رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عضو هيئة كبار العلماء: استعجام العقل العربى كارثة لا بد أن نمنعها

الدكتور محمد أبو
الدكتور محمد أبو موسى،

واصلت هيئة كبار العلماء فعاليات اليوم الثالث من "الدورة العلمية للهيئة المعاونة بالكليات الشرعية والعربية بجامعة الأزهر"، التي تنظمها الهيئة لعدد 371 مدرسًا مساعدًا لفروع الجامعة بنطاق القاهرة الكبرى، بقاعة الدكتور الذهبي، بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر بالقاهرة.

وتضمنت فعاليات اليوم ندوة بعنوان "منهج علمائنا في بناء المعرفة"، حاضر فيها الدكتور محمد أبو موسى، أستاذ البلاغة وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

وقال الدكتور محمد أبو موسى، إننا لا بد أن ننظر في طرائق أهل العلم ومناهجهم، وكيف كانوا يستخلصون الأصول العلمية في بناء المعرفة، وتأسيس العلوم، موضحًا أننا لو أحسنا تحرير هذا واستخلاصه والانتفاع به؛ لساعدنا ذلك على تجديد حياتنا العقلية، وتجديد علومنا تجديدًا تظل به العلوم عربية خالصة يتلقفها القلب العربي المسلم، فتزدهر به ويزدهر بها، وتنمو به وينمو بها، ويظل بها عربيا مسلمًا، ولا يتحول بعجمتها إلى أرجوحة بين العروبة والعجمة.

وأوضح أن طريق استخراج المعرفة يكمُن في قلب المعرفة، وفي غورها البعيد، مشددًا على ضرورة أن ننزع أنفسنا من الاسترخاء العقلي الذي أغرقنا أنفسنا فيه، حتى كدنا نفقد حقيقتنا وحقيقة علومنا وطابع حضارتنا، وأن ينتزع العقل العربي من ذل الأخذ إلى عز العطاء، مبينًا أن هذا ما يجب أن نسعى إليه، وأن يكون واحدًا من أهم أهدافنا، وبين أعيننا ونحن نربي أجيالنا.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن استعجام العقل العربي كارثة لا بد أن نمنعها، لأن هذه الكارثة ليست ثقافية فحسب؛ إنما هي كارثة قومية ودينية، لأنها تعني نهاية الوجود العربي الإسلامي لهذه الأمة، مبينًا ضرورة أن نفرق بين طرق قراءتنا للكتب التي أسست المعرفة، والكتب التي جاءت بعد ذلك فجمعت وشرحت، فالكتب شاركت في تأسيس العلوم ونتعرف من خلالها على طرائق العلماء ومسالكهم في تأسيس المعرفة.

وأكد أنه لا محيد لنا من أن نعود إلي علومنا ومناهج علمائنا، وأن نحيي ذلك ونعرف كيف كانت تتفجر ينابيع العلم تحت درب أقلامهم، وكيف كانوا يجرونها أنهارا في صدور تلاميذهم وأجيالهم، لنعد بهذا أجيالنا لحماية ديننا وأرضنا، موضحا أن علومنا هي أصول حضارتنا، وحضارتنا هي مصنع رجالنا وعمود قوتنا، وأن جريان هذه العلوم في قلوب أهل الإسلام هو الرباط الذي يجمع هذه الأمة مع تباعد ديارها، واختلاف أجناسها.