد كامل، قامت بتكذيبه واتهامه بعدم النزاهة وأشياء أخرى، وبعد عدة وعود منها ذهبت إليها مرة أخرى لأطالب بورقة تثبت حقي، من هنا بدأت أري وجا آخر لها لم أكن اعرفه ومنذ شهر 8 حتى شهر 12 أذهب إليها في مكانها يوميًا لأخذ الورقة التي تثبت حقي ولكن دون جدو، وبعد مماطلة وتلاعب ومع إصراري التام علي حقي وكتابته بصيغة قانونية سليمة، تم تسليمي الورقة مع معرفتهم الكاملة بخطورة هذل الإثبات عليهم قانونيًا.

آخر ميعاد كان يوم "الكريسماس" في شهر 12 حيث توجهت أنا وزوجتي وابني وأصدقائي بعد ميعاد مسبق بيننا، ولكن لم تحضر وبعد جدال وتحذيري لها أني سأذهب إلى نقابة التشكيليين، أجرت مكالمة مع زوجها والذي توسمت فيه أن يحل المشكلة لكن حدث عكس ذلك تماما.

وبعدها حدثت مساومات مالية أخرى، حيث عرضت أن أمضي علي مبلغ 12 ألف جنيه علي سبيل الأمانة، فرفضت وطلبت لوحاتي أو قيمة الأعمال الفنية وهي 268 ألف جنية مصري، وأصرت علي المبلغ المعروض، فاضطررت للانصراف رافضا عرضها المهين.

قام الحسيني بالبحث عن حقه بنفسه وقام بمحاولات عديدة حتى أنه قام بمخاطبة السفارة الإيطالية التي تنتمي إليها صاحبة جاليري المشربية سابقا وتحمل جنسيتها، ومن أبرز محاولاته أيضا سرد مشكلته علي مواقع التواصل الإجتماعي إيمانًا منه بقوة كلمة الحق، ولكن غاب تمامًا صوت الجميع لا أعلم لماذا !.



أنا شخصيا لم أري داعمين لمصطفي من الفنانين الكبار سوي الفنان شادي النشوقاتي، والفنان محمود حمدي، وعلام مدير جاليري مدرار، والفنان شادي أديب سلامة، والدكتورة صفية القباني بحكم منصبها الجديد كنقيب للتشكيليين والتي تواصلت مع مصطفي بعد نشره للمشكلة، ولكن لم يحدث جديد حتى بعد تحرك أستاذ بسيم المستشار القانوني للنقابة، والباقي يراقب من بعيد في صمت وحذر شديدين، ولا يقف مع الفنان من الكبار أحد لكن يدعمه العديد من أبناء جيله من الفنانين، سواء بإعادة نشر ما يقوم بنشره علي صفحته، أو بمصاحبته في الطرقات بحثًا عن إيجاد مخرج حقيقي منهم الفنان أمير عبد الغني،ومحمد أبو المجد.

أنا أعلم جيدأ سطوة رأس المال علي الفن في مصر والعالم وما يصاحبها من مشكلات، لكن من الظلم أن يتحول مشوار فنان شاب إلي صراع وجدل لا يخصه، أتمني أن يتم حل النزاع بين الطرفين، وأن تكون لدينا نقابة حقيقية قوية تساند أبناءها ضد الظلم وتحفظ حقهم وتصد عنهم عقوبات الإقصاء التي تصاحب أي رفض للظلم يقوم به فنان شاب.