رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رغم رفضه لها"... لماذا لا يشكل الاتحاد الأوروبى عقبة أمام خطة السلام الأمريكية؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"لدينا مشكلة في مكان واحد في العالم فقط"، قال بنيامين نتنياهو ذات مرة، خلال لقاء مغلق، بينما خريطة العالم خلفه، وهو يشير إلى الجزء الغربي من أوروبا، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك فهو قادر على أن يفعل أي شيء من دونها، وقتها وجهت له انتقادات بالغرور، واختلفت الآراء بين ضرورة إعادة ترميم العلاقة مع أوروبا الغربية، وبين إمكانية المضي قدمًا من دونها.

مؤخرًا أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه لـ"صفقة القرن"، وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن الاتحاد لن يعترف بفرض أي سيادة إسرائيلية على مناطق تم احتلالها سنة 1967، وحذر من أن الاتحاد الأوروبي قد يدرس اتخاذ إجراءات قانونية عند تنفيذ أي خطوات نحو الضم، مشيرًا إلى أن تلك الخطوات لا يمكن أن تمر دون رد.

وتعقيبًا على بيان الاتحاد الأوروبي، أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان صادر عنها عن استغرابها لقيام "بوريل" بانتهاج لهجة التهديد ضد إسرائيل بعد ساعات معدودة من توليه مهمات منصبه، وقيامه بزيارة إلى إيران، وأضافت: "أن اختيار هذا السلوك هو الطريق الأفضل لضمان خفض دورالاتحاد الأوروبي في أي عملية سياسية إلى الحد الأدنى".

بعد موقف الاتحاد الأوروبي تساءل المراقبون: هل يشكل الاتحاد الأوروبى فعلاً عقبة في طريق الضم وصفقة القرن؟ وكيف ستتعامل إسرائيل معه؟

إسرائيل من جانبها ردت بلهجة شديدة على تصريحات "بوريل"، وقام الإعلام الإسرائيلي بتذكير الوزير الإسباني بأنه كان متطوعًا في كيبوتس "غالئون" قبل 50 سنة ".

من التاريخ الطويل بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، سنصل إلى نقطة واحدة، إن الاتحاد الأوروبي يشكل عقبة أمام إسرائيل، لكنه غير قادر على إيقاف خطواتها، لعدة أسباب:

أولاً: الموجة اليمينية التي تجتاح أوروبا، والتي وصلت إلى الحكم خلال السنوات الأخيرة، والعلاقات القوية التي أقامها نتنياهو مع أحزاب اليمين في أوروبا خلال العقد الماضي.

ثانياً: ضغط اللوبي اليهودي على الاتحاد الأوروبي، ومشاعر الذنب عند عدة دول، مثل ألمانيا بسبب الهولوكوست، وهو ما يدفع الاتحاد للقيام ببعض الخطوات الرمزية، مثل ضم إسرائيل إلى مسابقة "اليوروفيجن"، وإلى بطولة كأس الأمم الأوروبية.

ثالثاً: العلاقات القوية بين إسرائيل وأوروبا الشرقية، مثل هنغاريا ورومانيا وسلوفاكيا، والتشيك، وكلها دول لها صوت في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يطلق عليه البعض "الضغط على أوروبا الغربية من البوابة الخلفية لها".