رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث مقيم في الصين: ارتفاع درجات الحرارة بمصر يمنع انتشار «كورونا»

باحث مقيم في الصين
باحث مقيم في الصين

بعد أن رفض أكثر من 40 مصريا مقيمين في الصين، قرار الإجلاء وإصرارهم على البقاء في مدينة ووهان الصينية، رغم انتشار فيروس "كورونا"، تواصلت "الدستور" مع أحد الباحثين المصريين من الذين أصروا على البقاء في الصين لحين الانتهاء من بحثه العلمي.

الدكتور السيد محمد السيد نشيوي، مدرس بكلية العلوم والتكنولوجيا الحيوية، بجامعة وسط الصين الزراعية في ووهان.

قال "نشيوي" في تصريحات لـ"الدستور"، إن السفارة المصرية لم تجبر أحدا على الإجلاء من مدينة ووهان؛ لأنه يعمل في إحدى المشروعات البحثية الممولة من الحكومة الصينية والمتمثلة في صندوق العلوم والطبيعة، موضحا أن المشروع خاص بالساعة البيولوجية وتأثرها بالتغيرات المناخية والظروف البيئية حيث يعمل الباحث على مدار الساعة مع التجربة البحثية.

وأوضح أن السفارة أنشأت "جروب" مجموعة خاصة بالمصريين الذين رفضوا المغادرة، وتم إدارة الأزمة مع الباحثين والذي بلغ عددهم 40 مصريا تقريبا، وتم إيفادهم بالتعليمات والتواصل الدائم مع السفارة المصرية تحت قيادة الدكتور محمد البدري السفير المصري والذي تعامل مع الأزمة بحكمة، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع الأزمة بحكمة بالغة وسرية تامة إلى أن تم الإجلاء، وتابع: "الإجلاء رؤية ثاقبة من رئيس الجمهورية وقرار سيكتب بحروف من ذهب في تاريخه وتاريخ الإدارة المصرية".

وأضاف أن الصين تعاملت مع الأزمة واستخدمت كافة أنواع التكنولوجيا وسخريتها لإدارتها، فتم وقف حركة الطيران والقطارات والمترو ووسائل النقل الداخلي بكافة أنواعها وشلت حركة المدينة بالكامل لمنع وجود ازدحام حتى لا تنتقل العدوى من شخص لآخر، وتم تقسيم المقاطعة إلى ثلاث مدن كبرى، وكل مدينة تم تقسيمها إلى أحياء سكنية، وتم منع الدخول والخروج من وإلى الأحياء.

وتابع أنه تم تسخير شركات الاتصالات لإرسال رسائل يومية إلى المواطنين لإعطاء التعليمات ويتم فحص المدينة عبر طائرات، للتأكد من إلتزام المواطنين بالتعليمات وعند الخروج والدخول من المنزل يتم قياس درجة الحرارة، ويتم إعطاء المواطن كرت صحي ذكي لمتابعة حالته وفي حالة الاشتباه في شخص يتم أخذ عينة دم من التحليل ووضعه تحت الإقامة الجبرية لحين التأكد من سلامته أو إصابته وفي حالة الإصابة يتم تحويله إلى المستشفى التي تم بناؤها في 6 ليالي.

أردف أن الجامعة أنشأت جروبات للتواصل الاجتماعي والاطمئنان اليومي على الأشخاص المتواجدين داخل الحرم الجامعي، واتخذت الحكومة الصينية إجراءات أكثر أمانا خاصة في المولات التجارية واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لعرض جميع السلع الغذائية، ويتم الدفع عبر وسائل الدفع الذكية حيث أن هناك تعليمات أن يسمح لفرد واحد فقط الخروج كل 3 أيام لشراء متطلبات الأسرة وذلك لتقليل نسب الإصابة بالفيروس.

ويرى الباحث المصري أنه "من سوء حظ ووهان أن الفيروس انتشر في هذا الوقت والناس أساءت إليها خاصة أن معظم المصريين لا يعرفون طبيعة المدينة"، موضحًا أن ووهان مدينة حضارية، وكل عام في شهر يناير وفبراير تتحول إلى مدينة أشباح؛ لأنها تكون خالية من السكان نظرا لهجرتهم لقضاء أعيادهم مع أسرهم في الأرياف ومواطنهم الأصلية فيبلغ عدد سكان ووهان 18 مليون نسمة وقبل الحظر خرج منها 5 مليون نسمة.

وأشار إلى أن الصين تطورت برامج متابعة حالات الإصابة والوفاة والشفاء وتم عمل خرائط تتحدث كل ثانية بحالات الإصابة وأماكن تواجدها بالإضافة إلى "روبوت" يحل محل الممرضات في المستشفيات ورجال الأمن في الشوارع لتقليل نسب الإصابة ويعمل "الروبوت" من خلال شبكات الجيل الخامس ومزود بأجهزة لقياس درجات الحرارة مع خاصية تخزين "الداتا"، ويمكنه التعرف على الشخص من خلال الوجه وله القدرة على قياس درجة حرارة 10 أشخاص بصورة متتالية.

وأكد أنه في بداية انتشار الفيروس تم استخدام أدوية مضادات الإيدز كعلاج بعد عزل 5 سلالات من الفيروس، وتم تطوير اثنين من الأدوية التي تعمل بشكل فعال arbidol and darunavir، موضحا أنه لم يتم اكتشاف المصل حتى الآن، مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على سلالتين من الفيروس لاستخراج المصل، قائلًا: "أنا فخور جدا أننا بنحارب الفيروس الناس اللي عشت معاهم 10 سنين من عمري".

واستطرد الباحث المصري الذي رفض مغادرة الصين، موجها رسالته لأهالي الصين قائلا: "الشعب المصري على قلب رجل واحد ومعاكوا في أزمتكم وأياديهم ممدودة لكم في أي وقت"، موضحا أنه يجب على جميع القطاعات في مصر إنشاء وحدة لإدارة الأزمات في جميع القطاعات العاملة في الدولة، وتدريبها على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لإدارة الأزمة، وإنشاء وحدات للتنبؤ بالكوارث وتتبعها للقضاء عليها في مهدها، مؤكدا على أن السيسي أظهر حبه لأبنائه المصريين في قراره بالإجلاء الفوري.

واختتم قائلا: آن الأوان لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة الأزمات"، موجها رسالته للشعب المصري قائلا: "متقلقوش من الفيروس نظرا لطبيعة المناخ في مصر، فهو جاف معظم شهور السنة ودرجات الحرارة عالية، بما لا يتناسب مع الظروف المطلوبة لنمو الفيروس، فهو يموت في درجة حرارة تتراوح بين 20- 30 مئوية، ويحتاج بيئة رطبة هذا بالإضافة لقوة المناعة لدى غالبية الشعب المصري".