رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تراجعت واشنطن عن ضم المستوطنات وغور الأردن للسيادة الإسرائيلية؟

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإعلان عن استعداده لضم غور الأردن، شمال البحر الميت والمستوطنات قريباً، وأعلن عن جلسة للحكومة لمناقشة الأمر، كانت مقررة يوم الأحد الماضي، إلا أن ثمة مؤشرات أوضحت أن قرار الضم لن يتم تطبيقه في المدى القريب .. وبدا أنه سيكون هناك خطوات للوراء.
أولى هذه المؤشرات كان تصريح، السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان بأن الإدارة الأمريكية تعتزم تشكيل لجنة مشتركة مع إسرائيل للبحث في ضم المستوطنات، وأنه ليس في إمكانه تقدير الوقت الذي يتطلبه ذلك، قائلاً:"هذه عملية تتطلب جهدا، دقة ودراسة"، مضيفاً :"يجب التأكد من أن الضم يتطابق معا لخريطة التي في خطتنا". فيما رجح المراقبون أن هذا التصريح يعني أنه من الصعب أن تتم هذه الخطوة قبل الإنتخابات الإسرائيلية المقررة في مارس المقبل.
ليس "فريدمان" فقط، من تصدر حالياً معارضة الإدارة الأمريكية لفكرة الضم قبل الانتخابات هو صهر ومستشار الرئيس ترامب المقرب، جاريد كوشنر، قائلاً:"اتفقنا معهم على تشكيل فريق فني يدرس الخرائط، ولكني أعتقد اننا سنحتاج الى حكومة إسرائيلية دائمة كي نتقدم. يجب العمل على مدى أشهر لجعل هذا وثيقة نشعر براحة تجاهها".
بعد هذا التصريح، ألغى نتنياهو جلسة الحكومة المقررة، رغم أنه تم الإعلان أن إلغاء الجلسة بسبب أسباب فنية، وليس جدل مع الأمريكيين حول مسألة الضم.
من ناحية أخرى، يواجه نتنياهو ضغط شديد من جانب وزراء من اليمين – بينهم وزير الدفاع نفتالي بينيت ووزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش – ومن جانب رؤساء المستوطنين، للمضي قدماً بخطوة الضم.
وبهدف تهدئة العاصفة شرح مصدر مقرب من نتنياهو بأن الخلاف مع واشنطن ليس جوهرياً، ولكن حول شكل تنفيذ الضم. وعلى حد قوله بينما تطلعت إسرائيل لبسط السيادة على دفعتين: بداية بالمستوطنات مثل غور الأردن وشمال البحر الميت، وبعد ذلك المستوطنات الأكثر تعقيداً، والتي تقع في معظمها في الضفة الغربية تفضل الإدارة الأمريكية تنفيذ بسط السيادة دفعة واحدة، ولا يوجد تأكيد أن هذا هو السبب الحقيقي لتراجع واشنطن.
التصريحات الأمريكية سببت حالة من الجدل داخل تل أبيب وأصبح الجميع لايعرف هل هناك ضم أم لا؟
فتبرير الإدارة الأمريكية ليس مقنعاً لكثيرين، بيد إنه حتى لو أنه الآن تدير إسرائيل حكومة تصريف أعمال، فإنها يمكن أن تتخذ هذا القرار إذا كان الأمر عاجل أو الموضوع مُلح، ولكن في وضع يكون فيه نتنياهو متهم بقضايا فساد فإن خطوة الضم تبدو أنها بغرض الانتخابات.
فقد كان أمام نتنياهو حكم عشر سنوات لم يقم فيهما بالضم، لماذا يدفع بهذه الخطوة قبل الانتخابات بشهر واحد؟، ربما هذا ما فهمته الإدارة الأمريكية وبسببه تراجعت في اللحظة الأخيرة، لتتجنب المزيد من الانتقادات بتدخلها في الإنتخابات الإسرائيلية، وربما أيضاً حتى تتجنب زيادة تعقيد الوضع مع الفلسطينين.