رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كما لم ترها من قبل».. شاب يسير 8 ساعات لتجسيد روح الإسكندرية

الشاب
الشاب

لمدينة الإسكندرية سحر خاص، وشغف لن تستطيع مقاومته، لذلك تأكد أنك إذا ذهبت إليها مرة، لن تستطيع أن تفارقها ماحييت، فهى الأسطورة الحقيقية التى حملت فى باطنها عبق التاريخ، وجست بأمواجها، وثقافتها تطلعات المستقبل، فشاركت أجمل قصص العشاق، وتجسدت المدينة كالعروس فى أشهى الأغانى التى نرددها حتى الآن.
لذلك ليس بغريب أن يظهر بين الحين والآخر فارس يصورها من خياله الخاص، فينشر جزءًا من الحكايات التى مازالت تخفيها عن معجبيها فى كل مكان، وليس من المفترض أن نشبه طراز منازلها بالزخارف الأوروبية، ولا جسر ستانلي كبرج إيفل، وإنما هى الإسكندرية زهرة جاردينيا العالم.
استطاع الفنان المصور، محمد نصر الخولى، الذى يقطن قرية تسمى "أتميدة" التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، أن يصور روح مدينة الإسكندرية بطريقة مختلفة نابعة من شغف فنان أتلفه العشق، ليظهر مجموعة من الصور التى أشعلت مواقع التواصل الإجتماعى من منظوره الشخصي، والتى تجعلك تشعر وكأنك بداخل آلة زمنية عادت بك إلى الوراء، حيث كل شىء لامثيل له.
التفاصيل الكثيرة التى يرويها محمد ليست بغريبة، فقد استطاع أن يسير لمدة ثمان ساعات متواصلة فى المدينة بحثا عن اللقطات التى يريدها، كان يبحث فى البيوت، فى المقاهي القديمة والحانات، عن أسباب الحياة التى تمتلكها تلك المدينة الساحرة، لذلك بدأ رحلته من المنتزه، مرورا بكوبرى ستنالي، ومنها إلى بحرى حتى وصل إلى قلعة قايتباي، وخلال تلك الأماكن كانت وجهته هى تصوير محطة الرمل، وشارع فؤاد، بل والمنازل التى تطل على البحر، والتى تخيل فيها رسائل الجدة على الشرفات.
وعندما سألناه عن الأمور التي يعتمد عيلها أثناء التصوير، كان له منظوران الأول هو أن الصورة يجب أن تعبر عن نفسها فتَنبض بالإحساس، وتلمس مشاعر الناس، والثانية هو أن تحمل فى ذاتها القواعد الكاملة للفن التصويرى، فتَجبرك على التقاطها فى أكمل وجه لها.
وبالطبع لم تغفل تلك الجلسة التصويرية التي يمكن تصنيفها كأطول جلسة قام بها مصور، حتى الآن، عن ثناء أهالي مدينة الإسكندرية، والتى كانت تعليقاتهم "خليتنا نشوف إسكندرية كأننا أول مرة نشوفها".