رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قائد طائرة الإجلاء من «ووهان»: سفرى كان اختياريًا ونفذت مهمة وطنية

قائد طائرة الإجلاء
قائد طائرة الإجلاء من «ووهان

روى الكابتن وسام الدين صلاح، قائد الطائرة التى نقلت العائدين من مدينة «ووهان» الصينية بؤرة تفشى فيروس كورونا، تفاصيل تكليفه بالسفر مع طاقمه لإجلاء المصريين، مؤكدًا أن الأمر كان اختياريًا على الرغم من المخاطر المحتملة.
ونفى «صلاح» فى لقائه ببرنامج «٩٠ دقيقة» على قناة «المحور»، مع الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، إجباره على القيام بالرحلة كما ردد بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعى، مشيرًا إلى أنه كان يعلم بوجود نية لإرسال طائرة لإعادة المصريين وكان يتوقع تكليفه بالمهمة.
وأوضح أنه لم يتردد لحظة بعدما تلقى مكالمة هاتفية لتكليفه بالمهمة ووافق على الفور، رغم علمه بخطورة الرحلة، مشيرًا إلى أن الجزء الأصعب فى القرار كان إقناع والدته وزوجته بالسفر.
وأضاف: «فى البداية، كنت أفكر فى التكتم على الأمر، خاصة عن والدتى، لكن قبل السفر بنحو ٥ ساعات ذهبت إليها وأخبرتها بتفاصيل الرحلة لحاجتى إلى دعواتها، واستطعت إقناعها، أما زوجتى فاعتبرتنى (بهزر معاها) رغم أنها تعلم جيدًا طبيعة عملى، لأن والدها كان طيارًا حربيًا وخاض حرب ٦ أكتوبر، وفى النهاية اقتنعت بأننى فى مهمة وطنية».
وأشار الطيار المصرى إلى أنه قرر هو وزوجته عدم التحدث فى الأمر أمام ابنتيه وعمرهما ٩ و٥ سنوات، مؤكدًا أن ابنته الكبرى سمعتهما وهما يتحدثان عن سفره للصين، فسألته عن السبب فاضطر لشرح الأمر لها، مضيفًا: «قلت لها، كان ممكن حد من أصحابنا أو أقاربنا يكون مكانهم، ولازم نساعدهم، وأقنعتها أيضًا».
وتحدث عن مغامرة السفر، قائلًا إن الرحلة تمت بالتنسيق التام بين وزارتى الطيران المدنى والصحة، حيث تم وضع سيناريوهات لعملية الإجلاء، والنزول إلى مطار «ووهان»، وكيفية التعامل مع ٣٠٢ مصرى عائدين من الصين، بينهم ٧ نساء حوامل.
وأوضح أن رحلة الطيران استغرقت ١٢ ساعة كاملة وكان يوجد على الطائرة ٧ طيارين لرحلتى الذهاب والعودة، مضيفًا: «من بين السيناريوهات الموضوعة التى تم الاتفاق عليها ودراستها جيدًا قبل السفر هو كيفية التعامل فى حالة ظهور أى أعراض على أحد الركاب، وكيفية عزل الراكب المصاب فى الطائرة».
وتابع: «حين وصلنا إلى المطار فوجئنا بمشهد مرعب، كأننا دخلنا فى ظلام كامل، رأينا المدينة من أعلى وكانت كل الأنوار مطفأة ولا توجد أى حركة داخلها، وعند هبوطنا كان المطار خاويًا تمامًا، والطائرات مخزنة منذ فترة ولا تعمل، ووجدنا ٣ أفراد فقط فى المطار رغم أنه من بين أكبر المطارات على مستوى العالم».
وقال الطيار إنه بسبب عدم توافر أى طواقم مساعدة على أرض المطار، اضطر أحد الطيارين للنزول، رغم أنه لم يكن مرتبًا أن ينزل أحد من الطاقم، متابعًا: «تعاملنا مع الموقف جيدًا وتم تعقيم البدلة المخصصة للطيار ونزل أولًا لأداء المهمة». وأشار «وسام الدين» إلى أن الطائرة ظلت فى مطار ووهان لمدة ٧ ساعات، وكانت أصعب فترة مرت على الطاقم، خاصة أنه كان من المتوقع أن تتم عملية الإقلاع فى غضون ساعتين ونصف الساعة فقط.
وواصل حديثه: «بعد انتهاء الرحلة وعودتنا لمصر انتهى دورنا، وتحولنا من طيارين إلى حالات من الممكن أن تكون ناقلة للعدوى، ودخلنا فى مرحلة العزل داخل الحجر الصحى، ومعنا كل من تعامل مع المصريين العائدين، لدرجة أن عدد الذين كانوا على الطائرة أثناء العودة ٣٠٢ شخص فقط، ووصل عدد الموجودين فى الحجر إلى نحو ٧٠٠».
وتابع: «فى الحجر الصحى، كان هناك تنظيم عالٍ جدًا، كل فرد يعرف دوره والمطلوب منه، وكان المكان المخصص للإقامة جاهزًا تمامًا، وداخل الحجر الصحى كان يوجد تليفزيون وإنترنت، واستطعنا التواصل مع أسرنا عبر التليفون المحمول».
وحول إقامته داخل الحجر الصحى، قال: «الأكل كان يأتى إلى الغرفة، وسُمح لنا بالجلوس ساعة كل يوم مع بعضنا، وكل فرد من الطاقم كان مشغولًا بشىء، فأحد الطيارين يقرأ كتابًا، وكنت أنا أقرأ عن الطيران واستغللت هذه الفترة جيدًا حتى أراجع شغلى».
واختتم قائلًا: «لو هلخص التجربة اللى مررت بها، هقول: المصريين بيظهروا وقت الشدة، والبلد اختلف كثيرًا عن زمان، وأصبحنا شايفين حاجة مختلفة».