رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات الثورة والحب والغضب فى مذكرات أحمد عكاشة

أحمد عكاشة
أحمد عكاشة

عن أيام الحب ولحظات الغضب وأوقات الثورة فى حياة الدكتور أحمد عكاشة، يدور كتاب «نفسى»، الصادر حديثًا عن دار «بتانة» للنشر والتوزيع، ويلقى من خلاله الكاتب الصحفى محمد السيد صالح، الضوء على مقاطع من السيرة الذاتية لرائد الطب النفسى، فى تجربة يصفها بأن «عذابها كان غرامًا»، بعدما خاض جولات شاقة لأجل إقناع «عكاشة» بالحديث، ليجد نفسه فى النهاية على موعد مع طوفان من المعلومات الشائقة والصاخبة فى آن واحد. صعوبة المهمة يفسرها «صالح» بقوله: «علاقتى بالدكتور أحمد عكاشة بدأت صحفية بالأساس منذ عشرين عامًا، ثم تطورت المعرفة إلى صداقة قوية، وجمعتنا اللقاءات فى جلسات خاصة، وقتها وجدت نفسى أسمع منه معلومات مهمة ومثيرة عن مشاهير من السياسيين والفنانين ورموز المجتمع تولى علاجهم». ويضيف: «لاحقًا عندما كنت أسأله عن أمور متعلقة بتلك الحكايات أجده يغضب بشدة، ويتحول هذا الصديق الاجتماعى المتبسّط معى ومع غيرى، المحب للصحافة والحريص على الحضور الإعلامى- إلى شخصية صارمة ومتحفظة جدًا». سر هذا التحول الحاد يبرره «عكاشة» بقوله: «إلا أسرار المرضى، فأنا من طوّر ميثاق شرف المهنة على مستوى العالم، عندما كنت رئيسًا للجمعية العالمية للطب النفسى، وأهم ما فى هذا الميثاق هو الحفاظ على أسرار المرضى، فكيف تطلب منى أن أخون مريضى، أو أخالف ميثاقًا كتبته بيدى؟». لم يستسلم الكاتب لرغبات الطبيب. فالرغبة المشتعلة بداخله وطموحه الطاغى لإخراج تلك المذكرات دفعاه إلى تحريضه مجددًا على الحديث مقترحًا تبديل الأدوار، وهو أن يتحول إلى «المعالج»، بينما يجلس «عكاشة» على «الشزلونج»، وتبدأ الدردشة فى الموضوعات، وفى النهاية يتم الحكم عليها إذا كانت تصلح للنشر كحوار صحفى أو يتم جمعها فى كتاب، أو الاكتفاء بالتسلى بها. أنصفت الأقدار «صالح» فى النهاية، بعدما وافق الطبيب النفسى الشهير على إخراج تلك الحواديت فى كتاب، حمل عنوان «نفسى». فماذا قال أحمد عكاشة عن نفسه وأسرته والمشاهير؟

عميد طب سخر منّى: «عايز يشتغل مع المجانين».. تزوجت جينيفر رغم اختلاف الديانة.. وأسرتى تقبلت دون امتعاض
يبدأ الدكتور أحمد عكاشة الحكاية من البداية: لم أكن أعرف أن مصيرى وحياتى المهنية سيدوران طويلًا حول «العباسية»، ولدت فى هذا الحى، وتخرجت فى جامعة عين شمس من كلية الطب والجراحة، وكنت أسكن فى مصر الجديدة.
كما أن على أطرافها يوجد أقدم مستشفى للأمراض النفسية، وعلى الرغم من أننى لم أعمل به، لكنى عملت على تغيير أوضاع المرضى الذين يعالجون بداخله وفى غيره من الأماكن، وأذكر أننى خضت حربًا شرسة مع رموز طبية وسياسية وإعلامية للإبقاء على هذا الصرح الطبى قائمًا وشامخًا فى مكانه.
تلقيت تعليمًا راقيًا ورائقًا فى مدارس مصر المختلفة خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضى، كانت المناهج مصرية خالصة، وتتفوق بصورة كبيرة على مناهج المدارس الأجنبية الموجودة فى القاهرة. الحال ذاته ينطبق على المدرسين، كانوا أشداء ورحماء، لهذا كان الفصل الدراسى «مقدسًا»، لا نجرؤ على التهريج ولا نقدر على إلقاء النكات فى الطرقات أو حتى فى «حوش» المدرسة. السؤال الذى يطرح نفسه هنا: لماذا انهار التعليم فى مصر ووصل لتلك المحطة من التدنى والتراجع؟
يجيب: بداية الانهيار فى نظرى عرفته المدارس مع عرض مسرحية «مدرسة المشاغبين».
فى الخمسينيات بدأت رحلة «عكاشة» مع الحياة الجامعية، بالالتحاق بكلية الطب جامعة عين شمس، ليتحول الطالب الذى أنهى مرحلة «البكالوريا» بتفوق، إلى الطبيب المنتظر.. فما ذكرياته عن تلك الفترة؟
يقول: اعتادت عائلتى منى التفوق دائمًا، لذلك لم تهتم كثيرًا بالسؤال عن أحوالى الدراسية، وأذكر أننى فى عام ١٩٥٧ كنت طالبًا فى السنة النهائية بكلية الطب، وبعد أن أنهيت الامتحانات كنت قلقًا جدًا من النتيجة، وكان عميد كلية الطب بجامعة عين شمس تربطه صلة قرابة بأمى، وتوقعت أن يتصل بها ويبشرها بنجاحى، لكن مرت عدة أيام دون أن تتكلم إلىّ والدتى بحديث يطمئننى.
حينها خشيت أن أذهب إلى الكلية أو أن أتصل به، وبينما أكاد أشتعل من التفكير والحيرة، سألت والدتى: «ألم يتصل بك العميد ويخبرك بنتيجتى فى البكالوريوس؟»، وردت بكل هدوء: «من يومين.. وأخبرنى أنك نجحت.. وقال لى إنك طلعت من الأوائل».
حينها علا صوتى: و«لماذا لم تطمئنينى؟!»، فأجابت بهدوء وثقة: «هو أنت عايز تسقط؟!»، وهى إجابة تبين موقف عائلتى من الثقة فى قدراتى.
كان من حق أوائل الدفعة أن يتخصصوا فى الجراحة أو النساء أو الرمد، لكنى خلافًا للعادة طلبت التخصص فى الأمراض النفسية والعصبية، وقتها بادر العميد بالاتصال بأمى وحدثها بتهكم: «ابنك عايز يتخصص فى فرع الأمراض العقلية.. يعنى الناس المجانين، ونحن فى الجامعة ليس لدينا هذا التخصص». رغم أن الالتحاق بهذا التخصص كان أشبه بـ«المغامرة»، لكن عائلتى لم تتدخل فى اختيارى مطلقًا، وتركت لى حرية تقرير مصيرى بعد أن شرحت لها مبرراتى.
كان المتبع فى جامعة عين شمس أن تتم دراسة الأعصاب والطب النفسى معًا فى مرحلة الماجستير، فلم يكن من المعروف عندهم أن يتخصص طبيب فى دراسة تخصص الطب النفسى وحده، وكان الحل للتغلب على تلك العقبة يتمثل فى طلبى السفر ضمن بعثة علمية للدراسة فى الخارج، وكان ذلك من حقى، فأنا من الأوائل وتخصصى غير موجود فى مصر، وبالفعل حدث ذلك فى عام ١٩٥٩ بالسفر إلى لندن.
فى لندن بدأت حياتى الجديدة، اختلطت دراسة الطب النفسى بالأدب، خاصة مسرحيات «شكسبير»، فى المرحلة الأولى، وبعد انتهاء السنة الأولى والحصول على الماجستير بدأت فى التعرف على لندن بمتاحفها ومسارحها ومكاتبها، وبدأت أعمل فى مستشفى طوال الأسبوع. الأجمل فى كل هذا كان ممرضات المستشفى الذى أعمل به فى لندن، فهو خليط رائع من الأجانب المنتمين لدول السويد وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وتشيكوسلوفكيا وإيران وإثيوبيا، وكنت أنا الشرق أوسطى الوحيد من بين الأطباء الأجانب.
تعلقت مشاعرى وعيناى بكثير من الجميلات هنا وهناك، كنت أحظى باهتمام خاص فى هذا الوسط الذى أتعامل فيه وأتعايش معه، لست أوروبيًا بعينين زرقاوين، ولست أشقر مثل الإنجليز، وتلك المواصفات المختلفة شكلت مؤهلاتى لكى أحظى بدعوات السهر مع سيدات جميلات.
قضى «عكاشة» أيامًا فى الخارج قبل أن يعود لأقداره.
أمام أسرّة المرضى فى المستشفى الجامعى بالقاهرة انطلقت شرارة الحب من عند «عكاشة» لتستقر فى قلب الآنسة «جينيفر هيلين»، ليكلل المشروع بالزواج ويطلق الطبيب النفسى العزوبية للأبد.. فماذا يقول الطبيب عن نصفه الآخر؟
«جينيفر» كانت مشرفة علاج مهنى بنفس المستشفى الذى أعمل به، هى خريجة جامعة أُوكسفورد، ووالدها أستاذ جامعى، هى فى حياتى الزوجة ورفيقة العمر وأم «طارق» و«هشام».
بدأت العلاقة بيننا بإعجاب واهتمام مشترك بالفنون والأدب، ثم تطورت إلى الصداقة فالزواج فى القاهرة، والذى كان أقوى من فكرة الاختلاف فى الدين أو الجنسية. الأجمل هو تقبل عائلتى الموضوع دون اعتراض أو امتعاض، فالأسرة كانت متفتحة القلب والعقل.

أستاذ نمساوى شهير زار عبدالناصر سرًا
عقب النكسة ووصف له مضادات اكتئاب
قبل أن يجلس مشاهير الثقافة والفكر والفن والسياسة على «شزلونج» الطبيب أحمد عكاشة بسنوات، جلس أفراد تنظيم «الضباط الأحرار»، قادة ثورة ١٩٥٢، فى منزل أسرته ضيوفًا على صديقهم وشقيقه ثروت عكاشة، أحد الأشخاص الذين طبعوا علامات مهمة فى مسيرة الثورة.. وهو ما يتذكره «الدكتور أحمد» قائلًا:
فى سن صغيرة جدًا، تعرفت على العديد من أفراد تنظيم «الضباط الأحرار»، إذ كان «عبدالناصر» ورفاقه يترددون على بيتنا فى العباسية بانتظام، يسمعون الموسيقى ويقرأون ويمرحون، وكثيرًا ما استمعت إليهم وهم يتحدثون فى السياسة والثقافة والدين، وقد جمعتنى بهم عدة مواقف، وكانوا يمزحون معى.
ارتبطت نفسيًا فى هذه السن أكثر بخالد محيى الدين وحسين الشافعى، وكان بحق طيبًا ومخلصًا، بينما عبدالحكيم عامر كان «جدع وابن بلد»، لكن «جمال» هو من لفت انتباهى بعدما وجدته الأقل كلامًا والأكثر اهتمامًا بالشأن العام.
ارتبطت بـ«عبدالناصر» بعد عودتى واستقرارى فى القاهرة، وجمعنى به العديد من المواقف، لكن الذى لا أنساه هو ذلك اليوم الذى ذهب إليه فيه شقيقى «ثروت» بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ وقال له بهدوء: «كلنا نمر بحالة اكتئاب قوية، وكذلك أنت، لذلك أقترح عليك أن أطلب من أخى أحمد أن يأتى إليك، ويصف لك دواءً يساعدك فى مواجهة هذا المرض»، لكنه رفض وشكره، فقد كان يخاف أن تتسرب معلومة أنه يتناول أدوية مضادة للاكتئاب. المثير أنه بعد مرور تلك السنوات والأيام، التقيت بالمصادفة مع أستاذ نمساوى شهير، وأخبرنى بأنه تم استدعاؤه بعد «النكسة» للكشف على «جمال»، مؤكدًا لى أنه كتب له أدوية مضادة للاكتئاب مع علاج للأعصاب الملتهبة بسبب مرض «السكرى». حينها قلت له: «هذا طبيعى جدًا، لو لم يكتئب قائد تم تدمير جيشه فمن يكتئب؟!».
أما بخصوص المشير «عامر»، فقد كنت قريبًا منه وكان شخصًا «حبوب» وحريصًا على مساعدة من يلجأ إليه، وأعرف أنه ليس من السهل أن يقرر الانتحار رغم الهزيمة، وقد تابعت بدقة كل ما كتب بعد رحيله، وسألت كطبيب نفسى: «كيف لقائد أن ينتحر بعد مرور ٣ أشهر على الهزيمة، وليس بعدها مباشرة؟!»، لذلك يُقال إنه «ربما استنحر ولم ينتحر»، ومع ذلك لا أستطيع الجزم بالحقيقة.

عبدالمنعم رياض استشهد قبل الزواج من حب عمره
تمتلئ ذاكرة الإنسان أحمد عكاشة بالعديد من الحكايات التى تخص فى تفاصيلها رموز المجتمع المصرى فى السياسة والفن والرياضة. بالطبع لو فتح هذا الرجل خزائن أسراره، فنحن بحاجة إلى صفحات وصفحات، لكن تبقى قصة الشهيد عبدالمنعم رياض واحدة من الحكايات، التى لا يمكن المرور بها دون وقفة طويلة. فأجمل ما فيها أنها تأتى لترسم الوجه الإنسانى لهذا البطل الذى يبقى اسمه مرادفًا لآيات الشجاعة ومعانى الإقدام.. فماذا تقول؟
فى بيتنا القديم بمنطقة العباسية، كانت العمارة ٣ أدوار، يسكن جدى فى الدور الأرضى، وأسرتى تسكن الدور الأول، وعائلة «رياض» تسكن الدور الثانى، وكان أبناء تلك العائلة أصدقائى رغم الفارق العمرى بينى وبينهم، وهم الفريق عبدالمنعم رياض، وأخوه محمود رياض وزير المواصلات الأسبق، وشقيقهما «أحمد» أستاذ أمراض النساء والولادة.
استمرت علاقتى تنمو وتكبر بـ«عبدالمنعم رياض»، وهو يترقى فى القوات المسلحة، وأذكر أنه زارنى أكثر من مرة وأنا طبيب شاب فى عيادتى بمنطقة «الشواربى»، وهو ضابط كبير، أعتقد أنه كان برتبة لواء حينها، وخلال الزيارة كانت صديقته برفقته، وقد كان وفيًا لها جدًا وحريصًا على حضور جلسات العلاج معها. استشهد البطل ولم يتزوج، وأعرف تفاصيل هذه القصة الرومانسية التى مر بها هذا القائد الأسطورى، وامتزج فيها الحب العذرى بالوفاء.

زوج شقيقتى أحمد أبوالفتح وراء نجاح «٢٣ يوليو».. والسادات أكرمه وأعاد إليه جزءًا من ممتلكات عائلته
اسمه أحمد أبوالفتح، وهو اسم كبير ينتمى لعائلة «أبوالفتح» صاحبة جريدة «المصرى»، ذائعة الصيت والنفوذ قبل ثورة ١٩٥٢. لهذا الرجل مثلما يقول «عكاشة» أيادٍ بيضاء كثيرة على «الثورة» لم ينكرها «عبدالناصر» نفسه، لكن فى لحظة ما تم التنكيل به هو وأسرته، ليعيش قصة درامية شديدة.. فما علاقة الطبيب النفسى بتلك الحكاية؟
أحمد أبوالفتح هو زوج أختى «ثريا»، وكان «عبدالناصر» قد طلب من أخى «ثروت» أن يتعرف عليه، فصحبه إلى مقر جريدة «المصرى» بشارع قصر العينى، وهناك التقيا، وابتداءً من هذا التاريخ بدأت صلة «أبوالفتح» بـ«الضباط الأحرار»، وظل «جمال» يتردد عليه على فترات متباعدة.
فى أعقاب «حريق القاهرة»، فكر الزعيم الراحل فى القيام بالثورة، وعندها لم يجد غير «أبوالفتح» ليسأله المشورة، وعندها نصحه بالتأجيل لأن الوقت غير مناسب.. وتلك واحدة.
أما الثانية، فهو الذى أبلغ «ثروت»، وبالتبعية بقية «الضباط الأحرار»، بأن هناك نية لتشريد ١٤ منهم والزج بهم فى السجن، ما كان سببًا فى التعجيل بالثورة لتصبح ليلة ٢٣ يوليو، وليس كما كان مقررًا لها فى أغسطس، وكان ذلك سببًا رئيسيًا فى نجاحها.
اعتاد «الضباط الأحرار» تخزين أسلحتهم فى مخازن ومطابع جريدة «المصرى»، وكانت عائلة «أبوالفتح» تمتلك أكثر من جريدة، وأغلب أفرادها رجال أعمال ليبراليون سابقون لعصرهم بسنوات، وفى نفس الوقت صحفيون وسياسيون مؤمنون برسالة الإعلام كما ينبغى، وهذا تحديدًا هو سر أزمتهم مع «عبدالناصر» والثورة.
أول الصدامات مع ثورة يوليو جاءت بسبب ملف «التأميم» وحجم الملكيات التى ستتم مصادرتها من الأثرياء، لكن القشة التى قصمت ظهر العلاقة بين الطرفين تمامًا، كان المقال المنشور على صفحات «المصرى» بعنوان: «عودوا إلى ثكناتكم»، لتتم بعدها مصادرة الجريدة، ثم مطاردة العائلة بالكامل بالأحكام الغيابية، بتهم «التآمر والتواصل مع الإنجليز»، وصولًا لتجريدهم من الجنسية المصرية.
كان ذلك سببًا فى تصاعد ثورة غضب «آل أبوالفتح»، لذلك وافقوا على تأسيس راديو «مصر الحرة»، بالتزامن مع العدوان الثلاثى لمصر، وكانت إذاعة موجهة ضد «عبدالناصر» وليس مصر أو شعبها.
رفضنا أنا وعائلتى تلك الخطوة فى وقتها، وبعد ذلك بعقود طويلة كنت أناقش أحمد أبوالفتح فأقول له إنكم أخطأتم فى ذلك الموضوع.. لكنه دائمًا ما كان يرفض الاستغراق فى الكلام بشأنه.
العقبة التى واجهتنا كعائلة تمثلت فى التواصل مع أختى «ثريا». فقد كانت هناك مشكلة كبرى فى التواصل معها. فرجال المخابرات كانوا يجمعون عنا المعلومات، لكن لم ينقذنا من هذا المصير إلا عبدالحكيم عامر، الذى تدخل لدى «عبدالناصر» ثم تحدث إلى «ثروت»: «لا أحد يستطيع منعكم من زيارة أختكم».. لتنتظم من بعدها زياراتنا لها.
كانت الاتصالات الهاتفية صعبة جدًا، وحتى حين ننجح فيها يكون الكلام تقليديًا جدًا، لا نستطيع الخروج عن النص، فالهواتف كانت مراقبة.
وقد أكرم الرئيس السادات فى المقابل أحمد أبوالفتح، وأعادت إليه المحكمة جزءًا من أمواله وممتلكات عائلته، ولما مات دفناه فى مدافن عائلتنا إلى جوار والدى ووالدتى ولحقت به زوجته «ثريا» فى نفس المكان.