رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المجتمع يتحدى «المهرجانات»: أوقفوهم لإنقاذ الشباب من الكارثة

المهرجانات
المهرجانات

استطلعت «الدستور» آراء عدد من نجوم الموسيقى والغناء، بشأن ظاهرة المهرجانات الغنائية، بعد قرار نقابة المهن الموسيقية منع التعامل معهم، كما ألزمت «جميع المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهى الليلية والكافيهات بعدم التعامل مع من يطلق عليهم مطربى المهرجانات»، محذرة من يخالف ذلك القرار باتخاذ الإجراءات القانونية ضده وضد المنشأة التى سمحت لهم بالغناء.

هانى شاكر: «المهرجانات» هرجلة بسبب غياب القدوة الفنية

رأى الفنان هانى شاكر، نقيب المهن الموسيقية، أن غياب القدوة الفنية والحفلات الغنائية، وإحجام الدولة عن الإنتاج الغنائى، سبب انتشار ما سماه «الهرجلة الفنية»، على رأسها أغانى المهرجانات.
وشدد «شاكر» على أنه ضد أى إسفاف أو ابتذال فى الغناء، خاصة الموجة الأخيرة من الأغانى التى ظهرت وانتشرت وتم ترويجها بعد يناير ٢٠١١، مضيفًا: «حتى الآن لا أعترف بما يسمى أغانى المهرجانات وأراها تفسد وتدمر الذوق العام، وأرى أن مطربى المهرجانات لا يمتلكون مؤهلات فنية أو مواهب حقيقية حتى أساندهم».
لكنه رغم ذلك اعترف بانتشار هذه المهرجانات وتأثيرها «الكارثى جدًا»، مشيرًا إلى أنه حاول قدر المستطاع تقنين هذا النوع من الأغانى، وذلك بدراسة تخصيص «شعبة» لها فى نقابة الموسيقيين، وذلك لإلزامهم بانتقاء كلمات الأغانى والتصريح بها قبل أن يغنوها ويقدموها للناس، لكنهم لم يلتزموا.
وشدد على أنه لا تراجع عن قرار منعهم من الغناء الصادر عن النقابة، أمس الأول، مشيرًا إلى أن «الموسيقيين» لن تعطيهم تصريحات بالغناء مرة أخرى.
وعبّر عن أسفه لما وصل له الغناء، قائلًا: «بكل أسف أنا غير سعيد بالمشهد الغنائى حاليًا ولست راضيًا عنه، خاصة أن هناك العديد من التيارات الغنائية التى تنتشر كالفيروس وتزيد مع الوقت، وليس لدينا أى حل إلا أن نقاومها بكل الطرق حتى لا تؤثر فى الأجيال الجديدة من أطفال وشباب وتشكل وعيًا غير مسئول». وأضاف «شاكر»: «أعتقد أن الطريقة الوحيدة للخلاص من فيروسات الغناء هى الإكثار من المهرجانات الغنائية الحقيقية، التى تقدم المواهب الجادة والمهمة، وتمنح الناس الفرصة للاستمتاع بالفن الأصيل».
واختتم: «الفن المصرى الجميل موجود بدليل طريقة استقبال الجمهور له ولجميع المطربين المحترمين على الساحة الفنية»، مرجعًا الإنتاج القليل لهؤلاء المطربين مقارنة بالمهرجانات إلى إنتاج أصحاب المهرجانات الأغانى بشكل يومى دون الاهتمام بجودة الكلمات والألحان والمضمون. بدوره، قال المايسترو أحمد رمضان، سكرتير عام نقابة المهن الموسيقية، إن منصات التواصل الاجتماعى هى السبب الرئيسى وراء ظهور المهرجانات، لأنه «من السهل جدًا صناعة مهرجان ونشره على هذه المنصات بكل سهولة».
ورأى أن هذا النوع من الفن تفريخ طبيعى للعشوائيات الموجودة فى مصر، موضحًا: «لو نظرنا لمطربى هذا النوع سنجد أنهم لا يجيدون القراءة والكتابة، فى دليل واضح على عدم تمتعهم بالقدر التعليمى الكافى».
واعتبر أن مقاومة هذا الفن تأتى عن طريق تعميم الموسيقى فى المدارس، على أن تكون من المواد الأساسية وليست مادة «ملهاش لازمة»، وذلك لدورها الكبير فى زيادة وعى وإبداع ومواهب الطفل وإبعاده عن الفكر المتطرف تمامًا، وبالتالى يطرد الجيد الردىء فى النهاية.
كما شدد على ضرورة رجوع أغانى الأطفال مرة أخرى، معتبرًا أن غياب دور الدولة فى إنتاج هذه الأغانى يؤثر بالسلب عليهم.

عمر زهران: إسفاف لا يليق ببلد عبدالوهاب وأم كلثوم

قال الفنان والمخرج عمر زهران إن كلمة «مهرجانات» أصبحت كلمة سيئة فى مصر فقط، معتبرًا هذا النمط الفنى يسىء للفن المصرى ولكل المصريين، مضيفًا: «نحن كمواطنين وإعلاميين وسوشيال ميديا انجرفنا وراءها، وأصبحنا نتحدث عنها كأنها فن». ورفض «زهران» تسمية هذا «السفه» بـ«المهرجانات»، قائلًا: «عندما سئلت أم كلثوم عن الشعر الحر قالت هو حر وليس شعرًا، لذا أرى أن هناك مغالطات فى تسمية هذا السفه بالمهرجانات، وأعتبره كارثة كبيرة جدًا، ومن أشكال المؤامرة الكبرى على الفن المصرى». وأضاف: «يجب أن يكون للدولة دور فى مواجهة المهرجانات، كما فعلت فى السينما بفيلم «الممر» الذى قدم فنًا جعل الأطفال يفخرون بجيشهم، ومن هم فى سن ١٤ عامًا يريدون الانتماء لهذه المؤسسة العريقة، لذا يجب أن يكون هناك رد قوى من الدولة، فمن غير المعقول انتشار هذا الإسفاف فى بلد عبدالوهاب وأم كلثوم». وتابع: «تأخرنا كثيرًا فى مواجهة هذا النوع من الإسفاف، ونحن الآن نجنى ثمرة هذا التقاعس كإعلام وجهات معنية، لأننا لم نبحث فى مدارسنا وقرانا والنوادى عن المواهب الحقيقية، وأنا على ثقة تامة بأن مصر بها مليون محمد صلاح ومليون عبدالحليم وأم كلثوم، لكن للأسف لا يوجد عندنا برنامج واحد ينتصر لهذه المواهب».
وشدد على ضرورة عودة حفلات التليفزيون و«أضواء المدينة»، وأغانى «الليالى المحمدية» التى كان الجميع ينتظرها ويحييها كبار الفنانين، أمثال شادية.
وروى «زهران» أنه منذ سنوات بعيدة كان حاضرًا حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى رفقة الفنانة الراحلة صباح، وفى منتصف الحفل تم التنويه إلى أن أحد المطربين سيغنى لضيوف المهرجان، فعلقت النجمة الكبيرة- وكان معروفًا عنها أنها أبدًا لا تخطئ فى أحد مهما كان- قائلة: «نعم سمعت عنه لكن لم أسمعه».
وأضاف «بعد وصول هذا المطرب صاحب الصوت الأجش والمظهر العبثى بملابس تثير الضحك والسخرية، وكان وقتها ظاهرة غريبة وشاذة أشبه بالمونولوجست، حرصت على مراقبة وجه صباح جيدًا وكنت أود أن أشاهد تعبيرات وجهها ورد فعلها على هذا المشهد العبثى، وتوقعت أن أرى ضحكتها على مظهره وصوته المنفر، لكننى شاهدت ملامح كستها خيبة أمل كبيرة وسحابة حزن ملئت عيونها الجميلة».
وتابع: خلت الطاولة إلا منى وصباح فاقتربت منها لأسمع وجهة نظرها فيما شاهدته، وبمرارة شديدة قالت لى: «لا أصدق أننى فى القاهرة.. لا أصدق أن مصر التى أهدت للعالم العربى عبدالحليم حافظ وأم كلثوم يمكن أن تسمح لهذا الشخص أن يغنى».


بهاء الدين محمد: ظاهرة مؤقتة.. وهزمتها بـ«أكتبلك تعهد»

رأى الشاعر الكبير بهاء الدين محمد أن المهرجانات ظاهرة مؤقتة ستنتهى قريبًا، لأن الفن الحقيقى والكلمات الراقية هى التى تعيش بين الجمهور. وقال «محمد» إنه عند صدور مهرجان «مفيش صاحب يتصاحب» طرح أغنية «أكتبلك تعهد» للنجمة أنغام، فسيطرت الأخيرة بلا منافس، واختفى حينها ذلك المهرجان، معقبًا: «لذلك أنا لا أخاف على الفن المصرى من هذا النوع».
وأضاف: «يجب على الفنانين القيام بواجبهم، وأن يكون فنهم خارجًا من قلبهم قبل كل شىء»، مشددًا على أن مصر ستظل منبع الفن والثقافة.
وطالب بوجود اهتمام حقيقى وتوعية بخطورة هذه الظاهرة، وأن يحرص المطربون الحقيقيون على اختيار كلمات جيدة تواجه أغانى المهرجانات التى لا تعبر عن الفن المصرى بل تسىء إليه.


حلمى بكر: تراجع الذوق العام وراء انتشارهم ونحتاج «شرطة غناء»
أرجع الموسيقار الكبير حلمى بكر ما وصفه بـ«تراجع الفن المصرى» إلى انهيار الذوق العام فى المجتمع، وغياب «السميعة»، بجانب غياب الدولة عن الإنتاج، الأمر الذى أدى إلى ظهور «هذه العناصر المسيئة للفن المصرى المعروفين باسم مطربى المهرجانات».
وقال «بكر»: «كما أن من أسباب انتشار المهرجانات خمول المطربين الكبار، وعدم معرفتهم الكافية بالمفردات التى تريدها العشوائيات، لذلك خرج هؤلاء الأشخاص ولبوا رغبات كثيرين».
وشدد على ضرورة وجود دور أكبر لنقابة المهن الموسيقية، وجهاز المصنفات الفنية، والشرطة، مطالبًا بإنشاء «شرطة تراقب آداب الغناء» كما توجد شرطة للآداب.
وأضاف: «جميع أجهزة الدولة مسئولة عن انتشار هذا الفن»، داعيًا إلى مزيد من التوعية لمواجهة هذه الأغانى، ومطالبًا الآباء بحث أولادهم على الابتعاد عنها، لأن سماع الأطفال لها «جريمة يرتكبها رب الأسرة فى حقهم، لأنها تجعلهم يتحدثون بلغة غير منضبطة».
وأشار إلى أن العديد من المواطنين لا يستطيعون التمييز بين الأداء السيئ والجيد، مختتمًا: «مغنو هذه المهرجانات لا يميزون فى اختيار كلماتها، ويضعون بها عبارات مسيئة يرددها الأطفال حين يسمعونها».

هانى شنودة: حبس من يتجاهل موافقة «المصنفات الفنية»

رهن الموسيقار الكبير هانى شنودة قبول أغانى المهرجانات من عدمه بالكلمات التى تحتويها، وليست الألحان المستخدمة فيها، قائلًا: «لا توجد نوتة موسيقية مؤدبة وأخرى عديمة الأدب، لذلك يجب أن نخرج الموسيقى من هذه المعادلة». وأضاف: «المهرجانات نمط أعجب به الجمهور، ومحور التعامل معه ينبغى أن يكون الكلمات، فإذا كانت خارجة وخادشة للحياء ينبغى مواجهتها، بل ومحاسبة المتسبب فى طرحها للجمهور». وواصل: «فى حال عدم عرض كلمات الأغنية على المسئولين فى جهاز المصنفات الفنية ينبغى العودة للقانون الذى ينص على المعاقبة بالحبس والغرامة لكل من أصدر شعرًا أو أغنية أو مسرحية أو فيلمًا دون عرضه على الرقابة قبل صدوره فى الأسواق».
وتابع: «لم أسمع عن شخص تم تطبيق هذه العقوبة عليه، لذلك فهناك علامات استفهام كبيرة على عدم تطبيق هذه المادة».

فاطمة عيد: «دوشة» ستختفى.. والجمهور هو الحكم

شددت الفنانة الشعبية فاطمة عيد على أن مطربى المهرجانات مطالبون باختيار كلمات مناسبة للجمهور والأسرة المصرية، خاصة أن ما نسمعه حاليًا ليس سوى «دوشة» وضجيج غير مفهوم به الكثير من العبارات الخادشة للحياء التى لا يجب أن يسمعها الأطفال.
وقالت: «الجمهور هو الذى يحكم على هذا الفن، سواء هابطًا أو جيدًا، خاصة أنه أصبح ظاهرة يسمعها الجميع من مختلف الطبقات ومختلف الفئات». وتابعت: «الفن الجيد هو الذى يعيش ويستمر، والمهرجانات ظاهرة مؤقتة ستنتهى مع الوقت، كما حدث فى السابق مع عدد من المطربين الذين ظهروا وأحدثوا صدى كبيرًا ثم اختفوا».