رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التجديد والتراث».. كتاب يوضح حقبة المطالبة بتجديد الخطاب الديني

التجديد والتراث
التجديد والتراث

عرض جناح مجلس حكماء المسلمين، خلال فترة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51 بالتجمع الخامس، كتابا للإمام للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعنوان "التراث والتجديد" شبهات وردود، يتحدث عن اتجاهات التجديد في التراث، وانقسام المدارس الخاصة به.

ويتناول الكتاب بالشرح المدارس السورية والمغربية والمصرية التي تتحدث عن التراث جغرافيا، كما أوضح المرحلة الزمنية التي ظهرت تنادي بالتجديد.

وقال الطيب في طليعة الكتاب، عقدت ندوات كبري تناقش قيمة التراث في تحديث العالم العربي، وهل هو عنصر فاعل قادر علي صنع مشروع يحقق نهضة العالم العربي والإسلامي، أو أنه عنصر جامد ميت معوق! وحينئذ يحق للمشروع النهضوي فيما يخص رأي البعض، أن يبدأ من فراغ، ويحق لنا أن نتجه إلي أوروبا وأمريكا نقتبس منها ما نستطيع اقتباسه وتمثله وهضمه، لا نتردد ولا نتحرج ولا ننظر إلي دين أو شريعة أو حضارة عربية وإسلامية.

وتابع المؤلف، ويقتضينا واجب الإنصاف أن نقول، إن طائفة من كبار مفكرينا الأصلاء نظروا إلي التراث نظرة شديدة التوازن، ونبهوا إلي أن إغفال تراثنا العقلي والنقلي في مشروع النهضة هو بمثابة "الانتحار" أو الدمار الحضاري أو "السقوط" في هاوية لا قرار لها، وأنه لا يتسني لحضارة عربية حديثة أن تستوي علي سوقها إلا إذا اعتمدت علي "تراثها" في عملية التحديث، وذلك حتي تستبين شخصيتها وتتحدد لها ملامحها وقسماتها بين الحضارات الأخري، مع التنبيه علي أن التراث يؤخذ منه ويرد عليه.

وأضاف المؤلف عبر صفحات كتابه، أن طائفة أخري اشتطت في دعوتها فأطلقت حق الاجتهاد لكل مفكر ومثقف، حتي لو كان غير مؤهل وغير مستوف لشروط الاجتهاد وضوابطه، وقد زعم هؤلاء أنهم جديرين بحركة إحياء للتراث بغرض تطويعه لمستجدات العصر، وقد اختلفوا طرائق ومدارس: فمنهم من جرد التراث من أخص خصائه، أعني النص المقدس، أو "قداسة النص" واستبدل بها ما يسمي عندهم بـ"تفكيك المقدس" ومنهم من حصر التراث أصولا وفروعا في فترة تاريخية منتهية، وهؤلاء هم أصحاب مذهب "تاريخية النص".

وأشار المؤلف عبر صفحات الكتاب، إلي أن التراث هو قضية محورية تشكل منعطفا حاسما في التاريخ المعاصر لأمتنا العربية والإسلاميةـ حظي بدراسات طويلة وعريضة فاضت بها كتب متنوعة ومؤتمرات وندوات ومحاضرات وقلما تصدر مجلة من المجلات الثقافية دون أن تتناول قضية"الموروث الثقافي"، وتنظره بصورة أو بأخري.

وأوضح المؤلف أن السياق الزمني الذي ظهرت فيه قضية التجديد، أرجعه كثيرا من الباحثين إلي حرب يونيو 1967 كانت البداية الزمنية التي فجرت قضية التراث أو قضية التساؤل عن العرب في الماضي والحاضر والمستقبل، بينما يري آخر أن المشكلة بدأت بعد احتكاك العرب بالغرب أيام حملة نابليون علي مصر.

وقال شيخ الأزهر: "أعتقد أن جذور "قضية التراث" ينبغي أن تعود بداياتها إلي هذا الاحتكاك المباشر بين الشرق والغرب الأوروبي، ففي دائرة هذا التوقيت تظهر القيمة الكبري للجهود الجبارة المشكورة التي اضطلع بها دور الفكر الإسلامي قبل عام 1967، بدءًا من جمال الدين الأفغاني، ومرورا بمحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وعبدالله النديم، وعبدالقادر المغربي، ومحمد البهي وغيرهم، فكل هؤلاء شغلتهم هموم العلاقة بين الشرق والغرب وكرسوا لها شطرًا كبيرًا من حياتهم الشخصية والفكرية".

وأكد الكتاب أن مدارس التجديد تنقسم جغرافيا إلي ثلاثة، المدرسة السورية، والمغربية، والمصرية، لافتا إلي أن التراث القديم هو روح الأمة ومصدر قوتها الأساسية، ومحرك جماهيرها بما يمدها به من تصورات للعالم وقيم للسلوك، فهو يعتبر جزء من الواقع.