رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة: تحديات أكثر حدة لمصادر الطاقة العراقية وسط الاضطرابات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الإثنين، أن الأزمة السياسية الذي يواجهها العراق خلال هذه الفترة تتحدى أي نتائج دقيقة في شتى المجالات، وخاصة مجال الطاقة، مشيرة إلى أن تحديات الطاقة في العراق تتزايد وسط الاضطرابات الجيوسياسية.

وقالت الصحيفة إن الأزمة السياسية التي تجتاح العراق تتحدى أي نتائج دقيقة، ولا تزال الحكومة التي تمر بمرحلة انتقالية مشلولة بسبب الاحتجاجات الواسعة، التي تجتاح البلاد منذ أربعة أشهر ماضية، موضحة استهداف الولايات المتحدة لقائد فيلق "القدس" الإيراني قاسم سليماني، بغارة جوية في مطلع يناير الماضي، أدى إلى العديد من التوترات بين القوات الأمريكية والعراق مطالبين انسحابهم من البلاد.

وبحسب التقرير، تستمر تعاملات الغرف الخلفية مع إيران على قدم وساق، وينظر صانعو السياسة في واشنطن الآن إلى العراق من خلال سياستها الإيرانية الأوسع، ووسط هذا المشهد السياسي المتغير، إن قرار هذا الأسبوع حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمنح إعفاءات من العقوبات على العراق مما يسمح باستيراد الغاز والكهرباء الإيرانيين، سوف يكون دليلًا على استقرار العراق.

رغم أنه ما زال من المتوقع أن يتم منح التجديد، لا يوجد أي ضمان، حيث تبدأ الولايات المتحدة في اتخاذ موقف أكثر تشددًا مع بغداد، منذ سياسة الضغط الأقصى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، تغاضت الولايات المتحدة إلى حد كبير عن أهمية العراق المتزايدة بالنسبة لجارته.

استخدمت طهران النظام المصرفي العراقي للوصول إلى العملة الأمريكية الصعبة "عبر مزادات البنك المركزي"؛ يوفر العراق بوابة لوجستية حاسمة لإيران لتزويد سوريا ولبنان بالسلع، وبرز العراق كواحد من أكبر شركاء إيران التجاريين.

بالنسبة للعراق، أصبحت إيران مصدرًا مهمًا للوقود، على الرغم من ثرواتها النفطية، وتضاعفت واردات الغاز الإيراني تقريبًا بين صيف 2018 وصيف 2019، حيث وصلت إلى 1.2 تريليون قدم مكعب في اليوم، أو حوالي 30% من المواد الخام العراقية لتزويدها بالكهرباء.

ويحاول العراقيون من تهدئة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان القرار المتسرع الذي اتخذته الحكومة العراقية الشهر الماضي بفتح الجولة الخامسة من تراخيص النفط والغاز في العراق، والذي يسمح بتطوير الغاز غير المصاحب في محافظة ديالى، ومحاولة للإشارة إلى واشنطن بأن البلاد تتحرك للحد من اعتمادها على إيران.

على الرغم من ذلك، فإن الحقيقة هي أن العراق سيحتاج إلى غاز إيراني لمدة ثلاث سنوات أخرى على الأقل، حتى يتمكن من تحسين كمية الغاز التي يحتجزها كمنتج ثانوي من إنتاجه النفطي، لكن إذا قررت الولايات المتحدة هذا الأسبوع عدم تجديد إعفاءات استيراد الوقود، فسيواجه العراق أزمة كبيرة.

مع ذروة الطلب الموسمي على الطاقة هذا الصيف من حوالي 28-30 ميجا واط، فإن قطع الغاز والكهرباء الإيرانيين سيؤدي إلى اختلال كلي في العرض والطلب من 12 إلى 13 ميجا واط.

يمكن للعراق التعويض جزئيا عن أي قطع في واردات الغاز الإيراني عن طريق حرق المزيد من النفط والمنتجات المستوردة، ولكن الواقع هو أن العراق يحتاج إلى الغاز، مشيرة إلى أن السوائل المستخدمة لتوليد الطاقة هي أقل كفاءة ومكلفة.