رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المشروطة محطوطة».. مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

"المشروطة محطوطة" عبارة شهيرة داخل الحارة المصرية، تأتي دوما وقت البيع والشراء وهي عبارة حاسمة الهدف منها عدم الإخلال بالشروط المتفق عليها في العقد، والعقد شريعة المتعاقدين.

على سبيل المثال رجل باع سيارته لآخر فيقول له: "بعد أن تذهب بالسيارة لا تسألني عنها، لذا تأكد من كل شيء في محتوياتها قبل الاستلام، حتى لا تقل بعد ذلك أن بها عيبا" ثم يختتم حديثه بعبارة "المشروطة محطوطة" أي أنني وضعت هذا الشرط أمامك وأمام الشهود، وإما أن تقبل به الآن أو نلغي البيع.

ومعنى "محطوطة" أي ثابتة ولا جدال فيها، وهذا المثل الذي يتكون من كلمتين به من الجناس ما يجعله سهلا على لسان العامة، ويعتبر هذا المثل امتدادا للمثل القديم "اللي أوله شرط آخره نور" والذي يحمل نفس المعنى، بحيث يضع البائع أو الشاري شرطا أوليا قبل البيع حتى لا يكون خلافا بعد ذلك ويكون الأمر واضح مثل النور.

وقد يأتي المثلان في أمور أخرى غير البيع والشراء على سبيل المثال حين يتقدم شاب لخطبة فتاة فيشترط والدها أن تتم ابنته تعليمها الجامعي بعد الزواج، أو لا يكون الزواج قبل الانتهاء من الدراسة، أو أن يشترط العريس على والد العروس أن تستقيل العروس من عملها بمجرد دخوله بها أو غير ذلك، وغالبا ما ينتهي الحديث إما بعبارة "المحطوطة مشروطة" أو "اللي أوله شرط آخره نور".

إجمالا يأتي المثلان في أمور خاصة بالمعاملات المختلفة وغالبا ما يكون هناك شهود على هذا الاتفاق المبرم بين طرفين حتى لا تحدث ضغينة في المستقبل، وإذا أخل أحد الطرفين بعد ذلك بالاتفاق يكون عليه اللوم من الشهود الذين حضروا الاتفاق من قبل فيقولون لمن خلف وعده ولم يف بعهده: "فلان معه الحق لأنه اشترط عليك وأنت قبلت وكنا شهود على ذلك، وعلى رأى المثل المشروطة محطوطة" وعليك أن تلتزم بما رضيت به من قبل.