رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الفالصو».. ضحايا الذهب المغشوش يتحدثون لـ«الدستور»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يونيو الماضي تخرجت شهد متولي من كلية صيدلة جامعة الأزهر، ولتفوقها الدراسي وحصولها على تقدير عام امتياز قررت والدتها عدم العودة لبلدتهما في محافظة الشرقية، إلا بعد الوفاء بوعد قد قطعته لها بشراء أقراط ذهب عند وجودها في قائمة الأوائل المكرمين من مشيخة الأزهر، فانتهوا من الحفل وتوجهت الأسرة كاملة إلى منطقة الحسين شمال القاهرة لزيارة المناطق التاريخية هناك وزيارة المقامات.

تروي "شروق" الأخت الكبرى لـ"شهد" أنهم توجهوا لمنطقة الصاغة بالغورية لشراء الأقراء التي بلغت قيمتها نحو الـ 2965 جنيه وبعد مرور عدة أيام تسببت في التهابات وقرحة في أذنها ورغم أنها كانت ترتدي زوج قبله إلا أنها ظنت أن لديها حساسية من المشغولات الذهبية.

ولما استمر الحال على ذلك قررت والدتها بيعه والاستفادة من ثمنه في شراء هدية أكثر نفعًا لها، لكن عند التوجه لمحل مجوهرات في مدينة الزقازيق أخبرها أن الأقراط مزيفة ولا تصلح للبيع فعادوا للمحل بالفاتورة لينكر بيعه ويصر على أنه باع لهم آخر أصلي وقاموا هم بتبديله بذهب صيني.

تم تحرير محضر بقسم الجمالية لإثبات الواقعة، وحتى الآن يسيرون في الإجراءات الجنائية دون أي تعويض أو حل.

وفقًا لقانون الغش والتدليس رقم 48 لسنة 1941 والمعدل بالقانون رقم 281 لسنة 1994 حدد القواعد الخاصة بجريمة الغش التجاري والعقوبات المترتبة على ذلك بالقانون، ونص "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تتجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خدع أو شرع فى أن يخدع المتعاقد معه بأية طريقة من الطرق".

كما حدد القانون حالات الغش في ذاتية البضاعة إذا كان ما سلم منها غير ما تم التعاقد عليه وهو ما يصعب تحديده في كثير من وقائع الذهب فيشق على المحقق أن يتيقن من حقيقة البضاعة أو طبيعتها أو صفاتها أو الأصل أو المصدر أو مقياسها أو يلها أو وزنها أو طاقتها أو عيارها.

الوضع اختلف مع مارتينا فؤاد التي اشترت خلخال ذهب مرصع بفصوص الألماس الحقيقية من أحد الماركات العالمية المعروفة، وكانت التصميم معروض على موقع الشركة الإلكتروني، وكان الاتفاق أن يصلها عن طريق أحد شركات الشحن، وعند وصوله لمصر قامت بعرضه على أحد محلات الصاغة بمنطقة الزمالك التي تتعامل معها عائلتها وتثق بها.

وتذكر مارتينا أن الجواهرجي أخبرها أن الأحجار المرصع بها الخلخال ليست من الألماس الحر كما اتفقت على الشراء بينما هي من أحجار الكوارتز التي تتميز بلمعتها وبريقها، تواصلت مع الشركة عن طريق بريدها الإلكتروني في البداية تجادلا كثيرًا لإثبات اداعئها لكن في النهاية حين هددت أنها ستقدم شكوى رسمية في توكيل الماركة المتواجد في أحد المولات الشهيرة بالتجمع الخامس تواصل معها مندوب عن الشركة وأخذ منها القطعة وأعاد لها الملبغ كاملًا.

"الدستور" تجولت بين محال المجوهرات لمعرفة أسرار الغش وعلامته التي يقدر المشتري على تمييزها فيذكر نبيل جون، أحد أصحاب محال الصاغة، بمنطقة الجيزة، أن فكرة تزييف الذهب أو غشه، ليست منتشرة في المدن الكبرى، أو العاصمة إلا قلة قليلة، إلا أنه يزداد انتشاره بالأقاليم، والقرى التي تكون بعيدة عن أيدي الرقابة والمسئولين عن مصلحة الدمغة.

وأوضح، أن محال الذهب معظمها تطوع الذهب داخل ورش خاصة بها، وتبيعه دون أن يتم دمغها، أو تضع عليه شعارها الخاص تميزها بها، قبل أن ترسل إلى مصلحة الدمغة والموازين لاعتمادها، بوضع الدمغة وكتابة العيار عليها، وهنا يعلق قائلًا "الخط بيكون صغير جدًا محتاج عدسة مكبرة علشان يتشاف".

بينما يضيف خالد أحمد أحد أصحاب محال الذهب بمنطقة "بميدان الجامع" بمصر الجديدة أن "اللمعة الشديدة واللون الفاتح"، هما الميزتان الواضحتان بالعين اللتين يمكن للزبون أن يميز بهما صحة الذهب بمجرد الرؤية، إذ أن اللون الأصلي للذهب عيار 21 يميل إلى اللون البرتقالي بشكل كبير، أما الذهب عيار 18 فلونه أفتح من هن ذاك بقليل.

وتابع أنه مع الاستعمال، يتم التعرف على الذهب "المضروب" من خلال تفاعله مع العرق، فإن كان مغشوشًا يتحول لون الجلد إلى اللون الأسود المائل إلى الأخضر، إلا أن الذهب الحقيقي لا يتغير أبدًا.

وأكد سمير سميح أحد تجار الصاغة أنه يتوجب على الزبائن الشراء من أماكن موثوق فيها، أو التأكد من وجود الدمغة على كل قطعة قبل شرائها، موضحًا أن من بين الطرق لاتي بها يتم الكشف عن الذهب إذا كان أصليًا أم لا هي طريقة استخدام الخل وذلك بوضع الذهب في كوب من الخل الصافي لمدة 15 دقيقة ثم اخراجه، ووضعه على منشفة جافة ثم شطفه بالماء جيدًا، وتجفيفه فإن زاد لمعانه من جديد عندها إذن يكون ذهبًا خالصًا، أما اذا كان مقلدًا أو مغشوشًا أو ذهبًا صينيًا فسوف يتغير لونه سريعًا.