رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مصل الحياة».. رحلة علاج لدغة العقارب والثعابين بمراكز السموم

الثعابين
الثعابين

لدغة سامة أصابته بعدما باغته ثعبان جعله يعاني من ألام شديدة، لتتصاعد صيحات أصدقائه، مطالبين العاملين بالوحدة الصحية بأحدى مناطق البحر الأحمر، بسرعة انقاذه من صديقهم اللدغة القاتلة.

لحظات شديدة من الألم عاشها شاب قبل حصوله على الترياق المضاد لسم الثعبان، خاصة بعد تأخر نقله للمستشفى وسط حالات الهرج والذعر من قبل المحيطين به، وزادت احتمالات الخطر مع مرور الوقت والسم الذى ينتشر في جسده.

انتهت تلك المأساة عندما وفر المركز القومي للسموم له مصلا، بالرغم من عدم وعي أحد من الأشخاص المحطيه به من ضرورة خضوع المصاب لدواء الحساسية قبل حصوله على الترياق المضاد للسم، وتحسنت حالته وعاد الشاب إلى حياته الطبيعية.

تواصلت "الدستور" مع مسئولى المركز القومي للسموم، للتأكد من مدى توافر الأمصال المخصصة لعلاج سموم الثعابين والعقارب، خاصة بعد انتشار أقاويل تدعي بأن مصر تفتقر لتلك الأمصال، ما يعرض حياة المصابين للخطر والوفاة.
الأمصال متوفرة.. والعلاج مدته 48 ساعة

أوضح الدكتورمحمود محمد عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم ورئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمي، أن نقص الأمصال المضادة للدغات العقارب والثعابين في مصر لا يمكن أن نقول إنها تشكل أزمة أو خطورة على صحة المواطنين،خاصة وأن نسبة التعرض لمثل هذه الحوادث ليست بالكثافة مقارنة بدول جنوب أفريقيا، لكن هناك سوء في توزيع الأمصال على مستوى الجمهورية، فهي تتوافر بكثرة في المستشفيات المركزية، يندر تواجدها في المناطق الجبلية، التي يتزايد بها احتمالية الإصابة مثل الوادي الجديد، البحر الأحمر، سيناء، وغيرها من المناطق الحدودية.

وأكد أن هذا لا يشكل كارثة بتفعيل منظومة الحكم المحلي، بمعنى أن تعمل الوحدة المحلية تعمل على توافر هذه الأمصال بالمستشفيات والوحدات الصحية التابعة لها، خاصة وأن الدوله تقوم بدورها في توفيرها بالمجان مع ضرورة سعي المستشفيات الحدودية في المطالبة بهذه المضادات.

وكشف مؤسس القومي للسموم أن الدولة وأدت المتاجرة بالأمصال في بعض الوحدات الصحية ليحصل عليها المصاب بالمجان، مشيرًا إلى أن مدة العلاج تعتمد على نوع الثعبان أو العقرب، لكنها لا تتعدى ٤٨ ساعة حتى يشعر المريض بتحسن، مضيفًا أن وزارة الصحة توفر نوعا واحدا فقط من الترياق يسمى "الكومان" مناسب وفعال لأنواع الثعابين والعقارب الموجودة في مصر.

ونصح بضرورة رفع الوعي الثقافي للتعامل مع المصابين بلدغات العقارب والثعابين، كونها تشكل 50% من العلاج ولا جدوى من معرفة نوع الثعبان بمحاولة الإمساك به، موضحًا أن 10% فقط من الثعابين الموجودة في مصر سامة.

واختتم حديثه منوهًا بأن الشخص الذي يصاب بلدغ ثعبان أو عقرب يكون قد حصل على مناعة تقلل من تأثير الإصابة الثانية، وهو ما نلاحظه في الرفاعي الذي قد يحصل على الترياق في المرة الأولى من الإصابة ولا يحصل عليه ثانية.

وكشف تقارير منظمة الصحة العالمية، أن هناك نحو 5 ملايين شخص يتعرضون سنويًا للدغات ثعابين فيما يصاب نصفهم بحالات تسمم، أما حالات الوفاة نتيجة التعرض للسم فقد بلغت نحو 100 ألف حالة، بجانب حالات بتر الأطراف والعجز الدائم المقدرة الذي وصل إلى ثلاثة أضعاف عدد الوفيات.
سموم عين شمس: لدغات العقارب والثعابين تنتشر فى الصيف

أوضح الدكتور محمود لطفي، مدير مركز السموم بمستشفيات جامعة عين شمس، أن المركز يستقبل حاليًا أكثر من 23 ألف حالة سنويًا، منها التسمم الدوائى والكيميائى، التسمم بلدغات العقارب والثعابين.

"المركز به قسم لاستقبال الحالات الطارئة، وقسم داخلى لاستقبال حالات التسمم، وغرف للرعاية المركزة" يقول لطفي، أن مركز سموم جامعة عين شمس يعد منقذ مرضى التسمم، وعن طرق العلاج "يتم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين فور وصولهم المركز، وحجز الحالات التى تحتاج لعلاج وتوفير أمصال السموم لهم، كما أن الرعاية المركزة بها جهاز غسيل كلوى لأن هناك بعض حالات التسمم التي تحتاج لإجراء غسيل كلوى.

"حالات التسمم بلدغات العقارب والثعابين منتشرة فى فصل الصيف ويتم استقبال الحالات من جميع أنحاء الجمهورية والمصل الخاص بها متوافر بشكل دائم"، يؤكد مدير مركز السموم أن مضادات سموم الثعابين والعقارب لا يوجد بها نقص، بل يتم تقديمها بشكل مستمر لأي حالة تترد على المركز.

أعراض لدغة الثعبان
يشعر المصاب بألم في موضع اللدغة يظهر في غضون 15 إلى 30 دقيقة، يمكن أن يتطور ويتسبب في حدوث تورم وكدمات حول الجرح، وتتضمن الأعراض الغثيان، طعم غريب في الفم، انقطاع النفس وشعور عام بالضعف، ويكون المكان الشائع لـ "لدغة الثعبان" في الأطراف.

يوجد أيضًا أعراض لـ "لدغة الثعبان" غير السام، وهي الشعور بألم ووجود خدوش في موضع اللدغة، وعادةً ما تكون بعض الثعابين، مثل الثعابين المرجانية، تكون لديها سموم تسبب أعراض عصبية، مثل "وخز الجلد، صعوبة التحدث، والضعف البدني"، وفي أحيان أخرى يمكن أن يلدغ الثعبان السام دون حقن عن طريق "إفراز السم"، وتؤدي هذه "اللدغات الجافة" لتهيج في موضع اللدغة.

الإسعافات الأولية
هناك طرق إذا تم تطبيقها من قبل الشخص الذي تم لدغه، يمكن أن تكون فرص نجاته أكبر، منها البقاء هادئًا وساكنًا للإبطاء من انتشار السم، والبدأ في هدوء تام بـإزالة المجوهرات والملابس الضيقة عن المنطقة قبل أن تبدأ في التورم، والبقاء في وضعية صحيحة بحيث تكون اللدغة عند أو تحت مستوى قلبك، بالإضافة إلى تنظيف الجرح بالماء والصابون وتغطيته بضمادة نظيفة وجافة.

أيضًا هناك بعض الأشياء التي يمكن فعلها بدون وعي تسرع من عملية إنتشار السم في الجسم، والتي يجب الإبتعاد عنها، وهي استخدام الأربطة الضاغطة أو الثلج لتخفيف التورم، فتح الجرح ومحاولة مص السم، تناول الكافيين أو المشروبات الكحولية، لأنها تسرع من عملية امتصاص الجسم للسم.