رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

" من أجل ترامب".. هل تشكل "خطة السلام" مصلحة حقيقية للولايات المتحدة؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب

كل مبادرات السلام السابقة، ظهرت من خلف ظهر الولايات المتحدة، هكذا كانت خطوة مناحيم بيجن التي أدت إلى اتفاق السلام مع مصر؛ وهكذا أيضاً جاءت خطوة شيمون بيريز واسحاق رابين التي أدت إلى اتفاق أوسلو؛ وهكذا خطوة رابين التي أدت إلى اتفاق السلام مع الأردن، فلم تتدخل الإدارة الأمريكية إلى المشهد إلا بعد أن تحطم الجليد، وكان دورها هو المزيد من الضغط والحوافز المادية، حتى نصل لمشهد الاحتفال في البيت الأبيض.
وكان المبرر في حينه أن الأمريكيين لايفهمون تفاصيل الشرق الأوسط، وكل تدخل سابق لهم انتهى بورطة، والأمثلة موجودة مثل العراق.
في الماضي، كان للولايات المتحدة هدفان واضحان من الشرق الأوسط، الأول هو ضمان ضخ النفط من الخليج بأسعار معقولة وضمان وجود وأمن إسرائيل، اليوم أشياء تغيرت، فالاقتصاد الأمريكي لم يعد متعلقا بالوقود المستورد من الخليج، ولم يعد هناك تهديد وجود على بقاء إسرائيل، وهو ما يطرح سؤالاً هاماً: هل الخطة.. مصلحة حيوية للولايات المتحدة ؟
هناك في واشنطن من أجاب على هذا السؤال: فكتب مارتن اينديك مبعوث الرئيس أوباما لمسيرة السلام في عامي 2013 – 2014. والذي خدم مرتين كسفير الولايات المتحدة في إسرائيل. قبل أسبوعين مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال" دعا فيه إلى خروج إدارة ترامب من مسيرة السلام، مؤكداً أن حل الدولتين مصلحة أمريكية حيوية، هي فقط مصلحة إسرائيلية وبشكل أدق مصلحة لترامب ولنتنياهو.
السؤال الثاني: إذا كان واضحاً منذ البداية أن خطة ترامب لن يقبلها الفسطينيون، فلماذا تم طرحها؟
الإجابة تؤكد إجابة السؤال الماضي، أن هدف الخطة، صرف الانتباه عن محاكمة العزل التي تدار ضد ترامب في مجلس الشيوخ، فخطة السلام هي إيجابية بالنسبة للقاعدة الإنجيلية الذين يحتاج الى دعمهم. وهي لا تنطوي على إلتزام عسكري بل ولا تكلف مالًا، ف المال الذي سيعرض فيها، إذا ما عرض، سيرفض الفلسطينيون قبوله.