رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب البرازيلى.. جوليان فوكس: «ألف ليلة وليلة» شكَّلت موهبتي

جوليان فوكس
جوليان فوكس

يشارك الكاتب البرازيلى من أصل أرجنتينى، جوليان فوكس، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، بالترجمة العربية لروايته «مقاومة»، عن دار «مصر العربية» للنشر والتوزيع. وبهذه المناسبة، استضافت «الدستور» الكاتب، للحديت عن العمل، ومشاغل الكتابة وصراع الهوية، وواقع الكتابة الأدبية فى البرازيل. ورواية «مقاومة» تمتزج فيها السيرة الذاتية للكاتب مع تاريخ الحراك الثورى فى الأرجنتين، فترة نضال والديه ضد القمع والديكتاتورية.
■ بداية.. كيف تصنف رواية «مقاومة»؟
- يمكن اعتبارها نوعًا من «السيرة الروائية» التى تتداخل فيها السيرة الشخصية للكاتب مع الرواية المتخيلة، فهى بها جانب كبير من سيرتى الذاتية حاولت صبغه بطابع فنى. بعض الأحداث متخيلة، لكن التفاصيل الأكثر فى الرواية شخصية وواقعية تخص حياتى وحياة عائلتى ورحلتى معهم فى الماضى والذاكرة. ففى الرواية تتبعت مسيرة عائلتى فى البرازيل والأرجنتين، بالتوازى مع الحديث عن شقيقى المتبنى، الذى كانت قصته داخل العمل خيطًا دراميًّا حيويًّا للتعبير عن الإنسان المولود المسلوب الهوية والمعزول.
■ هل يغلب على الكتابة فى البرازيل تيمة «النفى» لاستقبالها موجات هائلة من المهاجرين؟
- نعم بالفعل، كتابات «المنفى» تعد تيارًا أدبيًّا سائدًا فى البرازيل وأمريكا اللاتينية كلها، وهذه الكتابات يغلب عليها طابع السيرة الذاتية مع الحديث المفرط فى السياسة. فالأدباء يلجأون لكتابة قصصهم وقصص آبائهم، لأنها ثرية وتحمل تفاصيل التهجير والاضطهاد والنفى، وهذا ما فعلته أنا أيضًا على نحو خاص، حينما كتبت سيرتى وسيرة عائلتى، التى عاشت فى الأرجنتين فى فترة سيادة الديكتاتورية، ثم نزحوا إلى البرازيل بسبب البطش، الذى تعرضوا له.
■ البعض يرى الرواية نوعًا من الاعتراف بهزيمة الحراك الثورى فى الأرجنتين ونوعًا من التطهر.. ما رأيك؟
- فعلا الكتاب هو نوع من الاعتراف بهزيمة الحراك الثورى فى الأرجنتين، فالمعارضة ماتت تمامًا بعد سجن المعارضين أو هجرتهم، لكن فى النهاية ما تبقى منهم كونوا أحزابًا واندمجوا داخل نظام الحكم.
هناك جانب من الهزيمة وجانب من الرثاء لا يمكن نكرانه، لذلك كان كتابى يسائل هذه المرحلة، حتى إن والدى فى الرواية يتخيل أحيانًا بطولات قام بها فى معارضته نظام الحكم فى الأرجنتين، ووالدتى تخبره بأن ما يتخيله غير حقيقى.
جانب من المعارضة يتخيل أن بطولاتهم كانت مؤثرة رغم أن بعضها كان بشكل متخيل غير حقيقى، وكأنهم فى حالة خداع لأنفسهم كى ينسوا أخطاءهم أو هم يرثون أنفسهم بطريقتهم.
على الجانب الآخر، الرواية بالفعل هى نوع من التخلص من الإحساس بالذنب تجاه أخى، لكنها ليست «تطهرية» لأن ذنبى لم يكن جسيمًا، كنت بعيدًا عن أخى المُتبنى الذى حُمّل بالأحكام الجاهزة وحُوصر بفكرة كونه مُتبنى، لكنه فى الرواية جاء كرمز للتعبير عنا جميعًا، مواطنون مهجرون لا نعلم أين تقبع هويتنا بالتحديد.
■ ما مدى اطلاعك على الأدب العربى؟ ومن هم الكتاب العرب الذين كانت كتاباتهم على قائمة قراءاتك؟
- تابعت فى الكتابات الحديثة أعمال هشام مطر، لكن لا يمكن أن ننكر وجود فجوة زمنية كبيرة بين الأدب البرازيلى والأدب العربى، فجوة حدثت من الجانبين.
لكن على المستوى الشخصى، لم أعاصر كتابًا عربًا كثيرين، ربما هذا خطأ يعود لقلة الترجمات من وإلى اللغتين البرتغالية والعربية، لكننى أعتبر أن وعيى وموهبتى فى الكتابة تشكلت بسبب قراءتى «ألف ليلة وليلة».
وأنا متأثر بشكل خاص بكتابات الكاتب السورى المعاصر من حمص، نجاتى طيارة، وهو كاتب فر من الحرب فى سوريا ويعيش حاليا فى فرنسا، حيث التقيته وتأثرت به بشكل بالغ، ليس بكتاباته وحسب، بل بقصته الشخصية أيضًا. لذلك كتابى الصادر بالبرتغالية فى سبتمبر الماضى وعنوانه «الاحتلال» رويت فيه قصة صديقى نجاتى طيارة، وقصصًا أخرى جاءت على لسانه عن «الربيع العربى» وقمع «داعش» للسوريين.
■ هل الكتابة باللغة البرتغالية عزلت الأدب البرازيلى عن سياقه العالمى؟
- ظُلمت على المستوى الإبداعى لأننى أكتب بالبرتغالية، ولو كنت أكتب بلغة أخرى سأكون أكثر انتشارًا. صحيح أن باولو كويلو يكتب باللغة البرتغالية إلا أن كتاباته ترجمت إلى أكثرمن ٨٠ لغة، لكن هذا لا ينفى أن الكتابة بالبرتغالية سجن وعزلة للكاتب عن السياق العالمى، وانتشار كتابات «كويلو» هو «الاستثناء الذى يؤكد القاعدة».