رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ«صندوق الورنيش».. مسن يسعى وراء رزقه بأسوان

صورة من الحدث
صورة من الحدث


- ناشد المسؤولين الحصول على معاش تكافل وكرامة

بالرغم من اختفاء ظاهرة انتشار "رجل الورنيش" مثلما كانت فى الماضى بمحافظة أسوان، نظرًا لتغير طبيعة الأماكن والشوارع وتقدم الوسائل مقارنة بالأزمنة السابقة، إلا أن الظروف المعيشية قد تجبر البعض على الاستمرار والسعى للرزق بنفس الطرق، حتى وإن كانت غير مربحة كما كانت، من أجل توفير الأحتياجات اليومية.

و أثناء تجولنا بشارع "الشواربى" وسط مدينة أسوان، وجدنا رجلا من كبار السن، يجلس بجوار إحدى المحال بالمنطقة وبجانبه صندوق خشبى، يحمل بداخله معدات العمل(الفرش والورنيش)، ومجموعة من الأحذية، ويرتسم على وجهه تعب وعناء السنوات والهموم التى يحملها على أكتافه، وعلى الرغم من الجو البارد الا أنه يحتمى خلف صف من الملابس، ليسعى وراء رزقه.

يقول رمضان أمين السيد أنه يبلغ من العمر 74عامًا، ويعمل بـ " تلميع " الأحذية منذ أكثر من 30 عامًا وهو من مواليد محافظة سوهاج والتحق بالعمل منذ صغره، وكان عاملًا تابع لهيئة السكة الحديد لكنه لم يستمر فى هذا العمل، وجاء إلى أسوان ليمارس عمله بـ "الورنيش"، فى بعض المناطق بوسط المدينة (شارع المطار، وشارع قسم أول أسوان)، ومنذ حوالى 15عامًا انتقل إلى مقره الحالى بشارع الشواربى.

أما بالنسبة للأسعار، أوضح لـ"الدستور"، أن فى أول عمله كان تلميع الحذاء بـ "تعريفه"، ثم وصل إلى 3 تعريفة وقرش، حتى أصبح فى الوقت الحالى يتراوح مابين 3 إلى 5 جنيهات، قائلًا " كان زمان اللى يعمل بـ 20 جنيه في اليوم يتقال عليه اشتغل صح"، ولكن اختلف الوضع فى الوقت الحالى كثيرًا.

وِأشار إلى أن الورنيش فى الماضى كان يتم بيعه فى أماكن مخصصة له فقط، ولا يكون متوفرا في كل مكان مثلما يحدث فى الوقت الحالى، وكان سعر العلبة 75 قرشًا، ومع مرور الأيام ارتفع سعره حتى أصبح فى الوقت الحالى يتراوح ما بين 5 إلى 20 جنيهًا بحسب النوع والجودة.

وعن استمرار توافد الرجال لتلميع الأحذية، قال رمضان أمين "رجل الورنيش"، إن الأقبال على تلميع الأحذية قد اختلف مقارنة بالفترات الماضية، وأن الظروف المعيشية كانت سببًا رئيسيًا فى ذلك، ففي الماضى كانت جميع الاحتياجات المعيشية بسعر متاح للجميع، ولهذا السبب كانت الأهالى تفضل "تلميع" الأحذية عندهم، أما فى الوقت الحالى يفضلون عملها بالمنزل، لتوفير مايدفعونه مقابل تلميع الأحذية، لأنها من الممكن أن تتخطى تكلفة علبة "الورنيش" بمراحل.
واختتم حديثه لـ "الدستور"، بمناشدة المسؤلين توفير فرصة له للحصول على معاش تكافل وكرامة، حتى يستطيع توفير احتياجاته من خلاله بجانب عمله فى "الورنيش"، لأنه حتى وإن كان مريضا لا يستطيع المكوث فى المنزل، ويضطر للنزول للعمل لعدم وجود أى مصدر آخر للدخل، والتزامه بدفع إيجار شهرى للشقة التى يسكن بها.