رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوخز المرغوب»: كيف تؤثر الإبر الصينية سلبًا على السيدات؟

الإبر الصينية
الإبر الصينية

أصيب وجهها بشلل نصفي، فانهارت بالبكاء، ولم تجد سوى صفحات السوشيال ميديا لتشكو آلامها التي تسللت إلى جسدها بعد علاجها بالإبر الصينية من قِبل أطباء ليس لديهم خبرة في استخدامها، وفي المقابل رفضوا تسليمها تقاريرها الطبية لتجد سبيلًا لإصلاح ما أفسدوه، لك هي الحال التي أصابت "سارة"، أحد اليوتيوبر، مغربية الجنسية، التي روت قصتها عبر فيديو على "تويتر"، وهو ما جعل الكثيرين يتعاطفون معها ليصبح هاشتاج #سارة_متضررة_كوريا، من ضمن الأعلى مشاركة على "تويتر".

رغم الفوائد العلاجية التي طالما تم النشر عنها عن الإبر الصينية، وهي من الطرق القديمة الحديثة في المعالجة، فقد اكتشفها الصينيون منذ آلاف السنين، تعتمد على مجموعة من الإجراءات التي تنطوي على تحفيز نقاط تشريحية معينة في الجسم باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، والتي تتمثل في اختراق الجلد بواسطة ابر معدنية رقيقة صلبة، ثم يتم التلاعب بها بالأيدي أو عن طريق التحفيز الكهربائي بهدف التخفيف من الألم.

ويعتقد الصينيون أنه يتم العلاج من خلال وخز إبرة رفيعة كالشعرة في نقاط معينة تقع على ممرات محددة في جسم الإنسان تعرف بخطوط الطول، معتبرين أن هذا النوع من العلاج يحرر طاقة الحياة أو طاقة "تشي" التي قد تكون محبوسة في الجسم بسبب اضطرابات معينة.

الأبحاث العلمية المعاصرة أوضحت أن الوخز بالإبرة يعمل على إثارة المخ ليفرز "المورفين" الذي يعمل على تخفيف الآلام أو تخفيف شدتها دون الحاجة إلى تناول الأدوية أو المسكنات، كما أن الوخز بالإبر يحفز الأعصاب في النخاع الشوكي لإصدار مضادات لمقاومة الفيروسات والالتهابات.

ما حدث مع «سارة» لم يكن المرة الأولى، ففي سبتمبر 2019، نشر الموقع الطبي "ساينس ألرت" الأمريكي، أن مريضة تبلغ من عمرها 33 عامًا، أرادت الحصول على علاج لما كانت تعانيه من آلام في ذراعها وكتفها، إلا أن لسوء حظها، فالمكان الذي اختارت أن تتم معالجتها فيه لم يضم من المختصين ما يكفي لتخرج سليمة معافاة.

يروي الموقع الطبي، أن معالج المريضة اخترق رئتها بالإبر بعد أن غرزها بعمق في منطقة كتفها، ووضع إبرتين في نقطة علاجية، الأمر الذي عاد بالسلب عليها، حيث شعرت بألم في أعلى كتفيها وضيق في التنفس بسبب عمق الوخز.

المعالج تركها مدة نصف ساعة، شعرت خلالها بألم مفاجئ في الجهة اليمنى من صدرها وضيق في التنفس، ورغم شكواها للمعالج إلا أنه نصحها بالعودة إلى المنزل لنيل قسط من الراحة، لكن كلماته لم تمر عليها مرور الكرام، فقد تصاعدت وتيرة الألم إلى أن اصطحبها زوجها إلى المستشفى.

وهناك، أُحيلت إلى قسم الطوارئ لإصابتها بما يسمى "استرواح الصدر الثنائي"، كما شخّصها الأطباء، معرفين له على أنه انهيار رئوي على جانبي العضو الرئيسي في الجهاز التنفسي، إثر الوخز الذي تعرضت له في الجانب العلوي من الصدر.

الدكتور مراد الشحات، طبيب الجراحة العامة جامعة المنصورة، يوضح أن ممارسة العمل بالإبر الصينية يحتاج إلى التدريب المستمر، وذلك ليصل المعالج إلى مستوى كفاءة عالٍ يمكنه من العلاج بشكل سليم، لافتًا إلى أ هناك بعض الحالات التي يمكننا استبدال الإبر بالضغط المباشر على النقاط المحددة، أو استعمال تيار كهربائي رفيع لزيادة التأثير العلاجي، محذرًا من وضع أي مادة كيماوية على الإبر قبل استخدامها في العلاج بالغرز، بل يجب التركيز على النقاط التي تم تحديدها فقط دون الحياد عنها.

في أكتوبر 2011، عُقد منتدى دولي حول الطب الصيني التقليدي ببكين، أكد نجاح الإبر الصينية كعلاج مكمل لحالات العقم عند النساء خاصة في حالة أطفال الأنابيب، كما نجح علاج هذه الإبر في حالات الحقن المجهري بنسبة من 20% إلى 60%، كما أن هناك أبحاثًا أخرى تؤكد نجاح حالات العقم عند الرجال.