رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المجد لـ«اللايك».. كيف ساعدت «السوشيال ميديا» المراهقين على تنمية مهارات الكتابة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ أن سيطرت وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة على حياة البشر تبارى العلماء والمنظرون لإظهار خطورة التكنولوجيا على واقعنا، مستنكرين اعتماد الشباب على مشاعر معلبة، مثل «الإيموجى»، وانشغالهم بالواقع الافتراضى طيلة اليوم، ولكن مؤخرًا ظهر اتجاه بحثى وفكرى مضاد، يسلط الضوء على إيجابيات حققتها السوشيال ميديا، لا يمكن إغفالها.

نشرت وسائل إعلام دولية تقارير حول الجانب المضىء للسوشيال ميديا، مشيرة إلى فوائد مثل تنمية مهارات الكتابة والتعبير عن النفس بين الشباب، بطريقة لم تكن موجودة فى الأجيال القديمة، رغم أن السبب وراء ذلك هو الحصول على عدد أكبر من الإعجابات والتعليقات.
صحيفة «الجارديان» البريطانية قالت إن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعى كثيرة جدًا، ولا يمكن حصرها، مثل تشويه العقول الشابة، ولكنها دفعت الشباب فى هذا الواقع الافتراضى المفتوح للسعى لتنمية قدراتهم فى الكتابة، حتى يظهروا بمظهر لائق أمام أقرانهم، وهذه إيجابيات لا يمكن إنكارها.
وأضافت «الجارديان»: «التواصل أمر جيد للغاية، سواء عبر شاشات الهواتف المحمولة والكمبيوتر أو فى الواقع، والحقيقة أن وسائل التواصل الاجتماعى سمحت للشباب بالتواصل بشكل أوسع مع الملايين حول العالم، سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء أو من ثقافات وأماكن مختلفة».
وتابعت: «فى الماضى، كان الأطفال على سبيل المثال لا يكتبون سوى فى المدرسة، ولكن الآن أصبحت الكلمة المكتوبة أكثر أهمية، وتوثق ذكريات وأحداثًا وأفكارًا».
وعن إيجابيات السوشيال ميديا، قال الكاتب البريطانى أدريان تشيلز: «لم أتواصل عن طريق الكتابة كثيرًا مع أى من زملائى فى المدرسة منذ عام ١٩٧١، فخلال العشرين عامًا الأولى من صداقتنا، لا أعتقد أن خمسة منا تبادلوا أكثر من عشر رسائل، وفى المقابل خلال العشرين عامًا الماضية، عبر الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، كتبنا عشرات وربما مئات الآلاف من الكلمات حول مئات الموضوعات، الكثير منها شخصى وحميم، وهذا يدعم الصداقة بالتأكيد».
وأضاف «تشيلز»: «فى هذا الواقع الافتراضى، كان علينا جميعًا أن نتعلم حرفة الكتابة، من خلال التجربة والخطأ، مع الأخذ فى الاعتبار معنى كل كلمة، وكان علينا أن نتعلم الاختصار، نعم، قد تكون وسائل الاتصال هذه لا تسمح بكتابة عدد كلمات كبير، لكن كل هذه الكلمات تضيف بالتأكيد، فهى أفضل بكثير من لا شىء».
وتابع: «الأجيال الجديدة ستطور اللغات بطريقة لم يسبق لها مثيل فى الأجيال السابقة».
من جهتها، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت قادرة على تقريب الطلاب، خصوصًا فى المدارس الثانوية، موضحة: «غالبًا ما يجرى تصوير مستخدمى السوشيال ميديا اليوم على أنهم (زومبيز)، بسبب تحديقهم فى الهواتف طيلة اليوم، ولكن الحقيقة غير ذلك، فهم يقضون الوقت مع أصدقائهم عبر التطبيقات المختلفة للتواصل الاجتماعى».
وقالت الصحيفة: «بالتحدث مع طلاب فى مدرسة نوتردام الثانوية فى شيرمان أوكس، كاليفورنيا، كجزء من جولة الاستماع إلى الشباب على مستوى البلاد، قالوا إنهم يتخذون خيارات واعية بشأن من يشاركون الأشياء معهم على وسائل التواصل الاجتماعى، وكيف يديرون حساباتهم».
وأضافت: «بينما اعترف شباب آخرون بأن وسائل التواصل الاجتماعى تساعدهم على مواكبة العصر وتوطيد علاقاتهم بأصدقائهم، ولكن ٤٥٪ ممن شملهم بحث مركز (بيو) المتخصص قالوا إنهم يشعرون بالإرهاق من الدراما التى يواجهونها على مواقع التواصل الاجتماعى».
وتابعت: «اتفق ٤ من بين كل ١٠ شباب على أنهم يشعرون بالضغط خلال استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعى، لأنهم مضطرون لنشر الأشياء التى تُظهرهم فى صورة إيجابية، أو التى تجعلهم يحظون بالكثير من التعليقات أو الإعجابات، وبسبب أنهم غير قادرين على نشر كل ما فى داخلهم».
ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى يأخذون فترات راحة طوعية من استخدام حساباتهم الإلكترونية، وفقًا لدراسة أجرتها وكالة «أسوشيتد برس» ومركز «NORC» لأبحاث الشئون العامة بجامعة شيكاجو.
ووجدت الدراسة أن ٦٠٪ ممن أخذوا فترات راحة قد أخذوا ثلاثة أيام أو أكثر، و٢٣٪ من الشباب الذين لم يأخذوا استراحة من وسائل التواصل الاجتماعى أرادوا أخذها.
وتساءل موقع «إل إن بى» الأمريكى: «ماذا سيكون شكل حياة المراهقين دون وسائل التواصل الاجتماعى؟»، ثم أجاب: «قد يُحرم الطلاب من الكثير من الفوائد، ولكن هذا سيجعلهم يعيشون حياتهم بعيدًا عن ضغوط الأضواء، ولكن حياتهم الاجتماعية ستكون صعبة».
وتابع: «الجانب السيئ من وسائل التواصل الاجتماعى أنها تبقى الجميع بعيدًا عن الحياة الواقعية، والجانب الإيجابى منها أنها تبقيهم على تواصل دائم وفى أى وقت متخطية جميع صعوبات الحياة الحقيقية».