رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. محمد جمعة الدربي: مجمع اللغة العربية وكر لـ«الإخوان»

 محمد جمعة الدربى
محمد جمعة الدربى

قال الدكتور محمد جمعة الدربى، الباحث المعجمى والمحقق اللغوى عضو اتحاد كتّاب مصر والاتحاد الدولى للغة العربية، إن أتباع جماعة الإخوان الإرهابية لا يزالون مسيطرين على مجمع اللغة العربية. وأضاف «الدربى»، فى حواره لـ«الدستور»: «من بين الإخوانجية فى المجمع محامٍ عرض على القرضاوى وظيفة مرشد جماعة الإخوان»، مشيرًا إلى أن «إخوان المجمع ساعدوا قطر فى استقطاب علماء». وطالب بتغيير قانون المجمع، لتكون مدة العضوية ٥ سنوات، على ألا يزيد عمر المرشح على ستين عامًا، فيما يعين رئيس الجمهورية بعض أعضائه، على أن يكون اختيار الآخرين بالانتخاب، ويحدد مجلس الوزراء المهام والمكافآت.

■ بداية.. هل لجماعة الإخوان الإرهابية نفوذ فى المجمع؟
- نعم، بالطبع، تستحوذ طائفة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على المجمع، على رأسها الدكتور حسن الشافعى، الذى عُزل من مكتب شيخ الأزهر بسبب خطاباته ضد الجيش والشرطة، وموقفه العدائى المعروف من ثورة ٣٠ يونيو المجيدة.
ومن بين عناصر التنظيم المتطرف الدكتور عبدالحميد مدكور، الأمين العام، الذى تستّر على محمد الجوادى، الهارب خارج البلاد منذ ثورة ٣٠ يونيو، وعلى الفساد الإدارى والمالى بالمجمع، حتى أجبرته جريدة «اللواء الإسلامى»، فى شهر رمضان الماضى، على إسقاط عضوية «الجوادى»، كما يضم المجمع المحامى الذى عرض على يوسف القرضاوى وظيفة مرشد لجماعة الإخوان.
ويضم المجمع الدكتور مأمون عبدالحليم وجيه، الأستاذ بكلية دار العلوم بالفيوم، الذى عيّنه المجمع للإشراف على المعجم التاريخى، مع أن هذا الإخوانى متخصص فى النحو والصرف والعروض، ولا علاقة له بالمعجم التاريخى ولا بالصناعة المعجمية وليس له أى بحث معجمى.
ومن بين الإخوان أيضًا الدكتور حسن عبدالعزيز، وتلميذه الإخوانى مصطفى محمد صلاح، الباحث بالمجمع، والدكتور خالد فهمى، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة المنوفية، مدير دار الكتب فى عهد الإخوان، الذى جرى اختياره خبيرًا بعد أن كتب مقالًا فى مجلة تراثيات عن جهود حسن الشافعى فى تحقيق التراث، والدكتور صفوت على صالح، الأستاذ المساعد بكلية دار العلوم بالقاهرة، والدكتور عاطف المغاورى، القائم برئاسة الكادر الجامعى الباطل.
■ هل هناك وقائع فساد فى المجمع؟
- نعم، هناك الكثير من وقائع الفساد، مثل تورط أستاذ نحو وصرف بكلية الألسن بجامعة عين شمس فى الإشراف على رسالة دكتوراه لمحرر جامعى، رغم علمه بأن هذه الرسالة مسجلة بنفس العنوان بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى، باسم طالب آخر، وبإشراف عضو مجمعى آخر، فى ٣٧٦ صفحة عام ٢٠١٦، قبل التلميذ المقلد ببضعة أشهر.
وكانت الأمانة تقتضى أن يأمر أستاذ النحو والصرف تلميذه بالإشارة إلى الرسالة الأصلية ضمن الدراسات السابقة أو فى فهرس المراجع، وأن يبين وجه الشبه والاختلاف بين الرسالتين، ولكنه أخفى تلك المعلومات لأن «الدنيا مصالح».
الحقيقة أن التلميذ المقلد كان له دور كبير فى حصول أستاذه ومشرفه على العضوية بالمجمع، فرد الأخير الجميل بتشكيل لجنة كى تناقشه وتمنحه الدكتوراه مع التوصية بالطبع.
ولا عجب أن المشرف على الرسالة المقلدة هو نفسه المتهم بأخذ رشوة ١٠٠ ألف جنيه من عميد كلية بالأقصر، مقابل تعيين ثلاثة أشخاص فى وظيفة مدرس، من بينهم ابن أخت رئيس جامعة جنوبية.
ومن وقائع الفساد أيضًا، سرقة عضو مجمعى بعض وثائق المجمع فى كتابه، والسرقة جريمة مخلّة بالشرف وموجبة لإسقاط العضوية، وهناك سرقة أخرى لمخطوطة الجزء الثالث من حواشى ابن برى، وكذلك تعيين أحد المحررين زوجته بالمجمع بطرق ملتوية، حرمتها حتى الآن من الكادر الجامعى الباطل، وسرقة محرر آخر فهارس كتاب غريب الحديث لأبى عبيد، بالإضافة إلى التدليس فى طبعات المعجم الوجيز والمعجم الوسيط.
■ لماذا تعتبر الكادر باطلًا؟
- الكادر الجامعى الذى فعّله حسن الشافعى يميز حملة الماجستير بالمجمع، إذ يحصلون على رواتب تعادل رواتب أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات المصرية، بل تفوقهم إن احتسبنا المكافآت الخاصة وبدلات الجلسات الزائدة التى يحضرها الباحثون بالمجمع، وبدأ الكادر عقب تنصيب «الشافعى» رئيسًا للمجمع إرضاء للباحثين الإخوان.
وأعتبر هذا الكادر تمييزًا عنصريًا لصالح حملة الماجستير والدكتوراه من الأزهر الشريف، ضد أقرانهم فى وزارة التعليم العالى، وفيه أيضًا مخالفة قانونية تتعلق بتعريف وظيفة «المعيد»، فالمعروف بقانون وزارة التعليم العالى أن المعيد هو الذى يشرح ما يلقيه الأستاذ فى المحاضرات.
■ كيف يؤثر هذا الكادر على أداء المجمع؟
- أثّر الكادر على ميزانية المجمع، وتسبب فى تأخير مطبوعات المجمع، مثل الأجزاء المنتهية من المعجم الكبير بالمجمع، والطبعة الرابعة للمعجم الوسيط.
■ ما المستجدات بشأن المعجمين الكبير والوسيط؟
- فيما يخص المعجم الكبير، فإنه منذ عام ١٩٥٦ حتى الآن أصدر المجمع ١١ جزءًا من الهمزة إلى الزاى، مع وجود أخطاء كثيرة فاضحة يعرفها المتخصصون فى المعاجم، وكتب عنها على صفحات الميديا وفى كتابى «من المعجم الخليلى إلى المعجم التاريخى.. نظرات فى المعجم العربى».
أما عن الوسيط، فمنذ عشرة أعوام يعمل المجمع فى طبعة رابعة، وقد انتهى من مراجعتها منذ عامين، ولكنه عاجز عن طبعها بسبب رواتب الباحثين بالمجمع وفقًا للكادر الجامعى.
■ هل تعتقد أن حسن الشافعى يتعمد إفساد المجمع؟
- نعم، لأنه إخوانى لا يهمه إلا الكرسى، ولأنه غير متخصص فى الصناعة المعجمية، فتخصصه الحقيقى فى الفلسفة الإسلامية.
■ ولكن لم يكن طه حسين ولا شوقى ضيف متخصصين فى الصناعة المعجمية.. ما الفرق؟
- أين الثرى من الثريا؟.. طه حسين كان أديبًا ناقدًا، وشوقى ضيف له دراسات لغوية ومعجمية تفوق كتابات بعض المتخصصين فى المعاجم، أما الإخوانى حسن الشافعى فهو يعرف تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت، وليس له كتاب ولا بحث ولا مقال عن المعاجم.
■ كيف يتعاون إخوان المجمع مع قطر؟
- من مظاهرات التعاون بينهم وبين الدوحة احتفاظ المجمع بتوصيات وبعض بحوث مؤتمره عن المعجم التاريخى حتى لا يراها الجمهور، فضلًا عن مساعدة الدوحة فى استقطاب علماء كبار، مثل الدكتور أحمد الضبيب وعلى القاسمى وإبراهيم بن مراد، للعمل فى المعجم التاريخى.
■ ما مقترحاتك لإنقاذ المجمع؟
- أقترح أن يعلن المجمع فتح باب الترشح كل خمسة أعوام، وألا يزيد عمر المترشح للعضوية على ستين عامًا وقت الترشح، ولا يمكن للعضو الاستمرار بعد مرور الخمس سنوات، لتحطيم أسطورة الخلود التى يتغنى بها المجمعيون.
ولا بد من أن تكون العضوية بالانتخاب، عن طريق الجامعات، وألا يكون لأعضاء المجمع دور فى الترشيح ولا فى الانتخاب، وأن يكون لرئيس الجمهورية الحق فى تعيين نسبة معينة لا تقل عن خمسة أشخاص، وأن يحدد الرئيس أو مجلس الشعب أو رئيس مجلس الوزراء مكافأة ثابتة وعملًا محددًا للعضو، وأن يضع مجلس المجمع شروطًا عامة لاختيار الخبراء بديلًا عن السيرة الذاتية المضحكة التى اخترعها عبدالحميد مدكور، الأمين الخائن لمنصبه، وأن يخضع رئيس المجمع للرقابة المباشرة من رئيس جامعة القاهرة ويجب الإطاحة بالإخوانى حسن الشافعى الذى أفسد المجمع.
ويجب التحقيق فى الكادر الجامعى بالمجمع، وفى تعيين الإخوانى مصطفى محمد صلاح وزوجة المحرر، ووضع المجمع تحت رقابة خاصة أسوة بمدارس الإخوان بوزارة التربية والتعليم، ووضع قانون جديد للمجمع عن طريق مجلس الشعب يحفظ المال العام، ويقضى على الشللية والأخونة كى يقوم المجمع بالدور الذى أنشئ من أجله.