رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل ليلة مشتعلة بطرابلس.. كيف عاشت ميليشيات الوفاق وأردوغان فى رعب

ليبيا
ليبيا

بعد فترة قصيرة من الهدوء الحذر يتخللها خرق لهدنة وقف النار لوقت قصير بين طرفى الصراع، عادت الأوضاع الليبية إلى الاشتعال بأحداث متلاحقة، بيد أنها ستؤول للأسوأ؛ حيث شهد الثلاثاء حتي الساعات الأولى من صباح الأربعاء ليلة ساخنة، عقب توجيه الجيش ظهرًا لأول مرة ضربات تدميرية لمخزن ذخيرة وسلاح بميناء طرابلس، تزامنًا مع انطلاق الجولة الثانية من محادثات اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف، التى علقت على إثر هذه المستجدات.

دفاعات الجيش الليبى تسقط مسيرتين تركيتين
وأسقطت دفاعات الجيش الوطني الليبي، في أقل من ساعتين مساء الثلاثاء، طائرتين مسيرتين لتركيا بعد إقلاعهما من قاعدة معيتيقة العسكرية لاستهداف تمركزات وحدات الجيش في طرابلس، ما دفع حكومة الوفاق غير المعتمدة إلى تعليق مشاركتها في مباحثات اللجنة العسكرية التى انطلقت جولتها الثانية في جنيف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في البلاد، مؤكدًا أنه سيرد بالشكل والتوقيت المناسبين، وذلك بعد وقت قصير من إعلان خارجيتها بمواصلة تحالفاتها العسكرية وعزمها على تفشيل خطة الاتحاد الأوروبي لمراقبة حظر السلاح على البلاد.

وقالت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، في منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك" ليل الثلاثاء، إن الدفاعات الجوية الوطنية أسقطت طائرة تركية مسيرة بعد أن أقلعت من قاعدة معيتيقة العسكرية، الثلاثاء، لاستهداف تمركزات لوحدات قوات الجيش في محاور العاصمة.

بالتزامن نقلت وكالة "رويترز" عن مراسلها في طرابلس، سماع دوي قصف مدفعي عنيف يهز أرجاء العاصمة.

وفي وقت لاحق بأقل من ساعتين، أفادت قناة ليبيا الحدث بأن الدفاعات الجوية للجيش الوطني، أسقطت طائرة تركية ثانية جنوب طرابلس بعد إقلاعها من مطار معيتيقة.

وأوضح آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالقيادة العامة اللواء المبروك الغزوي، في تصريح لصحيفة المرصد الليبي، أن القوات الجوية أسقطت طائرة تركية مسيرة في منطقة عين زارة بعد إقلاعها من معيتيقة، مشيرًا إلى أنها كانت في مهمة ضد القوات المسلحة، ردًا على تدمير شحنتهم العسكرية في ميناء طرابلس.

الجيش الليبي يدك مستودعًا وأسلحة وذخيرة تابعة للوفاق وتركيا
وكان الجيش الوطني قد وجه ضربة عسكرية لمستودع أسلحة وذخيرة في ميناء طرابلس البحرى، ظهر الثلاثاء؛ نظرًا لتكرار خروقات وقف إطلاق النار من قبل ميليشيات الوفاق.

وفي بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة بخصوص هذه الضربة، أكدت احترام وحداتها لوقف إطلاق النار، حسب الأوامر العسكرية الموجهة إليهم، معلنة ترحيبها بجميع المبادرات التي تهدف إلى إحلال السلام في البلاد.

وأشارت القيادة إلى أنه نظرًا للخروقات المتكررة وإطلاق النار من قبل الجماعات الإرهابية التي خرجت عن سيطرة فايز السراج وزمرته، فإن القوات المسلحة أعطت أوامرها لتوجيه ضربة عسكرية على مستودع أسلحة وذخيرة داخل ميناء طرابلس"، مضيفة: ذلك بهدف إضعاف الإمكانيات القتالية للمرتزقة الذين وصلوا من سوريا ليعاونوا عناصر الجماعات المسلحة المتحالفة مع مقاتلى تنظيمى داعش والقاعدة.

الوفاق ترد بالانسحاب من محادثات جنيف
من جهته، رد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بانسحابه من المحادثات العسكرية الجارية بالتزامن مع تلك المستجدات الميدانية في مقر الأمم المتحدة فى جنيف، وقال المجلس الرئاسي في بيان: إنه تجدد اليوم انتهاك الهدنة باستهداف ميناء طرابلس البحري، مشددًا على حقه في الرد الحازم على ما وصفه بـ"الخروقات" بالشكل والتوقيت المناسبين.

وأكد أنه دون وقف إطلاق نار دائم يشمل عودة النازحين، وضمان أمن العاصمة، فإنه لا معنى لأي مفاوضات؛ فلا سلام تحت القصف، وفق البيان.

وسبقها بساعات قليلة، تأكيد وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوفاق غير المعتمدة في ليبيا، مساء اليوم الثلاثاء، عبر حسابها بموقع "تويتر"، أن الخطة الأوروبية المقترحة لمراقبة تطبيق الحظر المفروض على الأسلحة إلى ليبيا "ستفشل بشكلها الحالي خاصة على الحدود البرية والجوية بالمنطقة الشرقية"، مضيفة أن حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا لھا الحق فى مواصلة تحالفاتھا العسكریة العلنية مع الحلفاء من خلال القنوات الشرعية.

وكان وزراء الخارجية للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي قد توافقوا خلال اجتماعهم، الإثنين الماضي، في بروكسل على إطلاق مهمة مراقبة جديدة تبدأ أواخر مارس المقبل، لتطبيق الحظر المفروض على الأسلحة إلى ليبيا يشمل المنطقة الواقعة شرق البلاد.

وكان المبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، قد أكد قبيل انطلاق جولة المحادثات الثانية للجنة العسكرية الليبية المشتركة في جنيف بعد قليل، أن الوضع في الميدان هش وغالبًا ما يتم انتهاك وقف إطلاق النار، مضيفًا: "هناك 150 خرقًا منذ تاريخ 12 يناير، ومن الصعب أن نسير قدمًا في المسارات الثلاثة طالما استمرت الخروقات".

المؤسسة الوطنية للنفط تخلي كل ناقلات الوقود
بدورها، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبي، إخلاء كل ناقلات الوقود بشكل عاجل من ميناء طرابلس، وإلغاء كل عمليات التفريغ، مبينة في بيان أن ذلك جاء بعد سقوط قذائف على بُعد أمتار من ناقلة محملة بغاز النفط المسال (غاز الطهي) القابل للانفجار كانت تحت التفريغ بالميناء.

وعلى صعيد النفط الليبي، قال المبعوث الأممي المتحدة سلامة، الثلاثاء، إن المنظمة الدولية تلقت شروطًا من القبائل بشأن إنهاء إغلاق موانئ تصدير النفط يجب التعامل معها فى إطار المسار الاقتصادي الذى عقدت اجتماعاتها مؤخرا في القاهرة.

قبائل ترهونة تجتمع لتجديد رفضها للتدخل التركى
وكانت القبائل الليبية البيان قد أغلقت موانئ النفط منذ 17 يناير الماضي؛ احتجاجًا على استغلال حكومة الوفاق عوائده في جلب المرتزقة السورية الذين ترسلهم لمحاربة قوات الجيش الوطني للبلاد.

هذا وفي السياق، انطلق الأربعاء 19 فبراير الجاري، ملتقى موسع لمشايخ وأعيان قبائل ليبيا بمدينة ترهونة تحت شعار "حى على الجهاد"، وحسب قناة ليبيا، فإن الملتقى ناقش عددًا من النقاط، أبرزها دعم مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح، باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي، وأيضًا دعم الجيش الوطني الليبي في محاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة، بالإضافة إلى تجديد رفضهم التدخل التركي المتمثل في إرسال مرتزقة ومسلحين وأسلحة إلى ميليشيات الوفاق.