رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وضع أمنى تجسيد لإرادة شعب.. نص كلمة وزير الداخلية فى «عيد الشرطة»

اللواء محمود توفيق،
اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية

ألقى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة الـ68، بمقر أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة، بحضور كبار رجال الدولة والمسئولين، بينهم الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، والفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، متذكرًا فيها أبطال معركة مديرية أمن الإسماعيلة، ومؤكدًا على أن الشرطة المصرية ستواصل دورها دومًا لمحاربة ومواجهة الإرهاب.

وقال توفيق، في كلمته: «أصدق معاني الترحيب وكل التقدير لتشريفكم احتفالنا بعيد الشرطة والذي يوافق الذكرى الثامنة والستين لمعركة الإسماعيلية المجيدة، تلك الذكرى الغالية في سجل الوطنية المصرية والتي رسخت فيها بطولات رجال الشرطة قيم التضحية والفداء والاستبسال، دفاعًا عن تراب هذا الوطن، وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود»، مشيرًا إلى «أنه نستقبل هذه الذكرى الوطنية الخالدة وقد أثبتت الأحداث رشد رؤية الرئيس، حيث مضت المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة فى تسارع محموم، وعصفت باستقرار أوطان كانت مستقرة وضاعت بسببها سيادة دول».

وأضاف في أثناء احتفالات عيد الشرطة الـ68: "لقد تضاعفت مخاطر الإرهاب وتناغمت شراسته بعد أن أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات، وفى مواجهة كل هذه المخاطر كان الوضع الأمني المتميز لمصر ولا يزال تجسيدًا لموقف دولة وقرار قيادتها وإرادة شعبها وكان حصادًا لتضحيات رجال الشرطة الأوفياء، وهم على قدر كبير من الوعي بمسئولياتهم في انتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث في ظل معطيات متغيرة يدركون أن آفة الإرهاب لم تنته، وأن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والجهد لمحاصرة وتطويق أى محاولات يائسة لزعزعة الأمن أو المساس بمكتسبات الشعب المصري العظيم".

واستطرد: "هنا ارتكزت الاستراتيجية الأمنية المعاصرة على ثوابت جوهرية، يأتى فى مقدمتها نجاح الضربات الأمنية الاستباقية فى تفكيك الخلايا الإرهابية ودحرها ورصد وإحباط تحركات عناصرها ومواجهة مخططاتهم للإخلال بالأمن، والتى لا تقف عند الأعمال التخريبية فحسب، بل تمتد لتشمل حروب الجيل الرابع والخامس من استقطاب للشباب بالأفكار والأخبار المغلوطة وترويج الشائعات والدعوة لاستخدام العنف".

وقال: "ستظل السياسة الأمنية تعمل بقوة لتحقيق المزيد من الكفاءة فى الأداء وتطوير الإجراءات الوقائية والاحترازية لدحض المحاولات الخبيثة والمستمرة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى تدير حركات التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها، للنيل من استقرار الدولة المصرية فى ظل عوامل متداخلة لمناخ إقليمى يسوده الاضطراب والعنف ويتيح للإرهاب فرص الدفع بظلاله السوداء".


وأكد: "وسط كل هذه التحديات استطاعت الجهود الأمنية تحقيق المواجهة الحاسمة لكل صور الجريمة الجنائية وأنماطها من خلال انتهاج الأساليب العلمية المتطورة واستخدام التقنيات الحديثة في مجال كشف الجرائم وجمع المعلومات والأدلة الجنائية وتطويعها لدعم خبرات ومهارات رجال الشرطة من منطلق أن مسار التطوير والتحديث لم يعد فقط سبيلًا لتحقيق الأهداف، بل هو بمثابة ركيزة أساسية لمواجهة كل الجرائم والأنماط المستحدثة منها، وكان حصاد ذلك فرض الأمن في الشارع المصري وتحقيق انخفاض فى معدلات الجريمة وارتفاع فى نسب تفكيك وضبط البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية بصورة متميزة، الأمر الذى جعل مصر تتبوأ مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر أمنًا واستقرارًا على مستوى العالم، كما حرصت الوزارة فى سبيل تحقيق نقلة نوعية فى كفاءة الأداء الأمنى على التوسع فى استخدام تطبيقات علوم الحاسب الآلى وتقنيات شبكات المعلومات والاتصالات بهدف استكمال وتدقيق قاعدة البيانات والمعلومات، بالتنسيق مع وزارات الدولة المعنية، توافقًا مع توجه الدولة نحو التحول الرقمى فى كل المجالات، فضلًا عن اتخاذ إجراءات الربط والتكامل مع النيابة العامة والمحاكم المختصة".

وتابع وزير الداخلية: "تمضي جهود رجال الشرطة فى الارتقاء بمستوى الخدمات الأمنية التى تتصل بسير الحياة اليومية للمواطنين، واعتبار ذلك محورًا أساسيًا فى سياسات الوزارة وهو ما تترجمه الخدمات الأمنية التى تمت ميكنتها وإتاحتها للمواطنين، سواء عبر المواقع الرسمية للوزارة وتطبيق الهواتف المحمولة أو بالمواقع التى تقدم هذه الخدمات ويجرى حاليًا استكمال تلك الجهود، بما يحقق التيسير فى أداء الخدمة الأمنية وتحقيق الجودة والإتقان فى معدلات تقديمها".

واستطرد: "وانطلاقًا من دور مصر المحورى على المستويين الإقليمى والدولى، استقبلت المعاهد الشرطية العديد من الكوادر الأمنية من الدول العربية والإفريقية للتدريب على مختلف المجالات الأمنية، فضلًا عن تنظيم الدورات التدريبية التخصصية فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وقيادة الوحدات الشرطية المشاركة ببعثات حفظ السلام بالتنسيق مع الأمم المتحدة".

وأضاف: "إن ما حققته وزارة الداخلية من نجاحات رصدتها الأرقام والدلائل والإحصائيات كانت وبحق تتويجًا لجهود مضنية حرصت فيها الوزارة على الارتقاء بمعدلات الأداء ومواصلة تطوير كفاءة العنصر البشرى من خلال انتهاج منظومة تدريبية متميزة وتعاون وتنسيق مع قواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب البغيض وحماية الجبهة الداخلية، وفى تلك المناسبة الوطنية التى يحفظها التاريخ للشرطة المصرية أبعث برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة على امتداد مواقع العمل الأمنى فى كل أرجاء البلاد، وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن".

وواصل: "كما أتوجه بتحية تقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة التى تجسد فى تلاحمها مع وزارة الداخلية أصدق علاقات التكامل والترابط الوثيق بين الأمن بجناحيه الداخلى والخارجى، وكل الوفاء والتوقير لشهدائنا الأبرار فى معارك النضال الوطنى وفى ملاحم العمل الأمني داعين المولى -عز وجل- أن يكون أداؤنا وجهدنا متصلًا بعطائهم وتضحياتهم الغالية".

ووجه كلامه لرئيس الجمهورية قائلا: "لقد كان تكليفكم بأن يكون أمن مصر فى قلب العمل الوطنى وفى مقدمة أولوياته وانطلقت الخطط الأمنية فى تنفيذ ذلك بكل دقة وإتقان ليظهر وجه مصر الحضارى وصورتها الحقيقية للعالم بأسره كمنارة تجتمع فيها الشعوب عبر مؤتمرات ومنتديات إقليمية ودولية لمناقشة طموحات ورؤى تحقيق التنمية والأمن والسلام، ولسوف يسطر التاريخ لكم قيادتكم للوطن في مرحلة من أدق مراحل التحديات الكبرى والمصيرية والتي أعليتم فيها السيادة الوطنية فوق كل اعتبار ومواجهة المخاطر الجسام بكل عزم وإصرار، وأثبتم أن مصر شامخة بأبنائها قوية بمبادئها لا تنال منها مؤامرات الغادرين، مهما بلغت وأحقاد الطامعين مهما تعاظمت".

واختتم وزير الداخلية كلمته قائلا:" حفظ الله مصرنا الحبيبة بكم، وحفظكم سيادة الرئيس لمصر قائدًا راعيًا للتنمية والاستقرار سندًا للحق والعدل".