رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وورلد تريبيون: واشنطن تعزز علاقاتها بأثينا لمواجهة أطماع تركيا

جريدة الدستور

قالت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، إنه في الوقت الذي تحاول فيه تركيا التقرب من روسيا وزيادة استبدادها في شرق البحر المتوسط متجاهلة تهديدات الاتحاد الأوروبي بفرض العقوبات، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز علاقتها وشراكتها الاستراتيجية مع اليونان من أجل مواجهة طموحات تركيا المتزايدة.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الإثنين، إلى أن العلاقات التركية- اليونانية تشهد حالة من التوتر والتدهور في ظل تهديدات أنقرة بملف الهجرة، ومحاولاتها المستمرة للتنقيب عن مصادر الطاقة في شرق المتوسط.

ونقل التقرير عن سبيريدون ليتاساس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مقدونيا، قوله في حوار له مع وكالة فرانس برس: "إنه بعد أزمة الديون التي استمرت عقدًا من الزمن، والتي شهدت انخفاضًا في الإنفاق على الأسلحة اليونانية بأكثر من 70 في المائة، تريد اليونان أن تكون كلمتها مسموعة".

وأوضحت "وورلد تريبيون" أن الكثير من المحللين الأمريكيين يتوقعون زيادة العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة واليونان، حيث كتب إريك إيدلمان وتشارلز والد، في مجلة "ذا ناشونال إنتريست": "أصبحت أثينا لاعبًا حاسمًا مؤيدًا لأميركا في قلب القضايا الأمنية المهمة في شرق البحر المتوسط، ويجب على الولايات المتحدة الاستفادة من هذه العلاقة الناشئة، كجزء من التركيز الاستراتيجي المتجدد على المنطقة".

وفقًا لتقرير صادر عن المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA)، ومقره بالعاصمة الأمريكية واشنطن: "يبدو أن أثينا تريد أن تملأ الفراغ الذي خلفه الانقسام التدريجي لتركيا من أمريكا والغرب، وتطمح إلى تولي دور أنقرة كقلعة جنوب شرق التحالف الغربي، وأن تصبح مركزًا دبلوماسيًا واقتصاديًا يربط بين أوروبا وغيرها من اللاعبين الإقليميين".

وأضاف تقرير JINSA أن هناك مقترحا لتعزيز العلاقات العسكرية الثنائية بين الولايات المتحدة واليونان، بما في ذلك توفير مبالغ كبيرة من التمويل العسكري الأجنبي لليونان لشراء أسلحة ومعدات أمريكية.

كما تهدف الولايات المتحدة لاستكشاف خيارات لتعزيز تواجدها العسكري في اليونان من خلال زيادة عمليات النشر الدورانية، وخلق منشآت مختلفة، وتعزيز تواجد أكبر لقواتها في القواعد اليونانية، لافتا إلى أن أمريكا تنظر لليونان باعتبارها خيارات محتملة وموثوقة لنقل الأصول العسكرية الأمريكية المنتشرة حاليًا في تركيا.

وخلال الشهر الماضي، جدد رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة وأرسل سفينة حربية للانضمام إلى مجموعة قتال بحرية فرنسية، وذلك من أجل تعزيز وجودها في منطقة البحر الأبيض المتوسط استجابة للتوترات المتصاعدة مع تركيا.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "إيكاثمريني" اليونانية، إلى أن تلك الاتفاقية جاءت بعد نشر أثينا تدريبات متعددة الجنسيات (يونانية- فرنسية) تسمى "الإسكندر الأكبر 2020"، والتي شملت حاملة الطائرات الفرنسية "Dixmude"، وتم من خلالها السيطرة على جزيرة يونانية واستردادها من قوات العدو.

ووفقا لوكالة فرانس برس، تسعى اليونان لتعزيز مبادرتها الدفاعية من خلال تعاونها مع فرنسا، حيث أفاد الدبلوماسيون بأن فرنسا شجعت اليونان على أن تكون "أكثر استقلالًا"، وأن تلعب دورًا أكثر نشاطًا في مبادرات الدفاع الأوروبية.