رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عجلات الموت».. جميع الطرق تؤدي إلى القبر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«حادث مروّع على الطريق السريع، أسفر عن وقوع حالات وفاة وإصابات حرجة»، خبر تصدّر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية بشكل يومين حتى تم الاعتياد عليه، ولم تعد حوادث الطرق تحرك للجهات المختصة ساكنًا، كان آخر تلك الحوادث فجيعة طبيبات المنيا الثلاث، ومن بعده حادث بني سويف..

على الطريق الصحراوي الشرقي، في اتجاه القاهرة بدائرة محافظة بني سويف، أصيب 7 أشخاص بينهم 4 أطفال، جميعهم مقيمون بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، إثر حادث انقلاب سيارة ميكروباص نتيجة التحامها مع "مقطورة"، وانتقلت 3 سيارات إسعاف تابعة لمرفق بني سويف إلى محل الواقعة.

وبحسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، جاءت حوادث سيارات النقل بأنواعها "خفيف، متوسط، ثقيل، مقطورة"، فى المركز الثانى من حيث عدد الحوادث، حيث بلغ عدد حوادث السيارات بسبب مركبات النقل خلال العام الماضى 2290 حادث بنسبة 17% من إجمالى عدد حوادث الطرق فى 2018.

وتستعرض «الدستور» في التقرير التالي حوادث كان السبب الرئيسي فيها سيارات النقل الثقيل.

يقول يوسف عبدالله، موظف في القطاع الخاص، إنه يوميًا يسلك الطريق الصحراوي؛ بسبب طبيعة عمله فشركته تقع في منطقة متطرفة على الصحراوي:"كل يوم بمشي ع الطريق ببقى خايف بسبب سيارات النقل الثقيل؛ لأنهم مش بيراعوا أي حد جنبهم، وفاهمين إن الطريق ملكهم وحدهم".

لم يكن أمام عبدالله طريق آخر يؤدي إلى شركته سوى الطريق الصحراوي، مستطردًا أنه في إحدى المرات، كنت ذاهبًا في الصباح الباكر إلى عملي كالمعتاد، كنت استقل السيارة الخاصة بالشركة التي أعمل بها، فهي بمثابة عُهدة "وإذا بسيارة نقل "مقطورة" تكسر عليا الطريق جامد، واتقلبت بالعربية على الرصيف".

واصل عبدالله: «حمدت ربنا إني لم أفقد حياتي جراء هذا الحادث، لكن تعرضت لمساءلة قانونية في الشركة، وحينها تحملت أعباء تكاليف إصلاح السيارة؛ لأن سواق المقطورة قلبني وجري ومقدرتش أثبت أن الخطأ عند صاحب النقل الثقيل.

لم يكن عبدالله هو الضحية الوحيدة لحوادث الطرق، التي تعد سيارات النقل الثقيل سببًا رئيسيًا فيها، فـ أحمد فهيم ضحية أخرى لسيارات النقل الثقيل، يقول إنه دائمًا ما يستقل سيارته ويسلك الطريق الدائري ذهابًا وإيابًا في جميع مشاويىره هو وأسرته، معلقًا أنه دومًا ما يلاحظ أخطاء غير عادية لسيارات المقطورة على الطريق، من شأنها أن تودي بحياة المواطنين، وهذا ما حدث بالفعل أمامه في العديد من المرات.

لم يكن يتخيل أنه سيكون واحدًا من هؤلاء الضحايا؛ لأنه يلتزم بطريقه في المسار الأول أو الثاني، ويترك المسارات السريعة للسيارات الضخمة، كافيًا شرهم: "بحاول أبعد عنهم فبمشي في الحارات البطيئة، وأسيبلهم الحارات السريعة، لكن لقيت عربية مقطورة كبيرة ماشية في الحارة البطيئة وبسرعة كبيرة جدًا، ولم تكن لديها أي أنوار، وخبطتني ومع قوة الخبطة، حوالي 3 سيارات أخرى تضرروا في نفس الحادث.. يقولها "فهيم".

الحادث أدى إلى وقوع أكثر من إصابة خطيرة في السيارات الملاكي، لكن صاحب العربية المقطورة لم يحدث له أي شئ مع العلم أنه المخطئ والمتسبب الأول في الحادث، كانت الإصابات بالغة الخطورة، وأنا بقيت في المستشفى لمدة أسبوعين، وحتى بعد خروجي لم أتمكن من العودة إلى حياتي بشكل طبيعي.

في هذا الصدد، أكد محمد عبد الفتاح، استشاري جودة طرق وكباري، أن الخطة القومية لإنشاء شبكة طرق جديدة وتطوير ورفع كفاءة الطرق الحالية جاءت للقضاء على حوادث الطرق في مصر، مؤكدًا أن مشروعات الطرق لها أهمية خاصة، فهناك قاعدة شهيرة بين مهندسي الطرق والكباري وهي إذا أردت تعمير مدينة عليك بعمل طريق، وهذه القاعدة تدل على مدى أهمية الطرق في أي مكان وأي دولة، فهي من الأساسيات من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين.

أوضح استشاري الجودة، لـ«الدستور» أن جميع الطرق حاليًا يتم تطويرها من جديد، فضلًا عن إنشاءات الطرق الجديدة، التي يتم مراعاة الجودة فيها بشكل كامل، وذلك من خلال معايير ومواصفات تقوم الشركات المقاولة والمنفذة للمشروع باتباع تلك المواصفات وعدم الحياد عنها مطلقًا، لافتًا إلى أنه يتم الأخذ في الاعتبار عمل حارات مخصصة لسيارات النقل الثقيل للحد من اشتباكها مع السيارات الملاكي، ومن الواجب على المرور تفعيل غرامات على المخالفين بكل حسم.

نحو 42% من حوادث الطرق بسبب سيارات الملاكى، فمن إجمالى 8480 حادثًا سيارة خلال 2018، تسببت السيارات الملاكى في 5647 حادثًا.

أما عن حوادث الأتوبيسات، فجاءت أقل عددًا فى حوادث الطرق بنسبة لم تتجاوز 6% من العدد الإجمالى للحوادث بـ 802 حادث، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.