رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عائدون من الصين: السيسى أب أنقذ أبناءه من الرعب

العائدون من الصين
العائدون من الصين

قالوا: السفير بعث رسائل صوتية لأفراد الجالية: «بلدنا مش بتتخلى عن ولادها».. فهتفنا: «تحيا مصر»

إجلاء ناجح وتنسيق احترافى وتصرف مسئول فى وقت قياسى، كل ذلك عكس الاهتمام الحقيقى من القيادة المصرية بأبناء الوطن، الذين شاءت ظروفهم أن يتواجدوا بمدينة «ووهان» الصينية، التى شهدت انتشار فيروس «كورونا الجديد»، ما أثار فزع العالم أجمع فى الآونة الأخيرة. وفى ظل اضطراب عالمى، تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى وأجهزة الدولة المعنية لإعادة من يرغب من أبناء الجالية المصرية بالصين إلى أرض الوطن على نفقة الدولة، ونقلهم إلى فندق الحجر الصحى بمحافظة مطروح، مع توفير كامل الرعاية لهم، للاطمئنان على صحتهم طيلة فترة حضانة الفيروس التى تستمر لمدة أسبوعين.
«الدستور» تواصلت مع العائدين من الصين داخل فندق الحجر الصحى، للتعرف على كواليس أيام الرعب والترقب فى المدينة الصينية الموبوءة، وتفاصيل رحلة العودة إلى أرض الوطن، وتقييمهم الخاص لجهود أجهزة الدولة وقيادتها من أجل إجلائهم من مدينة «ووهان» الصينية.
محمد بلال: مصر نفذت ملحمة دبلوماسية.. والسيسى أب أنقذ أبناءه من الرعب

قال الدكتور محمد بلال، باحث فى الأكاديمية الصينية للعلوم مساعد فى مركز بحوث الصحراء فى مصر، إنه بعد ١٢ يومًا من الأزمة بدأت خطة الإجلاء، وقد التزم جميع المصريين بالتعليمات، بارتداء الكمامات واستخدام المطهرات والمنظفات، والالتزام بأماكن إقامتهم، حتى تم تنفيذ خطة الإجلاء من مدينة «ووهان» الصينية.
وأضاف: «لم يصبنا الفيروس لكن أصابنا القلق والخوف والرعب»، مؤكدًا: «منذ اللحظة الأولى لظهور الفيروس وزيادة أعداد الإصابة والوفيات، تواصلت السفارة المصرية مع أبنائها فى المدينة عن طريق جروب على موقع (واى شات)، أضيف جميع المصريين به».
وأطلق «بلال» على محمد البدرى، سفير مصر بالصين، لقب «الجراح»؛ لدوره فى نجاح عملية الإجلاء، منوهًا بأن السفير أرسل رسائل صوتية، قال فيها: «الرئيس عبدالفتاح السيسى قرر نقلكم جميعًا إلى مصر على نفقة الدولة، مصر مش بتتخلى عن ولادها ولا بتسيب ولادها، وإحنا كلنا مع بعض وإيد واحدة.. كلنا ف مركب واحد».
يقول بلال: «تحول الخوف والقلق بعد تلك الرسائل الصوتية إلى فرحة عارمة مرددين تحيا مصر».
«أنا بتمنى من الجميع الهدوء وترقب أى تعليمات جديدة، وكل اللى بطلبوا منكم نكون حذرين.. واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، بتلك الجمل استكمل السفير المصرى فى الصين رسائله الصوتية مع الجالية المصرية.
وقال الباحث إنه تم توزيع خطة الإجلاء قبلها بـ٢٤ ساعة، وتم التحرك فى مجموعات، وبلغ عدد المصريين الذين وافقوا على الإجلاء ٣٠٦ من أصل ٣٤٥، وعملت السفارة المصرية على حل جميع المشاكل الإدارية قبل إجلائهم، مضيفًا: «مررنا بإجراءات طبية وفحص عام وتعقيم وتطهير وارتداء ماسك جديد، وتعليمات خلال تواجدنا فى الطائرة حتى وصول مطار العلمين».
وأشار «بلال» إلى أنه بعد وصولهم المطار كان فى انتظارهم ٧ أتوبيسات مجهزة وسيارات إسعاف، وبدأ النداء عليهم لختم جواز السفر وإعطائهم التعليمات وتغيير الماسكات، ثم بدأ الفحص وقياس درجات الحرارة، وتم تطبيق جميع إجراءات الوقاية والتطهير والتعقيم للأسطح، واستكملت رحلة العودة إلى منطقة الحجر الصحى بمطروح، منوهًا بأنه تم تعقيم جميع المتعلقات الشخصية وحقائب السفر، واستجاب المسئولون لمطلبهم بأن تكون كل غرفة لفرد واحد بدلًا من اثنين، وتم تجهيزها بأدوات شخصية جديدة، حتى خضعوا فى اليوم التالى للفحوصات.
وقال الباحث إن جميع العائدين التزموا بالتعليمات منذ وصولهم فندق الحجر الصحى، وتضمنت: «الهدوء، والالتزام بمواعيد الطعام، وعدم الوجود خارج الغرف بعد الساعة السادسة، وارتداء الماسك أثناء وجود الأسر والأطفال فى المنطقة المخصصة للجلوس واللعب».
ووجّه «بلال» شكره لسفير مصر فى الصين ورجاله، وقال إنهم «أدوا ملحمة دبلوماسية على أعلى مستوى»، ووصف الرئيس عبدالفتاح السيسى بـ«الأب الذى أنقذ أبناءه من الرعب».
كما وجّه رسالة إلى أهالى مطروح: «إحنا مش جايين بالفيروس إحنا جايين من الفيروس.. شكرًا على تفهمكم ودعمكم، وسنكون على قدر المسئولية، وسنحافظ على عملية الحجر الصحى»، مختتمًا: «تحررنا من فيروس كورونا».

مايكل جرجس: نتلقى رعاية كاملة وتعاملًا راقيًا.. ونتحدث مع أهالينا باستمرار


أعرب مايكل جرس قلادة عن فخره بأداء الدولة المصرية فيما يتعلق بأزمة فيروس «كورونا»، والجدية الكبيرة فى إعادة المصريين من الصين إلى أرض الوطن.
وسبق لـ«جرجس» العمل رئيسًا للطهاة فى أحد المطاعم الإيطالية بمدينة ووهان الصينية، منذ عامين.
وقال لـ«الدستور»: «تلقينا الرعاية اللازمة عقب وصولنا لمنطقة الحجر الصحى بمطروح، حيث جرى توقيع الكشف الطبى الشامل علينا جميعًا، وفى اليوم التالى أجرينا تحاليل وأشعة وفحوصات طبية شاملة، ولم تكن مقصورة على التأكد من أننا لسنا مصابين بفيروس كورونا».
وأضاف: «أى فرد يثبت أنه يعانى من مرض ما أو شكوى طبية كان يتم اصطحابه لمستشفى النجيلة لإجراء الفحوصات اللازمة، مع صرف الأدوية والعلاج اللازم الذى يصل إليه فى غرفته دون تعب أو جهد. وجدنا رعاية كاملة وتعامل راقٍ من الأطباء والتمريض وكل المسئولين عن الحجر الطبى فاق توقعاتنا».
وأوضح: «نقضى يومنا بصورة طبيعية، ونتحرك فى حدود المكان، ونخرج للحديقة نهارًا للاستمتاع بأشعة الشمس، ولكن كل شىء بنظام، فالطعام يصل إلينا فى الغرف فى وقت محدد، وكل شخص له غرفة خاصة به، ويوميًا يتم تغيير جميع الأغطية والمفروشات داخل الغرف، ويتم تسليمنا ملابس جديدة كل يوم، مع التأكيد على مسئولى النظافة بأهمية تطهير الغرف والممرات وغسلها بالمنظفات يوميًا، وتسليمنا كمية كافية من الكمامات لتغطية الأنف والفم».
أما عن الطعام فقال: «وجبة الإفطار تشمل عدة أنواع من الجبن واللبن، ووجبة الغداء عبارة عن خضروات مسلوقة مع سلطة ولحوم ودجاج مشوى».
وأضاف: «تعليمات الحجر الصحى الأساسية تجنب الاختلاط والتجمعات، والبقاء داخل الغرف أطول وقت ممكن، باستثناء الأوقات التى نخرج فيها للاستمتاع بأشعة الشمس».
وتابع: «منذ وصولنا حصل كل واحد منا على شريحة اتصال وهاتف محمول لنطمئن أهلنا ونتواصل معهم باستمرار، ولم يتم سحب الهواتف الخاصة منا، ولكن تعليمات الحجر الصحى تحظر استخدام الهواتف المحمولة داخله».
وقال: «ينقسم الحجر الصحى إلى ثلاثة مبان (أ) و(ب) و(ج)، حيث تقيم الأسر فى (أ) و(ب)، ويقيم الأفراد فى (ج)، وتفصل مسافات كبيرة بين كل مبنى، والجميع بخير، وقد أكد لنا الأطباء أنه لا يوجد بيننا من يحمل المرض».
ووجه «جرجس» رسالة شكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، والسفارة المصرية والسفير المصرى، على بذل كل الجهود اللازمة لنقل المصريين من الصين.

الطالب أحمد إسماعيل: السفارة تواصلت مع جامعاتنا حرصًا على مستقبلنا.. وخضعنا لفحص طبى كامل

كشف أحمد إسماعيل، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الطب بمقاطعة هوبى الصينية، عن أن السفارة المصرية فى الصين نسقت مع كل الجامعات هناك قبل عودة المصريين إلى بلادهم، حرصًا على مصلحة الطلاب.
وقال «إسماعيل»: «السفارة بحثت موعد بدء الدراسة مع الجامعات، إذ كان من المفترض أن تبدأ فى ١٦ فبراير الحالى، ولكن أُبلغنا بأن الدراسة ستتوقف إلى أجل غير مسمى، دون أى ضرر على الطلاب، حتى يتحدد موعد عودتنا للصين، وذلك بجهد السفارة المصرية».
وعن تجربته العصيبة فى الصين، أضاف: «بمجرد انتهاء الامتحانات سافرت إلى مدينة ووهان، عاصمة المقاطعة هوبى التى نعيش فيها، يوم ١٩ يناير الماضى، لقضاء العطلة مع بعض الأصدقاء، ثم علمنا بانتشار المرض، وفى اليوم التالى أُغلق جميع الطرق ومحطات القطار، فلم أستطع رؤية أصدقائى، وأجّرت شقة أقمت فيها ١٨ يومًا، حتى عدت إلى مصر».
وواصل: «خلال فترة الاحتجاز فى ووهان كان علىّ أن أنزل من الشقة يوميًا فى الصباح الباكر للحصول على طعام من المحلات، لأن الكميات كانت تنفد بسرعة إذ إن منافذ البيع كانت تفتح من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، وتغلق بعد ذلك»، مشيرًا إلى أن اختفاء ١١ مليون شخص من شوارع المدينة لم يكن أمرًا بسيطًا.
وتابع: «فى بداية الأزمة لم أكن أعرف أن السفارة تتواصل مع المصريين فى الصين، وبعد أن عرفت أن التواصل عن طريق (واى شات) تحدثت مع السفارة، وانضممت للجروب الخاص بالمصريين هناك».
وأكمل: «بعد وصولنا إلى المطار جرى تعقيمنا، واحتجزوا جميع حقائبنا، ثم صعدنا إلى الأتوبيسات حتى وصلنا إلى الفندق، وخضعنا لفحص طبى، ونلتزم ببرنامج يتضمن تناول الوجبات فى مواعيد محددة، وتغيير فرش الغرف والملابس يوميًا، وكل منا له غرفة خاصة، مع كشف دورى وقياس لدرجة الحرارة ثلاث مرات فى اليوم».


أحمد جويدة: أبناء الجاليات الأخرى حسدونا وشعروا بقيمة المواطن المصرى

قال الدكتور أحمد جويدة، المدرس المساعد بكلية الهندسة جامعة المنيا، إن السفارة المصرية فى الصين تواصلت بشكل سريع مع الجالية فور ظهور فيروس كورونا، وسهلت جميع الإجراءات للخروج من مدينة ووهان التى شهدت انتشار الفيروس، مؤكدًا أن جميع العاملين بالسفارة كانوا على قدر المسئولية، وتحملوا كثيرًا من الضغوط من أجل راحة أبناء الجالية. وأضاف: «فوجئنا بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإرسال طائرة خاصة لإجلائنا من الصين على نفقة الدولة، ودون تحمل أى أعباء مالية، خاصة أن هذه كانت الطريقة الوحيدة المتاحة للعودة إلى مصر فى مثل هذه الظروف، الأمر الذى جعلنا نشعر بسعادة بالغة، حتى إن أبناء الجاليات الأخرى كانوا يحسدوننا على مثل هذا القرار، الذى جعلهم يشعرون بقيمة المواطن المصرى». وتابع: «السفير المصرى طلب البيانات التفصيلية للمصريين الذين رفضوا الخروج من المدينة، من أجل التواصل معهم والاطمئنان عليهم، لذا نتوجه جميعًا بالشكر إلى الرئيس السيسى ومسئولى وزارات الصحة والخارجية والقوات المسلحة على الاستقبال والإقامة فى الحجر الصحى». ووجه «جويدة» رسالة خاصة لأهالى محافظة مطروح قال فيها: «نشكركم جميعًا على حسن الاستضافة، ونقدر مخاوفكم من الفيروس، ونطمئنكم أن العائدين من الصين لم تظهر عليهم أى أعراض للإصابة بالفيروس». كما وجه رسالة خاصة لأهالى مدينة ووهان الصينية قال فيها: «قلوبنا معكم، وإن شاء الله ستتغلبون على المرض فى أسرع وقت، لأننا نعرفكم ونعرف أنكم على قدر المسئولية».


التليفزيون الصينى إشادة بدعم القاهرة بكين فى مواجهة «كورونا»

أشادت شبكة تليفزيون الصين الدولية الرسمية «CGTN» بمتانة العلاقات المصرية الصينية، والدعم المصرى الكبير للصين خلال مواجهتها أزمة فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن البلدين تربطهما شراكة استراتيجية شاملة، وأن أزمة «كورونا» جاءت لتختبر متانة هذه الشراكة.
وعرض التليفزيون الصينى خلال نشرته الرئيسية صور المساعدات الوقائية الطبية التى أرسلتها مصر إلى الصين.
كما أجرت الشبكة الصينية، ضمن نشراتها الرئيسية، باللغتين الإنجليزية والعربية، حوارًا مع المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمى لرئاسة مجلس الوزراء، نقل خلاله كل مشاعر المساندة من جانب الحكومة المصرية إلى حكومة جمهورية الصين والشعب الصينى الصديق، معربًا عن تقدير الجهود التى تبذلها الصين لاحتواء فيروس «كورونا»، مشيرًا إلى أن مصر ترى أن الصين تدافع عن العالم ضد خطر الفيروس.
وردًا على سؤال حول احتمال إرسال مساعدات مصرية أخرى للصين، أجاب المستشار نادر سعد قائلًا: إن «الحكومة المصرية لن تدخر جهدًا فى مساندة الصين، فى إطار الموارد المتاحة لدينا، ووفقًا لما قد يحتاجه الأصدقاء فى الصين»، لافتًا إلى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإرسال ١٠ أطنان من المستلزمات الطبية الوقائية على متن الطائرة التى نقلت المصريين من مدينة «ووهان».
وأضاف أن «الاستجابة الصينية للطلب المصرى بعودة من يرغب من الجالية المصرية فى ووهان كانت متوقعة على دولة صديقة كالصين، فقد تلقينا ردًا فوريًا بالموافقة على تقديم كل التسهيلات لنقل المصريين، ونحن فى مصر ممتنون لذلك».