رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرميثى: محاربةُ خطاب الكراهية والتمييز أبرز أهداف الملتقى

الرميثي
الرميثي

أكد الدكتور سلطان فيصل الرميثي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين، أن أحدَ أبرزِ أهدافِ التَّجَمُّعِ الإعلاميِّ العربيِّ منْ أجلِ الأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ، محاربةُ خطابِ الكراهِيَّةِ والتَّمْيِيزِ في الإعلامِ العربيِّ، وتغييرِ نمطِ التَّعَاطِي معَ القَضَايَا الإنسانيَّةِ في إعلامِنَا، انطلاقًا من المرتَكَزَاتِ ذَاتِها التي تضمنتها وثيقَةُ الأخوةِ الإنسانيةِ؛ هذه الوثيقةُ التاريخيةُ التي وَقَّعَهَا قَدَاسةُ البابَا فرنسيس؛ بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلةُ الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب؛ شيخُ الأزهرِ الشريفِ، رئيسُ  مجلسِ  حكماءِ المسلمينَ، والتي حَثَّتْ في أهمِّ مضامينِها على خيرِ البَشَرِ، وأهميةِ اعتبارِ الناسِ، كلِّ الناسِ، إخوةً في العيشِ  والمصيرِ.

وأضاف خلال كلمته بملتقى "إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية المنعقد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، إنه عادةً ما يرددُ الصحافيُّونَ والإعلاميُّونَ مصطلحاتٍ مُفضلةً لديهِم مثلَ النَّزَاهَةِ، والموضوعِيَّةِ، والحيَادِيَّةِ، التي أصبَحَتْ معَ مُرُورِ الوَقْتِ، كَلِماتٍ تعني أنَّ الصحفيَّ ينبغي ألا يكونَ جُزْءًا منَ القِصَّةِ؛ بل ناقلًا لها، ورغمَ قناعَتِنَا جميعًا بأهميةِ هذه القِيَمِ الصحافيةِ الراسِخَةِ، ماذا لو كان الصحافيُّ جزءًا منَ القِصَّةِ التي ينقُلُهَا؟.

وتابع جزءًا من القصةِ لكن ليسَ  بالمعنى الذي يَفْقِدُ فيه تَوَازُنَهُ؛ بل بالمعنى الذي تُهيْمِنُ فيه إنسَانِيَّتُه، موضحا أنه على الرغم من أنَّ مهنةَ الصحافةِ والإعلامِ غالبا ما تحكمُها قواعدُ مثلَ "اكتُبْ ولا تَكْتُبْ"، و"افعَلْ  ولَا تَفْعَلْ"، وكُنْ حِيَادِيًّا أو مُسْتَقِلًّا، إلا أنَّ الأمرَ ليسَ  بهذِهِ السُّهُولِةِ، بالنظر إلى أن الصحافيَّ هو إنسانٌ له مشاعرُ، وفي الوقتِ الذي ينبغِي فيهِ أنْ تَظَلَّ الصحافَةُ مستقِلَةً ونَزِيهَةً وموضوعيَّةً؛ فعلينا- أيضا- أن نُحَذِّرَ مِنْ أنْ تَتَحَوَّلَ  تلك القِيَمُ إلى وَهْمٍ ومبررٍ لانعدام الإنسانيةِ.

وألمح إلى أنه عندمَا تُصْبِحُ قيمةُ الموضوعيَّةِ وَرَقَةَ توتٍ للصحفيِّينَ الذينَ لا يَرِيدُونَ التَّعَامُلَ  بصدقٍ مع إنسانيَّتِهِم، ولا يريدونَ تحمُّلَ المسئوليَّةِ الشخصيَّةِ عنِ التأثيرِ الإنسانيِّ لِعَمَلِهِمْ، ويأخُذُهُم التَّعَلُّلِ بأداءِ الوَظِيفَةِ والموضوعِيَّةِ والحياديَّةِ، فَقَطْ منْ أجلِ الهروبِ منْ مواجَهَةِ مسؤُولِيَّاتِهِمْ كَبَشَرٍ أولا، مضيفا أن الصحافة مهنةٌ يمارسُها بَشَرٌ منْ لحمٍ وَدَمٍ، لهم عائلاتٌ وأطفالٌ وآمَالٌ ومَشَاعِرُ، نُرِيدُ منهُمْ بكلِّ تأكيدٍ احترامُ المعاييرِ المهنِيَّةِ المعروفة، لكنْ لا نُرِيدُ منهُمْ أنْ يُنْكِرُوا إنسانِيَّتَهُم، ويتحَوَّلُوا إلى مجرد آلاتٍ  تنسخ بلا مَشَاعِرَ، نريدُ أنْ تكونَ الإنسانيَّةُ الصادقَةُ في دواخِلِهِم مهمةً أكثرَ مِنْ قَوَاعِدِ الكتابَةِ، أو صِناعَةِ العَنَاوِينِ، نريدُ أنْ يكونَ خيرُ الإنسانِ بالنسبةِ إليهِمْ أثمنُ مِنْ سَبْقٍ صحافيٍّ أوِ انْفِرَادٍ بمقَابَلَةٍ.

وقال الرميثي، لا يخفى عليكم- وأنتم أدرى بشِعَابِ مِهْنَتِكُمْ - أنَّ الإعلامَ يلعَبُ دورًا رَئِيسًا في الترويجِ لخطابٍ أخَوِيٍّ قائمٍ على التسامُحِ والعَيْشِ  المشتَرَكِ، واحترامِ الآخرِ وتَنَوُّعِهِ الثقافيِّ والحَضَارِيِّ، وشهدنا نماذج إعلامية، وبكلِّ أسفٍ، تنشرِ خِطابا لا إنسانيا يُشْعِلُ  نارَ الفرقَةِ ويُؤَجِّجُ الكَرَاهِيَّةَ.

وتابع إنَّ مجلسَ  حكماءِ المسلمينَ يَسْعَى جاهدًا للعمَلِ عَلَى تطبيقِ القِيَمِ النَّبِيلَةِ، الوَارِدَةِ في وَثِيقَةِ الأُخُوِّةِ الإنسانِيَّةِ، بالعمَلِ معَ شرائحِ المجتَمَعِ كافَّةً، ولا يمكِنُنِي أنْ أجِدَ قِطَاعًا مُهِمًّا أكثَرَ مِنَ الإعْلَاِم في مُسَاعَدَتِنَا لإيصالِ هذهِ الرِّسَالَةِ الخَيِّرَةِ، ونَشْرِهَا بديلًا لكُلِّ أفكارِ الفُرْقَةِ وبُذُورِ الكَرَاهِيَّةِ، لِيَجِدَ الإنسانَ في أخيهِ الإنسانِ عَوْنًا وسَنَدًا وجَارًا وصديقًا، وشَرِيكًا في الإنسانِيَّةِ، وأؤكِّدَ لكُمْ التِزَامَنَا بِدَعْمِ مَا تَتَّفِقُونَ عليهِ؛ مُسْخرينَ مِهْنَتَكُمِ العَرِيقَةَ مِنْ أجْلِ خَيْرِنَا جَمِيعًا، فالصحافَةُ لَيْسَتْ غايَةً في حَدِّ ذَاتِهَا.

واختتم كلمته قائلًا: أنتم في التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية أهل الدار، ونعول عليكم بصفتكم قيادات إعلامية؛ ونثق أن نقاشاتكم ومداخلاتكم في ورش العمل اللاحقة، ستكون قيمة مضافة للإعلام العربي ونقطة تحول في مساره تجاه الإنسانية.