رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معارض تركى: دعم أمريكا وراء تصريحات «أردوغان» بشأن الجيش السورى

أردوغان
أردوغان

أدلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتصريحات شديدة اللهجة حول الجيش السوري، منتقد روسيا لعدم وفائها بوعودها، بعد مقتل 13 جنديا وضابط تركي في هجومين منفصلين بمدينة إدلب خلال أسبوعين.

وقال تورجت أوغلو، المعارض التركي، إن هذه التصريحات تأتى لتكشف مزاعم أردوغان بأن العلاقات التركية الروسية وثيقة للغاية، كما ادعى أثناء عودته من مؤتمر برلين حول ليبيا في 19 يناير الماضي، فالواقع يؤكد أن العلاقات بين البلدين لم تكن على ما يرام في أي وقت.

وأشار أوغلو إلى أنه في الوقت الذي كان الجميع ينتظر بفضول كيف سيجد أردوغان مخرجًا لأزمة إدلب وكيف سيتحاسب مع الجيش السوري دون المواجهة مع روسيا في ظل التنافس بين الطرفين في جميع القضايا الدبلوماسية تقريًا، وعلى رأسها سوريا وليبيا وشرق المتوسط وقبرص، تدخلت الولايات المتحدة على الخط.

وتابع: "لقد بعثت الولايات المتحدة، رسائل تعزية ودعم لتركيا في أعقاب مقتل خمسة جنود أتراك في هجوم وقع الثلاثاء، إذ أعلن وزير الخارجية، مايك بومبيو، أن بلاده تقف إلى جانب حليفتها تركيا في حلف الناتو تجاه كل من روسيا والجيش السوري، في حين وصف المبعوث الأمريكي، جيمس جيفري، الجنود الأتراك المقتولين في إدلب بـ(شهدائنا)".

وأوضح أوغلو أن رسالة الدعم التي تلقاها أردوغان من الولايات المتحدة تعني بالنسبة له طوق النجاة، لأنه من الصعب للغاية بالنسبة له القيام بأي عملية ضد قوات الأسد دون إذن من روسيا، فإما أنه سيسحب قواته بعد إظهار عضلاته أو سيخوض حربًا مع الأسد آخذًا بنظر الاعتبار إمكانية مواجهة روسيا، "لكن لا شكّ أن الحرب مع الأسد تعني الحرب مع روسيا، وقوة تركيا لا تكفي ذلك".

بعد الحادث الأخير في إدلب تبذل تركيا جهدا كبيرا لإشراك حلف شمال الأطلسي الناتو، فقد طلب وزير الدفاع خلوصي آكار دعمًا صريحًا من الحلف في هذا الصدد.

اعتمد أردوغان في سياسته الخاصة بسوريا منذ فترة طويلة على إقامة توازن بين الولايات المتحدة وروسيا، فعندما واجه مشكلة مع أحدهما اقترب من الآخر، غير أنه فقد هذه الموازنة مع انسحاب الولايات المتحدة من شمال سوريا، أكتوبر من العام الماضي.

روسيا تعارض قيام تركيا بإرسال قوات إلى إدلب، وتجري فيها عمليات بدعوى أن أردوغان لم يلتزم بالتعهدات التي قطع على نفسه في إطار اتفاقية سوتشي في 17 سبتمبر 2018، حول تطهير العناصر الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح في المدينة.

فوق ذلك فإن روسيا تلمّح إلى ضرورة إخلاء تركيا 12 نقطة مراقبة في المنطقة، إلا أن الأخيرة تؤكد أنها لن تخلي تلك النقاط التي تقع أربع منها في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات الأسد.

أردوغان يحشد قوات جديدة في إدلب؛ ويهدد جيش الأسد حتى ينسحب من المناطق التي سيطر عليها في الأشهر القليلة الماضية.

لم يتمكن أردوغان من فرض هذه التهديدات على روسيا حتى الآن، وعاد الوفد الروسي، الذي التقى مسئولين أتراك مرتين في أنقرة دون التوصل إلى اتفاق.

وتستعد روسيا الآن لاتخاذ خطوة وفقًا للخطوات التي سيعلنها أردوغان، اليوم، والخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة.

كان أردوغان أعلن، أمس، أنه سيلقي خطابًا أكثر تفصيلًا حول المدة التي منحها نظام الأسد حتى نهاية شهر فبراير، وخريطة الطريق التي سيتبعها.

واختتم أوغلو: "لذا فإن أردوغان إذا ما أدلى بتصريحات تُغضب روسيا، فإن ذلك سيدل على أنه يعتمد على الولايات المتحدة في هذه الشجاعة، لكن حجم الدعم الذي ستقدمه واشنطن لأنقرة غير واضح حتى الآن. لذلك يحتاج أردوغان إلى إيجاد حل دون إثارة غضب روسيا، وقد يكون الحل الوحيد هو التراجع خلف طريقي M4 وM5 السريعين بصورة تدريجية، غير أن كلا من الجانبين الروسي والسوري يطلبان في المقام الأول فتح الطريق السريع الذي يربط حلب بدمشق واللاذقية".