رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزيزة جلال: اعتزلت فى عز مجدى خوفًا من لحظة انصراف الجمهور عنى (حوار)

عزيزة جلال
عزيزة جلال

النجمة الكبيرة تتحدث بعد غياب 35 عامًا عن أضواء المسارح والكاميرات
لم أندم على قرار الابتعاد ووصلت للنجومية وكوّنت أسرة مستقرة مع زوج طيب
أتمنى مقابلة الجمهور المصرى قريبًا وأدين بالفضل لكبار الشعراء والملحنين
برنامج «اللقاء من الصفر» أعادنى للأضواء وسعيدة بترحيب «السوشيال ميديا»
تأثرت بـ«أسمهان وأم كلثوم وليلى مراد».. وأفكر فى «دويتو» مع مطربين شباب


امتازت بصوتها العذب وإطلالتها الهادئة ونظارتها الطبية التى كانت تحرص على الظهور بها فى حفلاتها. إنها المطربة المغربية عزيزة جلال، التى استقبل الجمهور العربى عودتها للغناء مرة أخرى بحفاوة بالغة، وذلك بعد غياب ٣٥ عامًا، حينما تزوجت فى العام ١٩٨٥ واعتزلت الغناء. ولدت عزيزة عام ١٩٥٨، بمدينة مكناس المغربية، ودرست المقامات الموسيقية بمدارسها، وعام ١٩٧٥ شاركت فى مسابقات البرنامج الغنائى «مواهب» وغنت أغنيات أسمهان ونالت إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم، ثم أدت عدة أغنيات وطنية فى مناسبات رسمية. سافرت عزيزة جلال إلى الإمارات ثم إلى مصر، حيث تعرفت على الملحن محمد الموجى الذى لحّن لها مجموعة كبيرة من أروع أغانيها، كذلك لحّن لها رياض السنباطى وسيد مكاوى وبليغ حمدى وكمال الطويل وحلمى بكر. وفى مايو من العام الماضى، فاجأت جمهورها ومحبيها بالظهور عبر برنامج «اللقاء من الصفر»، الذى تبثه قناة «إم بى سى»، فى حلقة من جزأين، تحدثت فيهما عن حياتها ونشأتها فى المغرب، كما غنّت مقاطع من أغانيها الشهيرة، مثل «مستنياك»، وأبهرت الجمهور بصوتها الذى لم تؤثر فيه سنوات الغياب. وفى حوارها مع «الدستور» تحدثت الفنانة الكبيرة عن أسباب اعتزالها وكواليس عودتها للغناء مرة أخرى.

■ ما سبب عودتك للغناء مرة أخرى؟
- هذا القرار كان دائمًا يشغل تفكيرى، بسبب حبى الشديد لجمهورى والعلاقة الطيبة التى تربطنى به، حتى فى فترة غيابى.
الحمدلله طوال الوقت كنت ألمس الحب الكبير الذى يكنه لى الجميع فى أى دولة عربية أذهب إليها، فيكفى أننى أشعر من أحاديث الجمهور معى أننى جزء جميل من ذكرياتهم، وكنت مصدرًا لسعادتهم فى وقت ما، مثل تلك الكلمات والمشاعر كانت تبكينى فرحًا، وهذا فضل كبير من الله.
الحدث الذى شجعنى على العودة مرة أخرى ومواجهة الجمهور كان ظهورى فى برنامج «اللقاء من الصفر»، الذى عرض فى شهر رمضان الماضى، والذى أعتبره همزة الوصل وكلمة السر فى عودتى، بسبب ردة فعل الجمهور وترحيبه بظهورى والإشادة بصوتى، وكمية الرسائل الهائلة التى تلقيتها عقب إذاعة البرنامج من جميع المحبين فى الدول العربية.
■ هل نستطيع القول إن ما عرض عليك من أعمال فى وقت سابق لم يكن مشجعًا على العودة؟
- لم يكن غيابى بسبب ضعف العروض التى تصلنى للمشاركة فى أعمال فنية، فأنا طوال السنوات الماضية لم أفكر فى العودة، لكن مؤخرًا أحاول أن أتواصل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين من أجل الظهور بقوة والعودة لجمهورى من خلال أعمال غنائية جديدة.
■ لماذا وقع اختيارك على السعودية لتشهد عودتك الفنية؟
- هناك العديد من التحولات الفنية والاجتماعية والثقافية التى تشهدها المملكة العربية السعودية، وكذلك الإصلاحات التى تتبناها القيادة السياسية هناك، وأبرزها فتح المجال العام أمام المرأة، وغيرها من الأمور الإيجابية التى شجعتنى على العودة مرة أخرى للفن من خلال حفلات «شتاء طنطورة» على مسرح المرايا بمدينة العلا السعودية.
■ ما تقييمك لأول ظهور على مسرح ومواجهة للجمهور بعد غياب طويل؟
- كنت متحمسة ومتخوفة فى الوقت نفسه، والسبب هو مواجهة الجمهور لأول مرة منذ سنوات بعيدة، ومع ذلك فالحمدلله كانت العودة رائعة جدًا بكل المقاييس، فالغناء على مسرح «المرايا» كان له وقع مختلف تمامًا ومميز، فهو مسرح يمتاز بالأصالة والتاريخ وله رونقه الخاص.
كنت أحلم فى الماضى بأن أرى مسارح أخرى تنتشر فى الوطن العربى تضاهى مسرحى قرطاج التونسى وجرش الأردنى وغيرهما من المسارح التاريخية الشهيرة، وسعدت جدًا بوجود مسرح «المرايا» فى المملكة عندما وجدته لا يقل عن أى من المسارح العالمية.
■ ماذا شعرت عندما واجهت جمهورك مرة أخرى بعد الغياب الطويل؟
- لقاء الجمهور كان رائعًا للغاية، واستقبلنى بطريقة عظيمة، وكان الحفل بفضل الله ناجحًا جدًا، سواء من خلال عدد الجمهور الذى حضر الحفل، أو من شاهد الحفل على شاشات التليفزيون. كان رد الفعل مبهرًا لى، وأنا سعيدة بحب الناس وردود أفعالهم خلال غنائى على المسرح أو بعده حتى، كما أننى رأيت ردود الأفعال الإيجابية على السوشيال ميديا وفى الإعلام ومن المقربين منى، وكانت جيدة للغاية وشعرت بسعادة تغمرنى.
■ لماذا قررت الاعتزال قبل ٣٥ عامًا؟
- فكرت فى الاعتزال خوفًا من اللحظة التى ينصرف فيها الجمهور عنى، وهى لحظة يتوقعها ويخاف منها أى مطرب أو نجم. فالوصول إلى القمة سهل لكن الحفاظ عليها صعب، لذا فضلت الاعتزال فى عز مجدى. واتخذت القرار دون الرجوع لأى شخص، فأنا من بداية تجربتى مع الفن وأنا أقرر مع نفسى كل تفاصيل وخطوات تجربتى.
■ بعد نجاح العودة.. هل ندمت على قرار الاعتزال؟
- لم أندم على قرار الاعتزال طوال السنوات الماضية، رغم أن المقربين منى وجمهورى كانوا يعاتبوننى على الابتعاد، لكن فى المقابل عشت مع زوجى حياة طيبة وجميلة، لأنه إنسان طيب احترمنى وعوّضنى عن أى شعور بالغربة.
كونت أسرة مستقرة وأصبح لدىّ أحفاد أحبهم وأرى فيهم جمال الحياة، وأرى أننى حققت المعادلة الصعبة بوصولى للنجومية والحفاظ على استقرارى الأسرى، وعندما أصبحت الظروف مناسبة للعودة فعلت ذلك دون تردد.
■ كيف تصفين علاقتك بمصر وجمهورها؟
- علاقتى بمصر علاقة حب ومودة، وجمهورها الكبير ساندنى وأنا أدين بالفضل لكبار الملحنين والشعراء الذين ساندونى، وكتبوا اسمى بحروف من نور فى عالم الفن، بأعمال لا تزال فى أذهان المستمعين إلى وقتنا الحالى.
قصدت القاهرة فى بداية مشوارى قادمة من المغرب وأنا أحمل داخلى حبًا كبيرًا للمصريين، وكنت أتمنى أن أغنى على مسارح القاهرة، وتعلمت الغناء من المطربين المصريين وكبار الشعراء والملحنين الذين أعتبرهم مدارس كبرى فى الفن. مصر منبر النجوم، ومنبر للفن العربى أجمع، وكانت نقطة انطلاق كبار المطربين العرب، وبالتأكيد وجودى فى مصر كان له الفضل فى شهرتى التى وصلت لجميع الدول العربية.
■ ماذا عن ذكرياتك مع الموجى ومكاوى وبليغ والطويل وبكر والسنباطى والشاعر عبدالوهاب محمد؟
- كنت محظوطة أن أتعامل مع هؤلاء الكبار عباقرة الموسيقى فى مصر، مثل محمد الموجى وسيد مكاوى وبليغ حمدى وكمال الطويل وحلمى بكر. هؤلاء العمالقة لهم الفضل فى صناعة اسم عزيزة جلال، كما أن تعاونى مع الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد كان له تأثير كبير فى حياتى وقدمنا سويًا أعمالًا مهمة مثل «مستنياك» و«حرمت الحب عليا» و«هو الحب لعبة». أنا مدينة له بالفضل فى نجاح تلك الأغنيات، كما أننى تعلمت من السنباطى كيفية نطق الكلمات نطقًا سليمًا وكيفية استيعاب المعنى قبل أن أؤديه لكى يكون إحساسى بما أغنيه صادقًا، كما تعلمت منه الاهتمام بمخارج الحروف والتدريب على التنفس السليم عند الغناء.
■ هل تغير الغناء حاليًا عما كان عليه فى الماضى؟
- هناك تغير كبير فى الموسيقى والنمط أو فى طريقة التلحين والكلمات. فكل جيل يعبر عن نفسه ويتميز بخصوصية فنية، لكن القواعد والمبادئ ثابتة لا تتغير، فأنا دائمًا ما أفكر فى الموازنة بين الماضى والحاضر، أنا أحاول أن أكون موجودة مع الجيل الجديد، وأنا متأكدة أننى سأجد كلمات جيدة أغنيها تكون مناسبة لأسلوبى بطريقة حديثة، لكن هذا يحتاج وقتًا طويلًا. الفن والموسيقى دائمًا بخير. فالموسيقى تعبر عن حياتنا وشخصياتنا واختلاف أذواقنا، وكل وقت و«له ناسه»، وأنا متفائلة وأرى أن الساحة الفنية بها مطربون وأصوات جيدة وملحنون ومؤلفون جيدون للغاية.
هناك أسماء غيرت من نمط الموسيقى العربية، وأصبحنا نستمع للأغانى من شمال إفريقيا للخليج، صار هناك مزج بين الثقافات والأذواق الفنية، وأصبحت هناك لغة واحدة تجمع كل الشعوب العربية بالنسبة للموسيقى، وهذا شىء أسعدنى كثيرًا. بالنسبة للأصوات التى أفضلها، أخاف أن أذكر شخصًا وأنسى الآخر، لكن هناك أصواتًا واعدة وأصواتًا لها جمهور عريض، وهناك أصواتًا تحاول أن تصنع لنفسها مستقبلًا فنيًا، وأتمنى للكل التوفيق.
■ هل من الممكن أن نشاهدك فى «دويتو» مع مطرب أو مطربة قريبًا؟
- أفكر فى ذلك بالفعل، وأخطط للظهور فى عمل غنائى مشترك، تلك الفكرة تسيطر علىّ بشدة مؤخرًا، خاصة مع المطربين الشباب، أو المطربات الشابات.
■ ما خططك الفنية للمستقبل القريب؟
- هناك خطط كثيرة لكنها لا تزال فى طور الأفكار والأحاديث الشفوية، ولم أصل إلى شكل رسمى بعد، لكن فى القريب العاجل سأعلن تفاصيل عندما أصل للتعاقد الرسمى.
■ شاهدناكِ مع الموسيقار هانى مهنا مؤخرًا.. هل هناك تعاون قريب؟
- كان ضمن من حضروا حفلى فى «شتاء طنطورة»، وأصر على تهنئتى بنجاح الحفل، وشجعنى على قرار العودة، وأنا أشكره على ذلك كثيرًا، لأنه أصر على الحضور يومها وترك حفل خطبة نجلته من أجل ذلك، أنا أشكره مرارًا وتكرارًا على هذا اللطف الشديد، وأبارك له ولابنته وأتمنى لهما التوفيق والخير.
■ متى تزورين مصر؟ وهل من الممكن أن نراكِ فى حفل غنائى قريبًا؟
- مشتاقة لمصر وجمهورها، ومشتاقة لزيارتها خلال الفترة المقبلة، فقد وصلتنى الكثير من التهانى على عودتى سواء من جمهور أو فنانين أو أصدقاء مصريين، أنا سعيدة بهذا الحب، وأتمنى أن أقابل الجمهور المصرى قريبًا.
■ يشبهك الكثيرون بـ«أسمهان» وتتألقين عندما تؤدين أغنياتها.. ما السر؟
- تأثرت كثيرًا بأسمهان وأم كلثوم وليلى مراد وسعاد محمد، أنا أتأثر بالأصوات الجميلة التى صنعت مجد الأغنية العربية فى زمنى وفى الماضى ومن بعدى أيضًا، نحن لا نزال نسير على خطاهم، بسبب نجاحاتهم الكبيرة التى غيروا من خلالها شكل الموسيقى فى فترة أراها ممتدة لوقتنا الحالى.
■ لماذا لم تدخلى عالم التمثيل رغم العروض الكثيرة التى وصلتك؟
- عرض علىّ الكثير من الأعمال الفنية سواء على المستوى التليفزيونى أو السينمائى، لكننى رفضتها جميعًا، لأننى رأيت نفسى مطربة فقط وقتها. فالتمثيل مدرسة كبيرة ولها قواعدها الخاصة، وشعرت بأن الغناء أقرب لقلبى من التمثيل، وأنا أؤمن بالمثل الشعبى الدارج «ادّى العيش لخبازه».
■ ما الأغنية الأقرب لقلبك؟
- جميع ما غنيت له ذكرى طيبة فى وجدانى، لا أستطيع أن أسمى لك أغنية واحدة فقط وأصفها بالأقرب لقلبى، أجد كل ما قدمت قريبًا لقلبى، وهذا ما أشعر به عندما أتحدث مع أى شخص قريب لى أو بعيد، فأنا كما ذكرت سابقًا محظوظة بجميع ما قدمته من أعمال فنية.
■ ما أمنياتك للفترة المقبلة؟
- أتمنى أن أوفق فى اختياراتى المقبلة، وأن يكون قرار عودتى موفقًا، وأن أحافظ على حب الجمهور الذى انتظرنى طوال السنوات الماضية، أنا مشتاقة لما هو مقبل، وأدعو كثيرًا أن أقدم أعمالًا تستطيع التوفيق بين الماضى والحاضر والمستقبل بشكل محترم وطيب.