رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اكتشاف إسرائيل نهرًا سريًا... لا نهر ولا سري ومُلغم

اكتشاف نهر سري
اكتشاف نهر سري

قبل أيام امتلأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بخبر اكتشاف "نهر سري" بالقرب من البحر الميت، فيما ثبت بعد أيام أنه ليس نهرا وليس سريا.

بعد الكشف عنه، ثبت أنه نتاج معروف لسريان الماء مع الأملاح التي تضخ من برك التبخير لمصانع البحر الميت في المنطقة، وهو ما كشفه المتخصصون في المعهد الجيولوجي، الذين يجرون أبحاثاً في تلك المنطقة منذ سنوات طويلة، والذين أوضحوا أنهم يهتمون بتطوير هذا الموقع، وهو ما يسمى "جدول العربا".

أكد الباحث د. إلعاد دنتا، من معهد شمير لبحوث الجولان، وفي المعهد الجيولوجي، وله رسالة دكتوراه في هذا الموضوع، ونُشر له في العام 2017 مقال عن «جدول العربا»- أن الظهور المفاجئ للنهر كرد فعل على انخفاض مستوى البحر الميت، وأن النهر هو استمرار لجدول العربا من الشمال إلى برك التبخير وحتى البحر الميت.

مضيفًا أن جدول العربا ظهر في أعقاب انخفاض مستوى البحر الميت وجفاف الحوض الجنوبي من البحر الميت، وفي الماضي كان الجدول يصب في الحوض الجنوبي، واليوم، بعد الجفاف في الثمانينيات، يصب في الحوض الشمالي، والمياه في القناة المكتشفة هي في واقع الأمر "أملاح"، فالمياه بالقناة أكثر تركيزا من مياه البحر الميت.

وشرح د. دنتا أنه في العقود الأخيرة استطال الجدول وتعمقت القناة، ومن المتوقع أن تتعمق في المستقبل أيضاً بوتيرة عشرات السنتيمترات في السنة، محذرًا من أنه "في قسم من حوض الصرف من الجنوب توجد ألغام، وكل فيضان يجرف معه ألغاما تصل في قسم منها وتتبقى على ضفاف القناة وفي القناة ذاتها".

وقد نشر المعهد الجيولوجي تحذيرا، جاء فيه: "ينبغي التشديد على أنه لا يجب التجول في المنطقة.، المنطقة خطيرة ومزروعة بالألغام التي تنجرف في الفيضانات وتتوزع على طول الجدول، على الضفة على الشرفات وفي القناة ذاتها".

وأوضح د. نداف لينسكي، باحث كبير ومدير مختبر البحر الميت في المعهد الجيولوجي، أن الباحثين يذهبون إليه بالمروحيات فقط، لأن الأرض ملغمة ومعرضة للانفجار، ومؤخراً تم اعتباره منطقة عسكرية مغلقة.