رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمرة وبعيون كحيلة.. مجلة أمريكية لـ«السمراوات»: «جمالكن ساحر»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى عام ١٩٨٢، أصدرت المؤلفة الأمريكية أليس ووكر رواية «The Color Purple» أو «اللون الأرجوانى»، التى فازت بجائزتى «بوليتزر» و«الكتاب الوطنى» فى عام ١٩٨٣، وتم تحويلها إلى فيلم يحمل نفس الاسم.

الفيلم كان من بطولة الممثلة السمراء ووبى جولدبرج، التى ترشحت عن دورها فيه لجائزة «الأوسكار»، وإخراج ستيفن سبيلبيرج، ودارت قصته حول أمريكية من أصل إفريقى تدعى «سيلى» تناضل لإثبات هويتها بعد تعرضها لإساءة معاملة من والدها وآخرين على مدى ٤ عقود، وتكتب رسائل إلى الله تقول فيها: «أنا فقيرة سوداء، ربما أكون قبيحة، لكن عزيزى الله، أنا هنا، أنا هنا».
ما فعلته «سيلى» فى أوائل القرن العشرين يثير تساؤلًا فى غاية الأهمية الآن، وهو: هل كانت ستظل تلك السيدة تشعر بنفس النظرة السلبية تجاه صورتها الآن فى ٢٠٢٠؟، هل ستظل تنظر لنفسها على أنها امرأة سوداء قبيحة؟
الإجابة فيما يبدو «لا»، فبحسب مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية «الجمال الأسود أصبح ساحرًا ومرغوبًا فيه الآن، منتقدة تدشين سمراوات صفحات لجمع تبرعات على مواقع التواصل الاجتماعى، يحاولن خلالها تسليط الضوء على حياتهن القاسية، وجمع ٢٠ ألف دولار على أقل تقدير لإجراء جراحة تجميلية تنقذهن من نظرات الناس.
وكشفت المجلة عن كيف بدأت عمليات التجميل للسيدات، خاصة فى منطقة الصدر، أواخر تسعينيات القرن الـ١٩ «١٨٩٠ وما بعدها»، فى ألمانيا على وجه التحديد، حيث استعان الطبيب بدهون من الفخذ لتجميل الصدر، ثم انتقلت هذه الجراحة إلى الولايات المتحدة، واستخدم فيها لدائن «السيليلويد»، وصولًا إلى أول عملية زرع «سيليكون» فى ١٩٦٢.
وفى الفترة من ٢٠٠٥ لـ٢٠١٣، رصدت الجمعية الأمريكية للجراحة التجميلية زيادة إقبال النساء السود على عمليات التجميل بنسبة ٥٦٪، وبلغت نسبتهن من إجمالى عدد العمليات الجراحية حول العالم نحو ٨٪ فى ٢٠١٦.
وبحثًا عن إجابات حول نظرة النساء السود لصورتهن، ذهب مصور محترف لمشاهدة التغيير الذى يحدث فى أجسادهن عن قرب، قائلًا: «أعتقد أن النساء السود لا يشعرن بالحب والتقدير، لذلك سيذهبن إلى أى مكان يحصلن فيه على القبول، حتى لو كان تحت مشرط الجراح».
وحذرت من أن الرغبة الجارفة فى الحصول على جسم مثالى بإجراء الجراحات التجميلية يقف وراءها بعض الجوانب السلبية، من بينها لجوء السيدات اللاتى لا يستطعن تحمل تكاليف العلاج السليم إلى حقن غير قانونية قاتلة فى متاجر رخيصة الثمن، مشيرة إلى التأثير السلبى الكبير لتلك الحقن على الصحة، فحتى «إذا بقيت السيدات على قيد الحياة فستكون منهكة صحيًا».
ونصحت المجلة بضرورة تدريب النساء السود على أن يفخرن بأنفسهن وبشكلهن، والأخذ بمقولة الحقوقى مالكولم إكس، التى قال فيها: «الشخص الأكثر احترامًا فى الولايات المتحدة هو المرأة السوداء»، محذرة من التشكيك فى أنوثة وجمال المرأة السوداء مقابل البيضاء.
وشددت على خطورة عدم احترام المرأة ذاتها وجمالها ولونها أيًا كان، متسائلة: «هل يمكن أن تكون امرأة سوداء قوية إذا كانت لا تستطيع قبول عيوبها؟»، مضيفة «أى امرأة حاولت الانفصال عن نفسها وحاولت تغيير مظهرها وجمالها، فلا تلم إلا نفسها، فلن يثق بها الناس عندما لا تؤمن بنفسها».
واستشهد التقرير بمجموعة من النساء السود اللواتى حققن شهرة ونجاحًا منقطع النظير على المستوى العالمى، فى مقدمتهن نجمة الغناء بيونسيه التى اختيرت «أكثر امرأة مثيرة فى القرن الحادى والعشرين» من قبل مجلة «جى كيو»، وأصبحت أيقونة وواحدة من أكثر النساء نفوذًا فى صناعة الموسيقى بالولايات المتحدة.
وكذلك تعد «ريهانا» واحدة من أفضل النساء السود، وأكثر المغنيات مبيعًا فى جميع أنحاء العالم، وحاصلة على العديد من الجوائز، وصنفت فى قائمة «أكثر ١٠٠ شخصية نفوذًا فى العالم» من قبل مجلة «تايم»، كما صنفتها «فوربس» كرابع أشهر المشاهير فى عام ٢٠١٢.
كما أن تايرا بانكس، عارضة الأزياء السوداء، مثال آخر على جمال السوداوات، فبالإضافة إلى أنها موديل شهيرة، كانت أول امرأة أمريكية من أصل إفريقى توضع على غلاف مجلة «جى كيو» الأمريكية.