النائب عبدالفتاح محمد يكتب: مجلس النواب.. الاختيار الشعبى الأول بعد 30 يونيو
نتحدث اليوم عن مجلس النواب المصري، فهذا الكيان الذي كان له دور بارز وفعال في الشارع المصري، حيث تواجد في فترة عصيبة كانت تمر بها البلاد، فكانت في مرحلة انتقالية ما بين زمن يشوبه العديد من السلبيات والتدهور على مستوى جميع المجالات ليعبر بالبلاد إلى بر الأمان ويرسي للدولة قدرًا كافيًا وحازمًا من التشريعات ومشروعات القوانين التي تمثل تحديًا كبيرًا تصدى له أعضاء المجلس لخروجها للنور وإقرارها وتفعيل العمل بها.
فمجلس النواب جاء في ظروف بناء الدولة المصرية الجديدة، وتحديدًا بعد ثورة التصحيح 30 يونيو حسب ما سميتها آنذاك، فالشعب من اختار أعضاءه وفي نظري وتقديري يعد مجلس النواب الحالي أول تجربة يختار فيها الشعب ويقرر الأشخاص الذين سيتولون مسئولتهم ويتحدثون باسمهم أمام الحكومة، دون تدخل من أحد، أو أى جهة، أو مؤسسة من مؤسسات الدولة، فالاختيار جاء شعبيًا بنسبة 100%.
أخرج مجلس النواب في دورته الحالية العديد من التشريعات المهمة التي تتماشى مع المتغيرات السياسية والاقتصادية، والتى ساعدت على بناء مصر الحديثة من مشروعات واستثمارات، وتشغيل أعداد كبيرة من العاملين، فانخفضت البطالة بنسبة 7% وجذب العديد من الاستثمار الأجنبي وبناء مدن جديدة وصلت إلى 14 مدينة جديدة.
فكل هذا البناء كان لابد من توفير العمالة اللازمة له، بالإضافة إلى ارتفاع الاحتياطي النقدي من 12 مليار في 2013 إلى ما يقرب من 45 مليار دولار الآن، وخفض الدين الخارجي، وسد العجز في الموازنة العامة للدولة، وسد ما يقرب من 40 مليار دولار من الديون الخارجية، فالتشريعات الجديدة، خاصة الاقتصادية أسهمت في تأسيس بنية تحتية صلبة في العديد من المجالات والقطاعات.
وقبل كل هذا الاستقرار الأمني، الذي أسهم البرلمان في إرسائه من خلال دعمه بالكلمات والتشريعات للدولة لمواجهة كل قوى الإرهاب، وفي مجال الزراعة حققت الدولة إنجازات عديدة، أهمها زراعة ما يقرب من مليون ونصف المليون فدان، وكذلك التوسع في المزارع السمكية.
