رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات زوجات مع العنف المعنوي.. «بيقولي ياشوال دقيق»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


"سباب، معايرة، تحكم، قلة احترام"، درجات عنف تتعرض له كثيرات من النساء، في الوقت الذي يظن البعض أن الإيذاء الجسدي هو الأكثر شراسة، يتسلل العنف المعنوي والنفسي إلى البيوت والعلاقات الزوجية، هذا ما روته مصريات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ملقين همومهن في سطور يقرأها آخرين، كنوع من تفريغ الآثار النفسية المدمرة جراء ما يتعرضن له من سخرية وإهانات تستنفذ ما تبقى لديهن من هدوء وسلام.

عنف
رغبة في السيطرة، غيرة شديدة من الأقارب وزملاء العمل، مراقبة للهاتف واتصال كل نصف ساعة، بدأت ص.م، محامية، 29 عامًا،قائلة: واجهت العنف منذ أيام الخطوبة، كنت أتحمل لمجرد تبريراته بأنه يخاف علي.

صدمة
"راجل مجنون"، بهذه الكلمات عبرت ص.م عن العنف المعنوي الذي كانت تتعرض له، مؤكدة أن زوجها سيطر عليها -رغم رؤيتها لعيوبه- التي لم تكن قادرة على تحملها، بينما عدم وجود قانون أو شرطة تحمي المرأة من العنف المعنوي، فكان جزءًا من استمرار هذا الزواج طوال الوقت، وفي نهاية الأمر استطاعت أن تخرج بما تبقى منها، وتعيش مع أسرتها معلقة غير قادرة حتى الآن على الطلاق منه.

الزواج بمنزل العائلة
"ماكملتش معاه 5 شهور بسبب أمه وأخته"، روت ع.م قصتها لـ"الدستور" التي لم تكمل بها 5 أشهر زواج، كانت تعتقد أنها ستتزوج رجل وتكون معه أسرة وبيت سعيد، بينما وجدت نفسها في أقل من أسبوع مسئولة عن عائلة تتكون من أم وأخت مطلقة بأولادها، وشابان في مقتبل العمر، مطالبة بالتكفل بخدمتهم، قائلة "كانوا عايزين خدامة مش زوجة لأبنهم الكبير".

في قرية بمحافظة الجيزة تعرضت ع.م للعنف المعنوي والنفسي في أكثر وقت من المفترض أن تكون سعيدة به، واجهت إيذاءات بطرق مختلفة، من أخت زوجها المطلقة التي كانت تغار منها، وتعاملها معاملة سيئة وتأمرها كأنها خادمة، على مرأى زوجها الذي أصر أن تعيش مع أهله مجبرة على الإستيقاظ مبكرًا، ولا يمكنها أن تدخل لمنزلها المجاور لبيت أهلها سوي في الحادية عشر مساءًا لتنام حتى تستطيع الاستيقاظ مبكرًا لاستكمال المعاناة اليومية، هذه الحياة لم تستطع تحملها سوى أشهر، ثم هربت مستنجدة بأي وسيلة تساعدها على الطلاق.

تحكم
لمياء فؤاد فتاة محجبة لا تستطيع الهروب من التعليق الدائم على ملابسها، واختيار ما ترتديه من عدمه بعد الزواج من شاب أحبته، وتمنت أن تستكمل حياتها معه، أخبرها أنه مديون بمصروفات الزواج ويجب أن تساعده، فأصبح يستولي على راتبها كاملًا لتسديد ديونه، ثم اشترى سيارة من مدخراتها وكتبها باسمه، بينما لم يتوقف الأمر عند ذلك الأمر، فعند إستكفائه من مرتبها قام بإجبارها على ترك عملها بعد أن وصلت لترقيات كثيرة، وظل يعذب فيها معنويًا مما أدي لمرضها بالضغط ثم السكري، وكانت قد برهنت لمياء بمرضها عن مدى قسوة العنف المعنوي.

معايرة
"طول اليوم مابيقوليش غير يا عجلة ياشوال دقيق"، من وجهة نظر منة الله ناصر الفتاة التي تبلغ من العمر 32 عامًا أنه لا يوجد أسوأ من العنف المعنوي لأي امرأة يمكن أن تتعرض للفظ يجرحها بسبب عيب يوجد بها ليست مسئولة عنه، حيث زاد وزن منة بسبب حملها ومضاعفاته من مرض "الزلال"، مؤكدة أن ما وصلت له كان لتحقيق أحلام زوجها في الحصول على صبي بعد طفلتهما الأولي.

أثّرت هذه العلاقة المريضة على منة نفسيًا ومعنويًا وجسديًا -حسبما روت، فأصبحت شخص متوتر طوال الوقت، لا تستطيع التحكم في تناول الطعام حتى اعتاد جسدها على الزيادة وتخطت المائة كيلو جرام، معللة بذلك أن العنف المعنوي والإيذاء النفسي أصعب بمراحل من أي شيء آخر يندرج تحت مسمى الأذى.